التهامي الوركة
لا أتحدث هنا عن الإرهابيين ، فالإرهاب والإرهابيون لا دين لهم ، ولا انتماء لهم، ولا يستحقون العيش بيننا ، ومن ينسب الإرهاب إلى الاسلام؛ فليعلم أن بفعله هذا يمارس الإرهاب على دين لا يقر مثل هذه الأعمال التي تتنافى مع قيمه التي جاءت رحمة للعالمين.
وإنما أتحدث عن حكام أوربا؛ الذين كانت سياساتهم الخارجية اتجاه الشعوب العربية والإسلامية سببا لصناعة داعش ومن على شاكلتها. فالهجمات الإرهابية التي تتعرض لها فرنسا وغيرها من الدول الأوربية سببها: سياسة الكيل بمكيالين، شعارهم في العلن ؛الديمقراطية؛والحرية ؛وحقوق الإنسان، وفي السر تهميش ممنهج للأقليات المسلمة في أوربا،وتضييق للحريات تحت ذريعة الإسلاموفوبيا، وأسلمة أوربا ، ومحاربة الإرهاب .
جاء الربيع العربي؛ لكنهم حولوه بسياستهم المعادية إلى خريف عربي ، وحرموا الشباب الطامح إلى التغيير من التغيير، وكالعادة دعموا الأنظمة العربية الديكتاتورية في السر ؛ وتبجحوا بالديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان في العلن. دعموا الإنقلاب في مصر، وسكتوا عن مذبحة رابعة ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء، مصرون على إفشال الثورة في ليبيا وسوريا، حرموا الشعب الفلسطيني من استقلاله، وبرروا للصهاينة جرائمهم تحت ذريعة الدفاع عن النفس، واللائحة طويلة... ،قدموا مصالهم الاقتصادية على العلاقات الإنسانية، نسوا أننا نحن أيضا بشر؛ بلحم ودم ؛ نعيش في كوكب واحد؛ ومصيرنا واحد؛ ما يفرحهم يفرحنا ؛ وما يحزنهم يحزننا، فلماذا سياسة الكيل بمكيالين ..؟ لماااذا يا حكام أوربا ..؟ لماااااذا...؟ لماذا جورجيا وكرواتيا وليس فلسطين؟ لماذا الأقليات في العراق وسوريا؟ وليس الشعب العراقي والسوري ؛أوليس الأقليات المسلمة في بورما تستحق الاهتمام؟
للأسف، أنتم اليوم تحصدون ما زرعتم ، سياستكم العدائية للشعوب العربية والإسلامية هي من صنعت داعش، أصبح هذا التنظيم السيئ الذكر الملجأ الوحيد لهؤلاء الشباب، شباب تحولوا من حبهم للتغيير إلى حبهم للانتقام، لكن للأسف، الشعوب دائما هي من تدفع الفاتورة، فكل التضامن مع الشعب الفرنسي ، ومواساتنا لأسر الضحايا؛ ليس من أجل فرنسا؛ وإنما من أجل الإنسانية التي تجمعنا....لكل ما ذكر سابقا...فأنتم المسؤولون..!