فتيحة مسعود
أيام قليلة تفصلنا عن ما يُسمى بعيد المرأة، أو يومها العالمي ، دعاية كبيرة يتحمس لها المتحمّسون من صدّقوا أن يافطة ،،أو ندوة ،،أو مؤتمرا،، أو مسيرة كفيلة بأن ترقى بالمرأة ،، وتجعل منها كيانا مُقدّسا،، محاطا بكل صنوف التقدير!! ففي 8 مارس من كل عام ،، يتغنى العالم بفضل المرأة متشدقا بحقوقها متنطعا بمكانتها في سُلّم الهرم الإنساني . فتتسابق القنوات العربية خاصة ومعها المغربية لضخ الدعايات الكاذبة على أن المرأة عندنا قد تجاوزت المحن !! بسنوات ضوئية ،،وأنها قد حصلت على كل مايحقق لها السعادة!! ياسلام،!!! فالإعلام المُزيف والمأجور سبب خراب الدنيا،، وكما يعلم الجميع فإن اعلامنا قد تدرّب في أفضل صالونات التجميل؟؟ فبالتالي لن يعجز عن تنميق الأكاذيب !!! وطمس الواقع ، فما تلميع الصّورة المشوّهة للمرأة المغربية إلا زيادة في تحقيرها وتقزيمها ، وسد الطريق على الغيورين من الشرفاء لانقاذ ما يمكن انقاذه ، فالإعلام المشبوه يعمل حسب ما يُملى عليه !! ليظل الجميع " في دار غفلون" ونسي أن واقع نساء المغرب خارج نطاق السيطرة!! بعد أن تصدّرت صورهنَّ وأخبارهُنَّ أغلفة الجرائد والمجلات العربية والعالمية،،، لا كرائدات في العلم أو الأدب أو غيرها من العلوم الإنسانية ، بل كداعرات وغانيات وساقطات وجواري وبغايا بعد ان امتهنَّ " البغاء" أقدم مهنة عرفتها البشرية،،، فعن أي عيد تتحدّثون ؟؟!! وأي يوم عالمي للمرأة تبتغون ؟؟؟ وسمعتُنا منفّرة بحيث تحتاج لزلزال بقوة مائة تسونامي لغسل العار ، فعوض أن نُعرَف بجبالنا الأطلسية الشامخة،، وبرجال وهبوا حياتهم من أجل حرية الوطن ، أو نساء فاضلات وارعات تقيات ، وبجامع القرويين أو حتى بتلك الشجرة "شجرة أركان "الرابضة هناك في بقعة طيبة، شجرة لا مثيل لها في الدنيا حيّرت العلماء !!! لكن وللاسف الشديد عُرفنا ببناتنا وبسمعتهن التي أزكمت الأنوف ، فغدت سلعة رخيصة تتقاذفها أسواق النخاسة في الداخل،، وفي كل شبر من المعمورة ، فحتى أدغال إفريقيا لم تسلم من اجتياحهن!!! زد على ذلك دول تأتي في مراتب متقدمة لتجارة "الرقيق الأبيض" كتايلاند"واويلاه" وسنغافورة وتركيا لبنان سوريا الاردن ليبيا مصر وفي كل أروبا والأمركيتين ، وحتى في روسيا زاحمن رائداتها في المهنة ، أما هنا في الخليج فحدّث ولا حرج ، تستحي أن تصرّح بمغربيتك " عورتك" فأي عيد يا نساء المغرب ؟؟؟؟!!!!! فهل يحق لنا الاحتفال بيوم المرأة وبناتنا يُؤثتن جميع فضاءات المتعة والجنس في كل أسقاع الدنيا ؟؟؟
أيعقل ان تقترن صورتنا لدى الآخر بالجنس والسحر والشعوذة والجهل :أي عيد ونحن منكسات الرؤوس ؟؟ وعرضنا مشاع للجميع؟؟ لحم بناتنا ارخص من بصلة "اصابها العفن" كفانا تستّرا على هذا الوباء الذي تفشى في مُجتمعنا بشكل رهيب تسرّب تحت عدّة مُسميات!!! ، والطامة الكبرى أن بعض الأسر وللأسف الشديد تغض الطرف عن سلوكيات بناتها!! فبماذا نفسّر اقتناء فتاة صغيرة لملابس " الماركات العالمية" ومحمول من احدث ما طُرحه السّوق !! والعطر الفرنسي،، واجرة " الكوافير" وركوبها للتاكسي عند كل " مشوار" ورُبَما توفر احتيجات البيت؟؟ بينما راتب السيد الوالد لا يكفي حاجيات نصف الشهر ؟؟ أين الأم ؟؟ اين الأب ؟؟ أين المجتمع ؟؟ أين التقاليد ؟؟ أين العفّة؟؟ أين الضمير؟؟ من يقبل لعرضه أن يداس ؟؟وبهذه الطريقة ؟؟؟ إنها الحقيقة المُرّة التي تعيشها بعض الأسر المهترئة دينيا وأخلاقيا ،، أنا لا أُهلوس أو اضرب بعرض بنات بلدي عرض االفضائح،، إنهن "لحمي ودمي" فأنا مفجوعة بهن، أقول هذا والألم يعتصرني فانا عشت في أكثر من دولة عربية ،، ترى في المرأة المغربية وعاء متعة، وفي أفضل حال ساحرة ومشعوذة ،، رغم تواجد الكثير من بنات الأصل والعرض، لكن طغيان الرداءة لم يسمح للفاضلات بأن يغيرن الصورة النمطية التي انطبعت عنا لدى الآخرين ، فالمغربية تظل داعرة وساحرة وأخت إبليس الى ان تثبت العكس .
كفانا تلميعا لصورة محترقة ، ولنبحث عن الخلل،، ونضع اليد على "الدمامل" ونبدأ بتحليل هذه الظاهرة التي تفشت كالطاعون ، في جسد المجتمع فكيف السبيل إذن لوقف هذا النزف الأخلاقي ؟؟ ألسنا أمة مسلمة كرمها الله بأفضل شريعة؟ ؟؟ ألم يُكرم الله المرأة وسنّ لها الحياة الكريمة في كنف والديهاوبعد ذلك في بيت زوجها وسخّر لها بر أبنائها بها سواء في صحتها او هرمها في فقرها او غناها ، فالاسلام كرمها ودلّلها وأحسن وفادتها وجعلها في مرتبة عالية ،،ولو انتهجناه طريقا لما احتجنا لمن يؤطرنا تحت لواء مسميات جوفاء أفرغت خصوصية النساء واستبدلتها بعناوين براقة ، فهل نحتاج لإذن من جمعية أو منظمة ؟؟ لكي نقبّل
رؤوس أمهاتنا ونبر بهن؟؟؟ ،، هل نحتاج لمن يُعرّفنا بمكانه المرأة في البيت والمجتمع ؟؟، وان نكتب فيها غزلا لاتخرج عن قُصاصات ورقية بلا معنى ؟؟ انه زمن الخواء الديني والثقافي ، تركنا ينابيعنا الاصيلة ، فتبخرت وحلت مكانها ثقافة مشوهة لا تناسب بقعتنا ولا تقاليدنا ولا كمياءنا ، لم نترك احتفالا إلا وجندنا له الخبراء والمحللين ،،كلٌّ يدلو بدلوه!! ويفتي حسب ما يراه موافقا لأهوائه المشرّعة على الروافد المسمومة ، استعمار من نوع جديد أسلحته أكثر فظاعة !! شوّهت الذات المغربية ، وزاد استفحال ذلك استسهالنا للأمر على أن الزّمن تغيّر ولكل زمن مُريديه، وندماؤه !! أخذناها من باب " التنذّر " وتأتي قائمة التنازلات من الاسرة نفسها عندما ترى الأم أن جمال ابنتها يضاهي الفنانة الفلانية " وتفتخر بها أمام الملأ ،،وإذا اعترض أحد افراد الأسرة على هذا التهجين يكون الرد "واجد" " خلي البنت تعيش عمرها ماشي بحالي أنا ما شفت ما تشوفت" " راه باقي صغيرة خصها تفرح براسها" " ما عندي غير هاد لعوينة غادي نبرعها" وكما يقول الشاعر الام مدرسة "هي المنبت إذا صُلح ، صلح ما دونه ، فبداية التهجين يبدأ من البيت أي النواة
وهنا أتوجه بسؤالي لمن يرون في اليوم العالمي للمرأة ضرورة مُلحّة !!؟؟ هل ستعرّجون على نساء من نوع خاص ؟؟ لا يتسلّقن الأكتاف لانها ليست مهنتهن ،، فهنّ يُحسن ويُجدن تسلق الجبال الوعرة ليس حبا في الرياضة كما تفعل المترفات بل تمسُّكا بالحياة !!! وأي حياة؟؟!! يصارعن طواحين الزمن لتوفير لقمة مُمرّغة بالعناء ،، ماذا وفّرنا لهن في هذا اليوم الذي يتبجح بانجازات بعيدة عن سقف خيالهن فأغلبهن يخبزن في فرن أو تنّور شعلته من روث البهائم وحشائش الأرض!!! كما كانت تفعل نساء العهد الحجري!! غاب عنهن الدفء الإنساني وحقّهن في وطن لفظهن منذ عقود !!! يقاتلن البرد قبل الجوع !! برد قاسي وغذار لا ينتهي إلا بعد أن يأتي على فلذاتهن وكذا بعض من أصابعهن ،، ويُحاسبن إذا قطعن وصلة صغيرة من شجرة يابسة طلبا للتدفئة والبقاء؟؟؟!!!
سننتظر اطلالتك أيها العيد وسيخرج علينا كالعادة " حليقات الشعر" وما اكثرهن في بلدي يسردن الانجازات العظيمة التي حققتها المرأة،، وسيبكين حظ الوزيرة الوحيدة " السيدة بسيمة" في حكومة بن كيران لانها بلا ونيسة ، تخفف عنها عناء المسؤوليات، فالكل كان ينتظر " خمسة وخميسة من النساء " ولربّما أكثر !!!وكأن الوزيرات السابقات " طفروه لينا" كل واحدة كانت أسوأ من الأخرى "لا لون ولاطعم ولا رائحة " لم يقدّمن شيئا للوطن اللهم سُحنات بلا مروءة وأجندات فارغة ، واختم مقالي هذا بتحية إلى من تستحق دعائي وبكائي.
إلى جدّتي: يابنة سوس الشامخة أيتها الروح الصافية النقية منك تعلمت أن الطهارة لباسا
إلى أمي : أيتها الروح العظيمة يا من ورّثتني قلبا لم تزيفه مساحيق الدنيا ( كم افتقدتك )
إلى كل من تفرش سجادة الصلاة عند كل صباح لتعلم صغارها هذا الواجب العظيم.
إلى كل شريفة كادحة في حقول الحياة.
إلى كل من تجد صورتها مع هؤلاء الرائعات " أنتنّ تاج الوطن وتاجي أُراهن على سمعتكن "
مقيمة في البحرين
tajeddine
.بسم الله الرحمن الرحيم .في رايي ايتها المسلمة الغيورة انك جانبت الصواب ليس لان ما كتبته خطا بل لانك لم تضعي اصبعك على السبب,فهؤلاء ما هن الا ضحايا, نعم ضحايا سنوات الضياع فقد تم تجويع وقهر آباءهم حتى لم يجدوا الوقت لتلقينهم مبادئ الاخلاق الاسلامية العربية البربرية الاصيلة ،كما التعليم الذي كان يعول عليه الآباء ليقفز بهن وبهم الى مصاف الامم المتقدمة المتنورة تَمَّ الحلف عليه باغلظ الأيمان بالا يُعتنى به حتى لا يشكل خطرا عليهم، لذا اصبح بناتنا بغايا واصبح اولادنا مجرمين، هذه هي الحقيقة المُرة ،والأمَرُّ من ذلك اننا نعتقد ان نتيجة سياسات فاشلة بل ناجحة و بنسبة كبيرة