هذه كواليس لقاء أخنوش بالوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية

كواليس ترؤس أخنوش لاجتماع اللجنة الوزارية لقيادة إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية

أبرز ما قاله مدرب الجيش فيلود بعد الفوز على الرجاء في العصبة الإفريقية

مدرب الرجاء سابينتو يبرر الخسارة أمام الجيش الملكي

تكريم وجوه فنية في ختام فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

بنحليب يقوم بحركة غريبة لحظة دخول لاعبي الجيش أرضية الملعب

أَنْ تَكونَ أستاذًا مغربيًا

أَنْ تَكونَ أستاذًا مغربيًا

اسماعيل العماري.

 

قُمْ للمُعَلِّمِ وَفَهِ التَّبْجِيلاَ  كَادَ المعلم أن يكون رسولا (أحمد شوقي).

بيت شعري من قصيدة للشاعر أحمد شوقي ،يأمر في الشطر الأول بالوقوف إجلالا و احتراما و تبجيلا للمعلم ،أما الشطر الثاني من نفس البيت الذي قارب مكانة الأستاذ بمكانة الرسل . يلخص البيت الشعري –عموما - المكانة المرموقة و المنزلة العالية التي يحتلها رجل التعليم داخل  المجتمع الذي يخرجه من الظلمات إلى نور العلم و ضيائه.

لكن الواقع اليومي المعاشَ و المعيشَ لا يعكس تماما هذه المكانة الرفيعة التي يحظى بها رجال التعليم داخل مجتمعنا و بيئتنا المغربية ،لم تعد المنزلة كما هي ،فأصبح بطلا في مختلف الطرائف و النكت يتقمص دور البخيل و الشحيح ،و صار مادة دسمة للسخرية و التنكيت ورمزا يومئ ب" التَّسْرِقيمْ" و "تَشَاطَرْتْ" ،لم تعد المهنة الشريفة التي كانت في مقدمة الأحلام و المتمنيات لدى الجميع دونما استثناء ،غدت مهنة يثير أصحابها الشفقة ،بعدما تلطخت سُمعتهم وخدشت الصورة غير ما مرة قصدًا و عنوةً ،فلم يتوان أيًّا كان في اتهام رجال التربية بابتزاز المتعلمين بالساعات الإضافية المؤدى عنها و إرغامهم باللجوء إليها ،رغم أن نزرًا منهم قليلا نتحمل وزْرَ أخطائهم. 

أما الأخرون من توفرت لهم فرصة الحديث و الكلام فقد حشروا الجميع في سلة واحدة ،بأننا في مهنة الراحة و العطل و نتعاطى لـ" سْلِيت" و لنا اليد الطويلة و القصيرة ،في الأزمة التي يتخبط فيها القطاع التعليمي حالاً و مستقبلًا ،فاعتدنا الاتهامات التي تتساقط من كل حدب و صوب و لن نفاجأ ذات يوم اذا ما تم اقتيادنا للمحاكمة بتهمة الضلوع في انهيار جدار برلين ،لا ننفي وجود حالات معزولة و ناذرة جدا و تعد على رؤوس الأصابع ساهمت في تكريس الأزمة و لا تستحق التعميم.

مجرد خرجة إعلامية لمسؤول مهما كان يحملنا مسؤولية كل الكوارث و التراجعات ،رغم أننا نقوم بمهمة تنزيل ما كلفنا به في احترام تام لمختلف البرامج و المقررات و بتحد لكل الإكراهات و العراقيل و من اكتظاظ دراسي...و ظروف موضوعية يتم تناسيها لأداء الرسالة النبيلة على أكمل وجه ودون استسلام ،لكن البعض مُصِرٌّ كل الإصرار على تبخيس  المجهودات المبذولة بنكران الذات "و لي قَالْ العْصِيدة بَارْدَة يِديرْ فِيهَا يَديهْ" .من يستطيع  أن يتحمل تدريس 60 متعلما داخل الفصل و تدريس جميع المواد من فرنسية و عربية و تربية إسلامية و اجتماعيات... ؟ من له القدرة على العيش في القمم الجبلية الشَّماء و درجة حرارة تصل إلى 0 أو أدناها ؟ من يستطيع أن يعيش في أَنَأى نقطة في هذا الوطن بدون تغطية هاتفية و بدون ماء و كهرباء ؟ لا  أحد طبعا يقدرُ على العمل في هذه الظروف من الذين ألفوا الكراسي الوثيرة و الموائد المنمقة بأنواع الطعام و الوصفات المتنوعة ،ولكن يقدرون على تبخيس مجهودات شباب أفنوا أعمارهم في مؤانسة الأفاعي و العقارب و تحولوا إلى مروضين لها .

ستكون الحلقة الأضعف و المشجب الذي تعلق عليه كل التعثرات و ستكون صديقا وزبونا لمختلف مصحات وعيادات الأمراض النفسية و العصبية لأنك ستناط بك مهمة تدريس جيش من اليافعين على اختلاف أوضاعهم الاجتماعية التي يؤثث أغلبها الفقر و البؤس و العنف الأسري ،ليتحول دورك  من التدريس إلى رجل أمن على نفسك من أي اعتداء محتمل... اذن فأنت أستاذ مغربي.

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

استاذ

عملنا لله

يا اخي كلامك في الصميم . انا استاذ و اعمل في منطقة نائية جدا لا ماء و لا كهرباء . هذا لا يعني التغاظي عن اداء هذه المهمة النبيلة فلا ذنب لهؤلاء الابرياء الذين يقطعون الكيلومترات صيفا و شتاء قصد التعلم .و الله ان اجرنا مع اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

2015/12/30 - 06:44
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات