أحمد كليولة الإدريسي
أنصح وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر " لحسن الداودي" أن يطَّلع عما يصرح به أو يكتبه بعض الأقباط أمثال رجل الأعمال المعروف رامي لكح ، والدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب " الحرية والعدالة " والمحامي ممدوح رمزي ، والناشط والكاتب سامح فوزي ، وعضو الجمعية التأسيسية السابقة ماريان ملاك ، و سوزي ناشد و نادي هنري ، والقيادية في حزب "الوسط" نيفين ملاك ، والصحفي رامي جان مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"... فيقارن ما قاله بما يقوله هؤلاء عن حال مصر في عهد الإنقلابي عبد الفتاح السيسي . فإذا كان ما قاله هو الأدنى في منسوب قول كلمة حق أمام سلطان انقلابي وليس جائرا فحسب ، وجب عليه أن يذهب إلى أقرب مختبر لفحص حمضه المرجعي لعله يكتشف أنه يحمل اسماً زوراً من هذه المرجعية الدينية التي ينتسب اليها هو وحزبه وجماعته . فليس من المنطق أن يقول أو يكتب هؤلاء الأقباط عن مصر ما لا يستطيع ابن الضحية أو أخوها - وهذا أضعف الإنتساب - أن يقوله ، ألم يشعر " لحسن الداودي " بالخجل من قوله في كلمة له خلال افتتاح ورشة العمل الخامسة المغربية المصرية المشتركة بالقاهرة " إن الجمهورية المصرية أفضل حالا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي " قياساً لما يكتبه بعض هؤلاء رغم أنهم يعيشون داخل المعسكر أو الثكنة الكبرى المسماة مصر..
وليس عسيراً على أي متتبع لأقوال وأفعال أتباع حزب " البيجيدي " بصفة عامة أن يضبط تذبذبهم بين المواقف" لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ" كما قال الله تعالى . فسلالة " أنا مع الرابحة " في هذه الأرض لم تنقرض ما دام المتلبسون و المتواطؤن لم ينقرضوا بعد . والمطلوب من أحدنا وهو يرى مواطنا مصريا يقتل أو يحرق حياً.. أن يدعي بأنه أقدم على الإنتحار بقتل نفسه ، وأن تخرس ألسنتنا إذا اقتربت من المحظورات التي هي في نهاية المطاف أطماع دنيوية لا تفسح للموقف الأخلاقي سم خياط ، و كأننا نعيش زمنا لم يعد فيه معنى لعبارة " قل الحق ولو على نفسك " إلا لهؤلاء الذين شَبُّوا على الجهر بكلام صادق ومنقى من شوائب الخنوع والذلة والمسكنة .
وإنني لأتساءل باستغراب.. متى يشعر أشباه " لحسن الداودي" بأن مصر أسوأ حالا في عهد الإنقلابي عبد الفتاح السيسي وقد شموا رائحة الفحم البشري المحروق حيا بميدان رابعة ..!؟ و لماذا تعلم ابن آدم الكلام إن لم يكن لمثل هذه الجرائم ما يحتم استنكارها ، فالذئب الذي ينوب دمعه عن رد فعله وهو يشاهد جسم ذئب آخر ينهش من طرف ضباع اصطادوه أرقى وأنقى مليون مرة ممن تعلم الكلام كي يمارس شهادة زور أو يعرض نفسه كحذاء للبيع خلف واجهة زجاجية أو ورشة العمل مع نظام انقلابي لا فرق!!
نعرف أن فلوانزا الطمع والجشع أصابت العديد من البشر بالتمسحة لكن ما يحدث يثير حتى الحيوان ويشعره بالفزع من الإقامة على هذا الكوكب مع وحوش آدمية لم يؤثر فيها صراخ طفل بشكل جنوني وهو يخاطب أمه المقتولة برصاص العسكر " بالله عليك يا أمي عودي .. إصحي .. فوقي ما تمشيش .. ما تمتيش .." أو حتى على كلب تم قتله بالسيوف وأمام مرأى الجميع !
لقد كان " ابن الأثير" محقا حين وَدَّ لو أن أمه لم تلده بعد ان شاهد اهرامات من الجماجم البشرية خلال غزو المغول، لكنها تبقى أمنية مستحيلة الظفر وليست بعيدة فقط ، لأن ما حدث قد حدث وتورطنا بالولادة في هذا الزمن النذل والعهد الأغبر وفي إحدى اللحظات الغاشمة لواقع طغى فيه النفاق السياسي وخيانة المبادئ والممالأة والاسترضاء وتدليك نرجسيات الطغاة .
ألا يغار أشباه لحسن الداودي مما يصرح به رفيق حبيب و رامي جان وماريان ملاك و نيفين ملاك كونهم أقباط وليسوا مسلمين !!؟
أم أن مختبرات فحص حمض مرجعية حزبه الإسلامية في غيبوبة غير محددة الأجل !