المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

مواطنون في المحن .. بين مساعدات جمعوية و تغييب دور الدولة !!

مواطنون في المحن .. بين مساعدات جمعوية و تغييب دور الدولة !!

يونس حسنائي

أظن أن كل من عايش و شهد أهوال الفيضانات بمدن المغرب يعرف حق المعرفة ما خلفته مياه الفيضانات من دمار و حصار و تشريد عائلات و نفوق ماشية ، مأساة حقيقة عاشها سكان دواوير بالجبال و السهول لا يمكن وصفها ببضع كلمات أو صور فوتوغرافية ، صراخ أطفال و بكاء نساء و حسرة رجال ، شباب راحوا في زهرة عمرهم ، فربما يكون قد رحمهم القدر من هول المعيشة الضنكة فمن يدري؟

و ما إن رست سفينة نوح و ابتلعت الأرض مائها حتى تعالت أصوات النجدة لإنقاذهم من ما هم فيه ، لكن انتظاراتهم و تطلعاتهم لم تكن في مستوى إيمانهم بمن وضعوا ثقتهم فيهم و انتظروا أياديهم البيضاء التي ستنقذهم و تنتشلهم من محنتهم، فخلفوا موعدهم و تركوهم تحت رحمة البرد و الجوع و التشرد.

نهضت جمعيات المجتمع المدني محاولة تقديم الشيء البسيط لهؤلاء المنكوبين ، فجمعت ما استطاعت من أغطية و خيام و مؤونة رغم أنها لا تفي بالغرض المطلوب، لتتوالى حملات التضامن واحدة تلوى الأخرى ، و كلما هلت قافلة على دوار ما من الدواوير المتضررة تسمع الزغاريد و ترى الفرحة في وجوه ساكنيها مستبشرين بما يقدم لهم ، لكنها تبقى فرحة مزيفة و رقصة طائر ذبيح ، فرحة أنستهم كليا دور الدولة اتجاههم و التي لم تقم بما يتوجب القيام به كما هو منصوص عليه بدستور المملكة المغربية.

مساعدات كرست و ستكرس مفهوم الاتكالية و الاعتماد على الجمعيات في تقديم المساعدات هذا العام و العام الذي يليه و في اي كارثة وطنية لا قدر الله مرة أخرى ، سيصمت صوت الحق الذي يجب أن ينادي بدور الدولة في التدخل من اجل مساعدة مواطنيها ليحل محله الفهم المحدود و ألعدمي و هو مفهوم انتظار مساعدات الجمعيات فقط و لا شيء غير الجمعيات ، فهذه الأخيرة في نظر من أهلكهم الحال هم المنقذين و المسؤولين بالدرجة الأولى و المعنيين بتقديم يد العون لهم !!!

نفس الأمر نلاحظه و نلمسه بصدق مثلا في الحالات المرضية المستعصية التي تحتاج إلى عمليات باهظة الثمن ليلجئ المواطن المغلوب على أمره إلى طلب يد المساعدة من جمعيات و مواطنين و سلك سبل جمع التبرعات من اجل تلك العملية .

الأمر ذاته في حالات تشرد عائلات دون مسكن أو مأوى لتنادي هي كذلك بجمع التبرعات من اجل كراء مسكن ملائم يجمع شملهم و شتاتهم

بقطاع التعليم نفس الأمر يماثل ما سبق ذكره ، جمع التبرعات من اجل شراء الكتب و الأدوات للأطفال و تبرعات الجمعيات...

جمعيات و مواطنون يتضامنون في ما بينهم من اجل مساعدة بعضهم البعض ، مساعدات جمعيات من اجل التعليم و والتطبيب و السكن و الكوارث ...الخ ، لكن بين كل هذا وذاك، نتساءل أين هو دور الدولة الحقيقي من اجل حماية مواطنيها و الوقوف إلى جانبهم في الشدائد ، فتترك المواطنين بعضهم لبعض لتقف هي موقف المتفرج من بعيد ، و في بعض الأحيان يكون موقفها موقف المشجع فقط .

فإذا كان هذا هو دور الدولة فقط اتجاه المواطن فمن الأفضل أن تلغي الضرائب و الرسوم التي يتم بموجبها استخلاص مرتبات جيوش الأطباء و المدرسين و غيرهم من موظفي الدولة لأنه آنذاك لا حاجة لخدماتهم ما دام المواطن و جمعيات المجتمع المدني هي من تساندهم و تتكفل بالمواطن في الشدائد و الأزمات.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة