أحمد كليولة الإدريسي
لم يكتب غير القليل عن مبدأ " تكافؤالفُرَصِ " و تحقيق العدل والمساواة بين الأفراد في الفرص والخدمات والعلاج والتعليم والرعاية بين أبناء الشعب المصري أو ما يسمَّى كذلك في عهد الإنقلاب العسكري على أول حكم مدني ديموقراطي عرفته أرض الكنانة ، وكل ما قيل بلسان الإنقلاب عبر أدرعه الإعلامية عن هذا الحجر الكريم ظل يراوح بين الإدعاء والتسويف ، لأن الجود كما قال أسلافنا من ما هو موجود والسمك لا يُشْترى في البحر، ولكي نقرب مفهوم " تكافؤالفُرَصِ " حسب المنطق الإنقلابي أستحضر حكاية الحاكم العربي الذي انتصر في معركة ،وحصل على العديد من السبايا والغنائم، ثم طلب من رجل وصف بالنزاهة ان يقسِّم الغنائم والسبايا بين من خاضوا الحرب وانتصروا ، و كان الرجل بالفعل حسن النيّة ، فاختار اجمل الصبايا من السبايا للحاكم ثم اخذ بعدها يوزع الباقي على المحاربين ، وقبل ان يكمل المهمة تلقى ضربة عنيفة على مستوى فمه من الحاكم الذي كان يضع في أحد اصابعه خاتما ما أَدْمى فمَّ المسكين ، فأعاد على التو توزيع الغنائم وكانت على النحو التالي : هذه للحاكم في الصبح، وهذه له في الظهر وتلك له في العصروالرابعة له في العشاء ، وقسَّم كل فترة زمنية الى فترات ، حتى نال الحاكم كل الغنائم !
عندئذ سأل الحاكم الرجل النزيه والذي افقدته ضربة الفم الدامية نزاهته.. من أين تعلمت هذا العدل ؟
فأجاب من ضربتك يا مولاي !
هذه عينة من مبدأ " تكافؤالفُرَصِ " لدى حاكم لولا الرجال الذين يحيطون به ويطيعونه لما حقق نصرا فظفر بالغنائم كلها، وقد تجلّت هذه الحكاية في عصرالإنقلاب وعرفنا من خلال تسريب شريط وزير داخلية الإنقلاب كي يوزع هذه العصابة كل شيء بينها وبين نفسها بالتساوي ، " فتكافؤالفُرَصِ " بالنسبة الى هذه العصابة الإنقلابية هو ألا يزيد ما تضعه في الجيب الأيمن عما تضعوه في الجيب الأيسر، لأنها أدركت بتجربة الإختلاس وليس بالفطنة أن اليمين واليسار بالنسبة اليها جيبان أو فردتا بيادة !
وإذا صح أن معرفة السبب تبطل العجب، فلماذا كل علامات التعجب هذه التي ترسم على الوجوه بسبب التسريبات !؟
إن من لم يقرأ التاريخ او قرأه في كتب لمؤرخين مأجورين أو سمعه من إعلام انقلابي يزيف الحقائق بهدف تغييب الوعي ، هوالذي يتعجب من التسريبات ما دامت حكاية الحاكم قديمة ، وتفاصيلها تدمي القلب وليس الفم فقط .
كل ما يحدث الآن في مصر مسبوق بإضعافه منذ المقبور جمال العبد الخاسر، وملحوق بأضعاف أضعافه ومن لا يصدق عليه أن يسأل رئيس جامعة الأزهر عن سبب إلغاء نتيجة رسوب ابن اللواء ممدوح شاهين المستشار القانوني لقائد الانقلاب العسكري ، في امتحان الدكتوراه بجامعة الأزهر، و شكيل لجنة امتحان أخرى مكونة من أساتذة جاءوا من خارج جامعة الأزهر، من طب قصر العيني وعين شمس ومعهد الأورام، وتقرر أن تعيد اللجنة امتحان ابن الإنقلاب ممدوح شاهين يومي 7 و8 من شهر فبراير الجاري !