إسماعيل حروش
يعتبر موضوع دنيا باطما، من المواضيع الراهنة التي بات فيها الشارع المغربي بمختلف شرائحه ينهال عليها من كل حب وصوب. بين من يدافع عنها أو يساندها وبين من يعارضها، بل وهناك من يتبرأ منها. هذا النقاش أو بالأحرى هذا الجدال جاء نتيجة مشاركة دنيا باطما في مسابقة آرب أيدل (محبوب أو معبود العرب) والتي وصلت فيه دنيا إلى النهائي، لكنها لم تفز به، حيث عادت الجائزة للمصرية كارمن سليمان..
بعد نهاية المسابقة بدأت الأصوات تتهافت باسم باطما في كونها تمتلك صوتا جميلا وخاصة أنها تنتمي إلى أسرة فنية، الأمر الذي دفع المغاربة إلى مساندتها في كونها تمثل بلدنا المغرب. فكل مغربي إلا وغيور عن إخوانه المغاربة، بحيث أنه لاشعوريا ينساق إلى هذه المساندة حتى ولو كان المنافس أفضل من الطرف الذي يسانده. بمعنى أن الأمر مرتبط بنوع من الحميمية تجاه كل المغاربة، وهذا الأمر هو ما يزيد من لحمة المغاربة.
وفي الضفة الأخرى صارت العديد من الأصوات تلوم دنيا باطما على هذه المشاركة في كون هذه الأخيرة ظهرت بلباس متبرج لا يليق بالشعب المغربي المسلم. فالإسلام يمنع التبرج والغناء الامر الذي دفع بعض المفتين إلى إصدار فتاوى في حق دنيا باطما. ولعل الشيخ عبد الله النهاري أبرز مثال على ذلك... هذا الأخير سب أمها، المحجبة التي تتبع ابنتها الكاسية العارية وغيرها من المصطلحات التي انهار عليها بها. هذا الكلام هو كذلك كلام غيورين على الدين الاسلامي، فلا يجب أن نتغافل على هذه المسألة، فإذا كنا في بلد غربي غير مسلم لما كان من الشعب المغربي قاطبة إلا الوقوف في صف واحد مساندين كل المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات. لكننا في بلد إسلامي يعتبر الغناء والتبرج فيه نوع من التخلي عن الدين الذي يجب أن ندافع عنه ونصونه ونلتزم بتعاليمه.
إن الأمر الذي يثير العديد من الإشكالات هو لماذا دنيا باطما بالضبط؟ ألم يذهب على منوالها كل الذين سابقوها في مسابقات الغناء مثل استوديو دوزيم وغيره؟ ألم تظهر ممثلات مغربيات بالقفاطين المغربية التقليدية من فوق لكنها عارية من الأسفل في مهرجانات كبرى؟ ألم يحتضن المغرب مهرجانات يجلب فيها المغنيات التي تتعرى فقط؟
ولكي نخرج من دوامة هذه الاسئلة المتشابكة التي قد تقودنا إلى أبواب موصده، يمكن القول بأن هذا الجدال الذي يثار حول قضايا الغناء والتبرج في المغرب؛ بين مؤيد ومعارض ماهي إلا صورة معبرة عن واقع كل مغربي الذي يوجد فيه نوع من الازدواجية في المواقف، بحيث قد يؤيد لك اليوم الغناء لكنك ستجده غدا يعارضه بالمعنى أن المسألة مرتبطة بنوع من المزاج. لذلك كان من الضروري تحديد الموقف بالشكل اللازم، فإذا كنا حقا مسلمين لنا غيرة عن الدين الاسلامي سيكون من اللازم احترام هذا الدين، وبالمقابل رفض كل غناء أو رقص أو تبرج. أما إذا كان عندنا فقط اسلاما شعبيا بات علينا الاستمرار على هذا المسار في التشجيع لكل الاعمال التي يقوم بها المغاربة في الرقص والغناء وغيرهما.
رجل تعليم
أخي الكريم ما يجب أن نعرفه أن الفن وجد مع وجود الانسان لقد رأيتم ولا شك صور المغارات التي رسمها الانسان البدائي منذ العصر الحجري.ولم ولن تستطيع أي ديانة أو أي قانون وضعي منعه أو حجبه عن الناس .الفن مهما كانت جنسيته أو لغته أو ديانته تسمو اليه النفوس يهذب الأخلاق ويلطف الأرواح.ومقياس الحضارات والأمم بعلومها وفنونها.والمهم في الفن هو الحفاظ على الهوية ولكن لابد من التأثير والتأثر بإبداعات الشعوب الأخرى فالله عزوجل خلقنا من ذكر وأنثى وجعلنا شعوبا وقبائل للتعارف والتعاون وليس للبغضاء والتنافر.