من الشارقة.. العمراني والأشعري يمتعان زوار معرض الكتاب بأمسية شعرية مغربية لاقت استحسان الجميع

ملعب العربي الزاولي يكتسي حلة جديدة قبل انطلاق دوري أبطال إفريقيا للسيدات

وسط تحفيزات الجماهير...لاعبو الرجاء يتوجهون عبر البراق إلى مدينة تطوان

خطاط مغربي كرمه الملك يبهر زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب

المغرب يسجل حضورا قياسيا وغير مسبوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب وينال إشادة عالية من الزوار

ممرضو الغد... ينظمون وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ويطالبون بالتعويض عن التداريب وعدم خوصصة القطاع

السينماوالفلسفة

السينماوالفلسفة

رضوان زروق

 

إلى عهد قريب كان في جغرافية دماغي ..قارة السينما ..و قارة الفلسفة ..لا حدود برية أو بحرية بينهما.كنت أغرف من كل إناء بمعزل عن الآخر ، أختار بعناية الأفلام التي سأشاهدها و التي من خلالها سأمنح نفسي على الأقل ساعتين من السفر في الزمن بتجلياته و الإبحار في عالم الأفكار و الأحداث و الأمكنة. و أستغل * ساعة صفا * و حضورا ذهنيا عاليا لأقرأ و أبحث عن السعادة و الحب و الفن و الجمال و الإنسان وغيرها من المواضيع الفلسفية الجديرة بالاطلاع و الاهتمام ..

تعلمك الفلسفة أن السؤال أهم من الجواب..وأن مالك المعرفة و متذوقها من يملك سؤالا جيدا و متجددا، أما من يملك أجوبة شافية كافية فقد أغلق الباب دونه و المعرفة.

جاء صديقي عمر- أستاذ الفلسفة - من مدينة وزان ..و من زمن الفلسفة..جاء ليؤكد لي – من خلال نقاشاتنا - بما لا يدع مجالا للشك أن قارتي السينما و الفلسفة لهما حدود و وجود و اتصال ببعضهما البعض.

* زمن السينما

بدأت مشاهدة الأفلام من سينما النجم بمدينتي – سيدي بنور- أتتبع كل جديد ، صارت السينما نافذتنا على العالم – نحن أبناء هذه المدينة الصغيرة – نشاهد الأفلام جماعة و نناقشها على قدر الفهم و الإدراك..نتأثر بها..نلعب أدوار الأبطال في حياتنا اليومية ..أجمل ما عشناه ، ساعة الخروج من السينما - غالبا بعد منتصف الليل - و المدينة غارقة في نومها و نحن نثرثر عن البطل و البطلة ..عن الأشخاص المهمين و التافهين..عن الخدع السينمائية ..عن الوهم و الحقيقة و الخيال ... باختصار عن الحياة.

تتجلى خطورة السينما في قدرتها الهائلة على الاستحواذ عليك.

* زمن الفلسفة

كان أستاذنا لمادة الفلسفة مدهشا وهو يعلمنا أبجديات الفلسفة ، طرح سؤالا جديدا : ما الفرق بين السؤال العادي و السؤال الفلسفي ؟؟…لم نجب.

قال : – أين يوجد مكتب البريد ؟ لم نختلف في الجواب ..تحديد مكان.

و أردف : من أنت ؟

مع مرور الزمن ، تتالت الأجوبة و اختلفت و تصارعت و تضادت ..و تعالت الأصوات …لقد حرضنا على التفكير…

قال : هذه هي المسافة الفاصلة بين السؤال العادي و السؤال الفلسفي..و ذقنا منذ ذلك اليوم حلاوة الفهم..أو حلاوة السؤال الجاد و المتجدد…على مذهب سقراط حول المعرفة بأن الحقيقة التي يعرفها عن المعرفة ... أنه لا يعرف شيئا.

* جيل دولوز :

لا يستقيم الحديث عن الفلسفة و السينما دون ذكر الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز ، فمن خلال محاولته تحديد تعريف جديد للفلسفة أسدى للسينما معروفا وهو يحدد ماهيتها و علاقتها بالفلسفة.

يرى دولوز أن السينما تمنحنا القدرة على التفكير، من حيث أنّها تحرّكنا عبر صدمة فيزيائية، فهي تحمل صورا / أفكارا من شأنها أن تجعلنا نفكّر. فالسينما تفكر و تفكيرها مجسد حسيا و انفعاليا ، و الفلسفة كذلك تفكر بفضل فعالية وممارسة المفاهيم .

لقد كان متوقعا أن تقع الفلسفة في غرام السينما ، و كيف لا و قد بدأت مغامرة الفلسفة – أم العلوم – من كهف أفلاطون ، و انطلقت السينما من القاعات المظلمة مع صور مضاءة باللونين الأبيض و الأسود و بالألوان بعد ذلك. بدايات متقاربة و غاية مشتركة هي التحريض على التفكير من خلال لغتين مختلفتين :

( من خلال المفاهيم في الفلسفة ) ( و من خلال الصورة / الحركة في السينما ) كما تراهنان معا على الرقي بالإنسان من مجرد مستهلك للفرجة و المفهوم إلى كائن قادر على التفكير و الدهشة .

السينما فن جميل ، تتسم بالواقعية حتى الخيال ، كتابة مميزة بالصور ، تستطيع فصل ما هو بصري عما هو سمعي ، و تتجاوز التسلية و الترويح عن النفس بشكل كبير من خلال دمجها لكل الفنون الأخرى...وتبقى بذلك السينما موضوعا فلسفيا متجددا من خلال التيمات والمواضيع الكثيرة التي تتطرق إليها .

أختم بهاتين المقولتين :

* الفن هو الشيء الوحيد الذي يصمد أمام الموت ....مالرو

* إني أفكر ، إذن فالسينما موجودة ............غودار

....................................................................دمتم طيبين


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات