سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

مدرب شباب المحمدية: عندنا لاعبين شباب تنقصهم الخبرة والثقة بسبب ما يعيشه الفريق

هذا ماقاله حفيظ عبد الصادق بعد الفوز على شباب المحمدية

اللقاء الختامي للملتقى ال11 للفيدرالية المغربية للمتبرعين بالدم

المؤتمر الدولي الأول للصحافة والإعلام بوجدة يسدل ستاره بتوصيات هامة

اللغة العربية بين الإهمال و الاستعمال

اللغة العربية بين الإهمال و الاستعمال

عبد الحق العمري

 

تعالت في الآونة الأخيرة أصوات تردد الدعوة إلى التخلي عن اللغة العربية في التعليم باعتبارها- على حد زعم الشاكين أو بالأحرى المشككين في قدرة العربية على مواكبة العصر - لغة صعبة و غير متداولة على الألسن. وقد حاول هؤلاء  إقناعنا بإحصائيات و حجج تبرز ضعف اللغة العربية وعدم مواكبتها للمستجدات. إلا أن المتأمل لهذه الدعوة سرعان ما يفطن إلى غياب تحليل منطقي لهذه الظاهرة.
لم تكن اللغة العربية في أي حقبة من الحقب الزمنية عقبة تعرقل الفهم وتعيق التواصل. ويشهد على هذا القول أن اللغة العربية في مختلف العصور كانت تفي باحتياجات الناطقين بها. وكانت تمدهم بالأداة اللازمة لتفكيرهم. وقد كانت الوصفة الطبية في عهد ابن سينا والكندي وابن طفيل تكتب باللغة العربية الفصيحة. ولا غرابة في ذلك، لأن العربية كانت تستعمل في السوق والشارع والمسجد والمواسم.
إن اللغة العربية التي تذم اليوم بين أهلها وذويها هي اللغة نفسها التي كانت مصدر فخر واعتزاز للعرب سواء في الجاهلية أو في عهد النبي أو في عهد بني العباس. ولسنا هنا في إطار تمجيد لغة على حساب لغة أخرى، وإنما نريد توضيح وجهة نظرنا في هذا الموضوع.
إن اللغة العربية لغة حية شأنها شأن الانجليزية والفرنسية. فكل لغة تستعمل تبقى حية. وكل لغة أهملت ستموت باستثناء العربية التي تكفل الله بحفظها. قال الله عز وجل: إن نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. فالمشكل ليس في اللغة وإنما في مستعمل اللغة. والسؤال الذي يجد له موقعا في هذا الصدد هو: ماذا قدمنا للعربية حتى نتهمها بالعجز والقصور؟
كم من معجم ألفنا يخدم أصوات العربية و نحوها ودلالتها ويسهل استعمالها؟
طبعا، لا نبحث عن جواب. لأننا نؤمن أن ما قدمناه للغتنا لا يوازي ما قدمه الغرب لحماية الانجليزية. وتكفي نظرة قصيرة لمعجم اكسفورد للتأكد من مميزات هذا المعجم الانجليزي الذي يمثل دليلا واضحا على عناية الغربيين  باللغة الانجليزية، لما يشتمل عليه من مستويات لسانيةمعبرةتتجلى فيما هو تركيبي ودلالي و صوتي وسياقي. 
لقد بات الحديث بالعربية محدودا، إذ يكون في خطبة الجمعة، وفي حصص دراسية مخصصة للعربية، وفي مناسبات قليلة. ولكي أقنع الشاكين في قدرة العربية العربية على مواكبة العصر. أسوق المثال التالي: إن الرجل الذي يسمع إلى إمام يلقي خطبة العيد أو خطبة الجمعة يفهم محتوى الخطبة، رغم أنه لم يدرس العربية في المدرسة. ومن هنا تزول فكرة التعقيد و الصعوبة التي يروج لها غير المتخصصين في البحث اللغوي عامة واللغة العربية خاصة.
إن العربية تحتاج إلى تفعيل أدواتها لتعود لسابق عهدها في تحقيق التواصل بين أفراد المجتمع.فلا داعي لتخطئ الرأي العام بمواقف تنم عن فهم خاطئ أو أريد له أن يكون خاطئا من قبل جماعة غير متخصصة.


عدد التعليقات (3 تعليق)

1

عبد العلي بوطاهر

اللغة العربية بين الإهمال والاستعمال

مقال يستحق التنويه والإشادة، عالج قضية كثرت السفسطة حولها بإدخال الترهات وسفاسف الأمورمن قبل أشخاص سوقة لا علاقة لهم باللغة العربية لا من قريب ولا من بعيد، وغير مشهود لهم بالكفاءة العلمية يحشرون أنوفهم في كل أمرلا لشئء إلا لمصالح سياسية وأغراض براغماتية ذاتية، وكما يقال إذا أسندت الأمور لعير أهلها فاتتظر الساعة. فحين يغيب النقاش الجاد والمثمر القائم على ألأسس العلمية والتاريخية للأسف الشديد يجد رعاع القوم مرتعا خصبا للاصطياد في الماء العكر. ولعل هذا المقال للأستاذ العمري وأعمال أخرى قذ أعاد ت البريق للغة القرءان من جهة، وبرهنت على أن الفرسان والأسود والجهابذة قد عادوا لموقعهم الأصلي الجدير بهم من جهة أخرى.

2015/01/13 - 07:45
2

عبدو

العربية لغة العلم والأدب، فقد وثقت ما أبدعه المبدعون في الطب والصيدلة والعلم والفلسفة. ولازال ما أبدع إلى يومنا هذا شاهدا. اللغة العربية ستصمد شاء من شاء وأبى من أبى .

2015/01/14 - 11:25
3

محمد

كالعادة , تتحفنا بمقالاتك

شكرا على المقال الرائع, اللغة العربية الفصحى لغة جميلة , أنيقة , بليغة وواضحة, يجب علينا جميعا أن نعطيها المكانة التي تليق بها . في الواقع : اللغات الأخرى لغات علمية لسبب واحد فقط , إهمالنا للغة العربية, حتى الصينيون و اليابانيون والكوريون يستخدمون لغاتهم في الابحاث العلمية, فلماذا لا نحذو حذوهم ونستخدم العربية أيضا. شكرا وتحياتي لك.

2015/01/16 - 05:30
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة