المهدي بل الفقيه
عندما كنت اكتب مقالي الثاني و أنا ارى بكل واقعية التي لا تشوبها اي نقطة من الشك تجليات و عظمة الاعلام في تقويد الرأي العام و خير مثال اقدمه هو كيف تناول العالم أحداث فرنسا و ربطها بالمسلمين في مدة جد وجيزة و كيف سبق سلوك المسلمين في الدفاع عن أنفسهم، هنا تذكرت احدى مقولات وزير الاعلام الالماني جوزيف غوبلز في عهد هتلر عندما قال "اعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلاوعي" آنذاك لم اعر لها اهتماما لضيق بعدي الفكري و سطحيته ...
انه بالفعل تلك السلطة الرابعة التي اضحت تمارس سلطتها بكل أريحية في صناعة و قولبة فكر الشعوب و المجتمعات، ايضا تضخيم الصغير و تصغير الضخم، بل وانها انتقلت من مجرد مؤثر في القرار إلى مصنعة له ثم بعدها إلى صنع صناع القرار و القادة، فعزاؤنا في فقيدتنا القيم كالضميرو المصداقية و الموضوعية و الحيادية قيم مازالت حية اللهم ان اردنا الصراحة مع انفسنا و قلنا في طور الاحتضار.
و هنا لن اعطي امثلة عن وسائل الاعلام التي لا ضمير لها و المجرة من اخلاقيات التي اسست عليها و هي تعترف بذلك في مساندتها لكل اشكال الانحلال الاخلاقي و الفساد و التمييز و تمريرها لكل اشكال الفكر الهدام عن طريق مجموعة من البرامج المركزة و المختارة بعناية، نتائج لم تعد تأخد وقتا بل اضحت آنية و نلمسها باستمرار و بتزايد في واقعنا المعاش، ايضا نلمس غباء جلينا و فراغه على المستوى القيمي و الفكري و مستويات أخرى، و كيف اضحى يتبنى قضايا لم تتوافق ولن تتوافق بتاتا و تاريخه و تقاليده و أعرافه...
صدق الغزالي في مقولته حينما قال " ليس من الضروري أن تكون عميلا لتخدم عدوك يكفي ان تكون غبيا".