أخنوش: نعول على مواكبة محطة الصويرة موكادور السياحية للأحداث الكبرى المقبلة ببلادنا

دفاع المتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء" يرفض الكشف عن تفاصيل الملف..القضية عادية والإعلام ضخمها

مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للأمن الوطني تنظم أياما تواصلية بطنجة

أخنوش: محطة موكادور السياحية تلعب دورا في إشعاع المغرب الأطلسي الذي دعا إليه صاحب الجلالة

اتحاد طنجة يكشف أزمة النادي وتفاصيل وضعية اللاعبين غير المؤهلين

سابينتو يعانق اللاعبين بعد الفوز على تواركة وغضب الجماهير يلاحقه

المنطقة الساخنة

المنطقة الساخنة

الحسن بنونة

 

أصبحت الأقمار الصناعية تلتقط صور الأرض و تحدد مناطق البرودة والحرارة و غيرهما فيها، وحسب وكالة ناسا فأسخن منطقة في العالم اليوم هي المنطقة العربية و تحديدا بين الفرات والنيل وليس هذا للعوامل الطبيعية أكثر مما يجري بالمنطقة من حروب ، فهل تساءلنا يوما من أين أتتنا هذه الحروب المتتالية و الضروس ؟

بعض أسباب الخلافات و الحروب في المنطقة العربية:

     فليس هناك من محلل في المجال الحربي إلاّ و يؤكد أن المخابرات الصهيونية و الأمريكية ثم الانجليزية والروسية هم من وراء كل فتن الدنيا ، فإسرائيل كانت دائما تشتكي من صدام حسين ، فاختلقوا له العداوة مع إيران وبقيت الحرب أكثر من ثمانية سنين ، وحين وقع الصلح بينهما نبشوا في خلافات  الكويت والعراق عن البترول الذي يوجد  بين حدودهما ، فشجعوا صدام على  اجتياح الكويت بموافقة أمريكية ثم انقلبت أمريكا على صدام  و وقع ما وقع فانتهى عهد صدام . بعده بقيت إسرائيل تشتكي من إيران وسورية و تطالب بتقسيم العراق ، فقام  الأب الروحي لها - أمريكا - بالتخطيط لتقسيمها  فصب العسل في أذن أكراد العراق و وعدهم بالدولة المرجوة وأن يجتمع شمل أكراد سورية و العراق وبعدهما أكراد تركيا ، وهم الآن في تركيب دولة كردستان ،  و بعد الربيع العربي ونظرا لما وقع في مصر بصعود الإخوان إلى الحكم  عملت المخابرات الأمريكية  على  تنبيه الجيش المصري  على خطورة موقعه في الدولة إن بقي الحكم في يد الإخوان ، فكان انقلاب السيسي على مورسي ، و بقيت المنطقة في سخونة حيث التظاهرات والحروب في اليمن وليبيا و سورية ، ولا ننسى أن أمريكا هي من كانت السبب في تقسيم السودان بطلب من إسرائيل التي أصبحت أكبر مستثمر في جنوب السودان .

ثم البترول والغاز من الأسباب الرئيسية لسخونة المنطقة  ، فهي تتوفر على مخزون كبير من المحروقات ، و الدول الكبرى تعمل جاهدة لتغيير الأحداث بالمنطقة لصالحها حسب الظروف التي تراها مناسبة لذلك ، فهم لا يريدون إطفاء شعلة النار الآن من أجل صفقتين مهمتين بالنسبة لهم ، وقد قالها وزير خارجة أمريكا جون كيري صراحة في مؤتمر جنيف الأخير " ليس لدينا حل نهائي للحرب في سورية الآن ربما يكون بعد أربع سنوات أو أكثر " الصفقة الأولى تتجلى في بيع السلاح و تجربته على المواطن العربي والمسلم  ، فبدون حروب لا يمكن بيعها ولا إنتاجها و ستتوقف مصانعهم و تكثر البطالة في بلدانهم ، وهذا طبعا لا يرضيهم ، و الصفقة الثانية ، إعادة الإعمار ، فكم من شركة غربية ستدخل المنطقة بعد انتهاء الحرب من أجل بناء مدن جديدة خاصة في سوريا ، فالمدن المدمرة إعادة تعميرها سيكلف أكثر من بناء مدن جديدة .

في أحد برامج ال بي بي سي  الانجليزية قال أحد صحافيها وهو يقدم برنامجا عن البترول في الشرق الأوسط ، " يمكنني القول  أن تحت كل مئذنة بئر بترول ، إنما يبقى السؤال هل هو نعمة أم نقمة على شعوب المنطقة ؟ " 

ثم  من الأسباب الرئيسية على سخونة المنطقة  التشبث بالكرسي ، حكام الغرب يصلون إلى سدة الحكم ثم ينصرفون ، ونحن العرب متشبثون به ونحبه حبا جما، فإذا ما كان دستور البلاد لا يسمح بأكثر من ولايتين للحاكم على كرسي الحكم ، نجد أن  الحاكم قبل مغادرته الكرسي يعمل جاهدا على تغيير الدستور أو القانون للبقاء على الكرسي مرة ثالثة  و رابعة ......، وفي بعض الحالات الرئيس يهيئ ابنه للتوريث – هذا أصبح معلوما عند الجميع -  وما بشار الأسد إلا نموذجا لهذا ، فمتى سيصبح العالم العربي  يطبق الديمقراطية كما هي ، أو يعود إلى الشورى  التي هي الأصل في الدين الإسلامي .

ثم من أسباب سخونة  المنطقة ،  الأمية ، و الجهل،  والفقر ، هذه العوامل تأثر كثيرا على  مجريات الدول فتجعلها في خانة العالم الملقب بالثالث ، فيستغلها حكامها  و يفعلون ما يريدون ، فتجد الدول الفقيرة هي التي تحظى بأوفر عدد النزاعات على الحدود  و على أبسط المواقف  وعلى  خلافات إيديولوجية أو عرقية أو غيرها من الأسباب التافهة  ، فدول أمريكا الجنوبية  لها من مثل هذه الخلافات الكثير لكنها لا ترقى في استعمال الحرب كحل كما  يجري بالمنطقة العربية ، و بلاد القوقاز مصابة كذلك ببعض نزوات الحرب جراء خلافات حدودية أو عرقية ، لكنها  تبقى أقل بكثير مما يجري في منطقتنا العربية .

في الختام ، ألم يحين وقت وقف النزيف الدموي والاقتصادي و البيئي في المنطقة ؟  ألا يعط الله لهذه الأمة من الخيرات ما توفر به  الحكومات لشعوبها من رفاهية و هناء ، أو أضعف الإيمان العيش الكريم  ؟ أليس الله جعل الدول العربية ملتصقة حدوديا فلا تحتاج لا إلى أوروبا و لا  أمريكا أو حتى الصقور الأسيوية في تطوير اقتصادها ، و الواقع  نحن نحتاجهم في التكنولوجيا  و سنضل نحتاجهم ، لكننا سوف لا نحتاجهم و لن نحتاجهم في المواد الأساسية للعيش ، فسهل النيل وحده إذا ما زُرع بطرق عصرية وببذور مختلفة لحقق الاكتفاء الذاتي  للعالم العربي  بمنتجاته الفلاحية . فمتى ستستيقظ أمة العرب ؟، ومتى ستنتهي الخلافات بين الدول العربية ؟ و متى سيطبق حكام العرب الشورى أو الديمقراطية أحسن تطبيق ؟ 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات