محمد لغويبي
الحزب الفائز أو الحزب الذي يأتي في صدارة الترتيب أو الحزب الذي يتزعم الأوائل، أوصاف تلتصق بحزب بعينه، وضعته الانتخابات في الرتبة الأولى في سلم الأحزاب، وهو الحزب الفريد في العقد المتين، وقد حاز الشرف والامتياز في السباق الانتخابي.
ولأنه الحزب الفريد فذلك لا يشفع له من قريب أو بعيد أن يستأسد أو يسود لمجرد أنه الفائز المتصدر والمتزعم. يحتاج إذن إلى حامية سياسية أخرى تضمن له الرئاسة. حتى يكون قادرا على استثمار الفوز عليه أن يرضى باقتسامه مع أحزاب أخرى بكثير من الفراسة والكياسة وأحيانا بكثير من الشراسة اللازمة لتحقيق المبتغى والمنتهى.
وهنا تأتي الوساطة والحراسة لقطع الطريق على أطماع قطاع الطرق والباحثين عن الضعفاء أو الغافلين أو التائهين في البراري والفيافي، فتكثر المراوغات والمناوشات، وتقدم العروض وتشهر الوعود، وتحل البركات والضمانات التي ترضي وتغني وتعقد وتحل حتى ترسو السفينة في مرساها الأخير.
الحزب الفائز إذن أو الحزب الفريد كيان آخر قد لا يتصدر ولا يتزعم الفائزين في السباق، إنه قادر على الإمساك بخيوط اللعبة حتى النهاية، الملتزم بالخلطة السحرية الأكثر إغراء وواقعية والتزاما بميثاق غليظ لا يحيد عنه شعرة أوقيد أنملة. وهو الحزب المرغوب فيه وفي خط سيره وفي مبرراتالقبول به في كرسي الرئاسة ومقاعد التسيير والتدبير الجماعي والجهوي، دون أدنى خلط للأوراق والحسابات، وبعيدا عن الارتجال وحتى النيات.
هكذا هو الحزب الفريد لا يقبل التهاني ولا يكتفي بالأماني، إنه الحزب الذي يعرف الحساب والعقاب ويدرك جيدا قواعد اللعب على الرقعة، ويتفنن في الرقص على الحبال، ويصبر على قساوة الطريق وغدر الرفيق، ويتحمل ركوب البحر وصعود الجبال، حتى يصل إلى القمة. أنداك يجلس ويستريح، ويتفرغ للبلاد والعباد.