عمدة طنجة يكشف المستور في مخرجات دورة أكتوبر

القمة الإفريقية للرقمنة بالدار البيضاء تناقش تحديات الذكاء الاصطناعي بحضور خبراء دوليين

أشغال دورة شهر أكتوبر لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة

الطير: التعادل أمام الجيش مكانش ساهل المهم دابا التفكير في المباراة القادمة

"ريان أزواغ" أصغر حارس في البطولة الوطنية: أنا حامل لكتاب الله وحلمي نوصل بعيد

بنهاشم يبرر أسباب الهزيمة أمام الرجاء

المنطقة الساخنة

المنطقة الساخنة

الحسن بنونة

 

أصبحت الأقمار الصناعية تلتقط صور الأرض و تحدد مناطق البرودة والحرارة و غيرهما فيها، وحسب وكالة ناسا فأسخن منطقة في العالم اليوم هي المنطقة العربية و تحديدا بين الفرات والنيل وليس هذا للعوامل الطبيعية أكثر مما يجري بالمنطقة من حروب ، فهل تساءلنا يوما من أين أتتنا هذه الحروب المتتالية و الضروس ؟

بعض أسباب الخلافات و الحروب في المنطقة العربية:

     فليس هناك من محلل في المجال الحربي إلاّ و يؤكد أن المخابرات الصهيونية و الأمريكية ثم الانجليزية والروسية هم من وراء كل فتن الدنيا ، فإسرائيل كانت دائما تشتكي من صدام حسين ، فاختلقوا له العداوة مع إيران وبقيت الحرب أكثر من ثمانية سنين ، وحين وقع الصلح بينهما نبشوا في خلافات  الكويت والعراق عن البترول الذي يوجد  بين حدودهما ، فشجعوا صدام على  اجتياح الكويت بموافقة أمريكية ثم انقلبت أمريكا على صدام  و وقع ما وقع فانتهى عهد صدام . بعده بقيت إسرائيل تشتكي من إيران وسورية و تطالب بتقسيم العراق ، فقام  الأب الروحي لها - أمريكا - بالتخطيط لتقسيمها  فصب العسل في أذن أكراد العراق و وعدهم بالدولة المرجوة وأن يجتمع شمل أكراد سورية و العراق وبعدهما أكراد تركيا ، وهم الآن في تركيب دولة كردستان ،  و بعد الربيع العربي ونظرا لما وقع في مصر بصعود الإخوان إلى الحكم  عملت المخابرات الأمريكية  على  تنبيه الجيش المصري  على خطورة موقعه في الدولة إن بقي الحكم في يد الإخوان ، فكان انقلاب السيسي على مورسي ، و بقيت المنطقة في سخونة حيث التظاهرات والحروب في اليمن وليبيا و سورية ، ولا ننسى أن أمريكا هي من كانت السبب في تقسيم السودان بطلب من إسرائيل التي أصبحت أكبر مستثمر في جنوب السودان .

ثم البترول والغاز من الأسباب الرئيسية لسخونة المنطقة  ، فهي تتوفر على مخزون كبير من المحروقات ، و الدول الكبرى تعمل جاهدة لتغيير الأحداث بالمنطقة لصالحها حسب الظروف التي تراها مناسبة لذلك ، فهم لا يريدون إطفاء شعلة النار الآن من أجل صفقتين مهمتين بالنسبة لهم ، وقد قالها وزير خارجة أمريكا جون كيري صراحة في مؤتمر جنيف الأخير " ليس لدينا حل نهائي للحرب في سورية الآن ربما يكون بعد أربع سنوات أو أكثر " الصفقة الأولى تتجلى في بيع السلاح و تجربته على المواطن العربي والمسلم  ، فبدون حروب لا يمكن بيعها ولا إنتاجها و ستتوقف مصانعهم و تكثر البطالة في بلدانهم ، وهذا طبعا لا يرضيهم ، و الصفقة الثانية ، إعادة الإعمار ، فكم من شركة غربية ستدخل المنطقة بعد انتهاء الحرب من أجل بناء مدن جديدة خاصة في سوريا ، فالمدن المدمرة إعادة تعميرها سيكلف أكثر من بناء مدن جديدة .

في أحد برامج ال بي بي سي  الانجليزية قال أحد صحافيها وهو يقدم برنامجا عن البترول في الشرق الأوسط ، " يمكنني القول  أن تحت كل مئذنة بئر بترول ، إنما يبقى السؤال هل هو نعمة أم نقمة على شعوب المنطقة ؟ " 

ثم  من الأسباب الرئيسية على سخونة المنطقة  التشبث بالكرسي ، حكام الغرب يصلون إلى سدة الحكم ثم ينصرفون ، ونحن العرب متشبثون به ونحبه حبا جما، فإذا ما كان دستور البلاد لا يسمح بأكثر من ولايتين للحاكم على كرسي الحكم ، نجد أن  الحاكم قبل مغادرته الكرسي يعمل جاهدا على تغيير الدستور أو القانون للبقاء على الكرسي مرة ثالثة  و رابعة ......، وفي بعض الحالات الرئيس يهيئ ابنه للتوريث – هذا أصبح معلوما عند الجميع -  وما بشار الأسد إلا نموذجا لهذا ، فمتى سيصبح العالم العربي  يطبق الديمقراطية كما هي ، أو يعود إلى الشورى  التي هي الأصل في الدين الإسلامي .

ثم من أسباب سخونة  المنطقة ،  الأمية ، و الجهل،  والفقر ، هذه العوامل تأثر كثيرا على  مجريات الدول فتجعلها في خانة العالم الملقب بالثالث ، فيستغلها حكامها  و يفعلون ما يريدون ، فتجد الدول الفقيرة هي التي تحظى بأوفر عدد النزاعات على الحدود  و على أبسط المواقف  وعلى  خلافات إيديولوجية أو عرقية أو غيرها من الأسباب التافهة  ، فدول أمريكا الجنوبية  لها من مثل هذه الخلافات الكثير لكنها لا ترقى في استعمال الحرب كحل كما  يجري بالمنطقة العربية ، و بلاد القوقاز مصابة كذلك ببعض نزوات الحرب جراء خلافات حدودية أو عرقية ، لكنها  تبقى أقل بكثير مما يجري في منطقتنا العربية .

في الختام ، ألم يحين وقت وقف النزيف الدموي والاقتصادي و البيئي في المنطقة ؟  ألا يعط الله لهذه الأمة من الخيرات ما توفر به  الحكومات لشعوبها من رفاهية و هناء ، أو أضعف الإيمان العيش الكريم  ؟ أليس الله جعل الدول العربية ملتصقة حدوديا فلا تحتاج لا إلى أوروبا و لا  أمريكا أو حتى الصقور الأسيوية في تطوير اقتصادها ، و الواقع  نحن نحتاجهم في التكنولوجيا  و سنضل نحتاجهم ، لكننا سوف لا نحتاجهم و لن نحتاجهم في المواد الأساسية للعيش ، فسهل النيل وحده إذا ما زُرع بطرق عصرية وببذور مختلفة لحقق الاكتفاء الذاتي  للعالم العربي  بمنتجاته الفلاحية . فمتى ستستيقظ أمة العرب ؟، ومتى ستنتهي الخلافات بين الدول العربية ؟ و متى سيطبق حكام العرب الشورى أو الديمقراطية أحسن تطبيق ؟ 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات