أشرف طانطو
الدولة تعشق العدالة والتنمية ، للإستمرار في تطبيق التقويم الهيكلي السري ، و 2 مليون مصوت مغيب فكريا ساعدوها في ذلك :
حينما نقرأ المشهد السياسي المغربي بتأني وروية وبعد تاريخي ، نجد أن الدولة من مصلحتها تصدر حزب النذالة والتنمية والفوز بولاية ثانية وثالثة أيضا.
فحزب فالذئاب الملتحية ، أبان عن تعطش كبير للسلطة شأنه شأن جميع المنتمين لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي ، وهو مستعد للقيام بأي شيء لنيل مراده.
فمثلا تابعنا كيف أن إخوان مصر ، بعد الثورة المضادة ضد مرسي ، قاموا بأشياء خطيرة فقط لإستعادة الرئاسة ، شاهدناهم كيف إستغلوا الأطفال والمراهقين في إعتصام رابعة مع إستعمال الأسلحة ، رغبة في شل العمل اليومي والطبيعي لمؤسسات الدولة و إحراجا للمؤسسة الأمنية.
رأيناهم كيف أحرقوا الكنائس والمدارس مرددين شعار الشرعية وأن نكون أو لا نكون.
كما تابع الجميع سلسلة الإغتيالات والتفجيرات التي تعرض لها رجال القضاء ، ضباط الشرطة والأكاديميات الأمنية...مباشرة بعد نطق المحكمة على مرشد الإخوان ، مرسي وعدد من قيادات الإخوان بحكم الإعدام على طائلة التخابر والخيانة العظمى للبلد.
نفس التعطش للسلطة وحب مراكمة الأموال أبان عليه حزب العدالة والتنمية المغربي ، هذا الحزب الذي طبق حرفيا وبشكل سري ، مخطط التقويم الهيكلي ، عن طريق الإمتثال لإملاءات المؤسسات الدولية الرأسمالية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
فبن كيران طبق سياسة نيوليبرالية متوحشة ، تمثلت في الزيادات المتتالية على جيوب المواطنين وتدمير الشق الإجتماعي ومستوى عيش السكان ، في تجميد الوظيفة العمومية ، تخفيظ حجم الإستثمارات العمومية ، رفع اليد عن صندوق المقاصة ، التشجيع المهول والمخيف لمؤسسات التعليم الخصوصي ، مراسيم فصل التكوين عن التوظيف بالنسبة لقطاع التعليم ، الخدمة الإجبارية بالنسبة للطلبة الأطباء ، ناهيك عن إغراق الدولة في الديون الخارجية والمديونية العمومية....الرفع من سن التقاعد ونسبة مساهمة الموظفين.
كل هذه الأمور عبارة عن تقويم هيكلي سري ، يهدف رفع الدولة يدها عن الجانب الإجتماعي وفتح الأبواب على مصراعيها للإستثمارات الخاصة وما يشكله من خطر كبير على الفئات الواسعة الهشة والفقيرة.
هذه التطبيقات الحرفية لإملاءات المؤسسات الدولية ، غرض حزب العدالة والتنمية منها هو نيل رضى الدولة والجهات العليا للبقاء في الحكومة ومراكمة الثروات على حساب مصالح 90% من الشعب.
وتصريحات الوزير الوفا بأن الدولة لم تعد بإمكانها تحمل مصاريف الصحة والتعليم يؤكد مخطط التقويم الهيكلي.
وتصريحات بن كيران ، الأخيرة ، التي وصف فيها الموظفين " بالكراد لي تيمص الدم من الكلب " وقال أنهم يثقلون كاهل الدولة ، دليل قاطع على وجود تقويم هيكلي جديد بالمغرب.
وبالتالي الدولة المغربية من مصلحتها بل تعشق الإسلاميين ، لمزيد من السياسات اللاشعبية النيوليبرالية المتوحشة ، لذلك منحتهم وزكتهم لولاية ثانية.
فحزب العدالة والتنمية حزب مجرم بإمكانه أن يفعل أي شيء في سبيل الوصول للحكومة.
لماذا هو حزب مجرم ؟ لأنه وبكل بساطة لم تجرأ أية حكومة مغربية من التناوب إلى عهد الإستقلال مع عباس الفاسي ، على المساس بصندوق المقاصة ، الرفع من سن التقاعد ، تجميد الوظيفة العمومية ونظام التعاقد ، لم تمس بمعاشات الموظفين ، لم تحرر قطاع المحروقات الحيوي......
لم نشاهد دماء الأساتذة المتدربين ، قمع الأطباء ، المكفوفين ، المعطلين ، لم نرى المعطلين يحرقون أنفسهم حتى الموت.....لم نرى عزل قضاة شرفاء ونزهاء كالمستشار القانوني قاضي الرأي السيد محمد الهيني.
رغبة الدولة في التلميذ النجيب حزب العدالة والتنمية ، سهلها للأسف 2 مليون مواطن مغربي صوتوا للإسلاميين في إنتخابات 7 أكتوبر الماضية ، وأعطو شرعية قانونية للدولة وحزب الذئاب الملتحية.
هذا التصويت ، حركه الجهل وغياب الوعي بالإضافة ، وهذا هو الأخطر ، إلى البعد الديني و إعتبار العدالة والتنمية حزب المسلمين المدافعين عن الله والشريعة ورمي الخصوم السياسية الأخرى بأعداء الله والملحدين العلمانيين...
هذه الفئة من الشعب مغيبة تماما فكريا ، للأسف نست أو تعرضت لغسل الأدمغة مع العلم أن جلها فئات فقيرة ومهمشة.
فكيف لها أن تنسى المعاناة التي تعرض لها الشعب في ظل الحكومة السابقة ، أن تنسى دماء الأساتذة المتدربين والإعتداءات عليهم ،بالرغم من المكانة المقدسة لرجال التعليم في الثقافة الشعبية.
ألم تقرأ وترى هذه الفئة عن 65 و 70 تلميذ في القسم الواحد ، ألم تلمس البؤس الإجتماعي من جراء غلاء المعيشة، أ لا تشاهد حجم البطالة والشبان المعطلين...
في هذا الإطار سأعطي مثال يوضح غباء وجهل المصوتين عن العدالة والتنمية :
هناك منطقة بمدينة القنيطرة تسمى بدوار الحنشة وأولاد مبارك ، حيث حسب الإحصائيات حصل حزب العدالة والتنمية على الرتبة الأولى وبفارق كبير من الأصوات مقارنة مع الأحزاب المنافسة.
والغريب في الأمر أن تلك المنطقتين ، مهمشتين جدا حيث تعيش الساكنة في البراكة ، إنعدام البنى التحتية ، غياب قنوات الصرف الصحي ( واد الحار ) ، تفشي كبير للبطالة ، مستوى عيش متدني جدا....
يعني لاحظوا معي أنه رغم كل تلك الظروف اللاإنسانية والفقر المدقع التي تعيش فيه تلك الساكنة ، ذهبت للتصويت لحزب العدالة والتنمية الحاكم والمسؤول عن بؤسهم الإجتماعي.
أي تخلف هذا وأي غباء ، بل أي دين هذا الذي يجعلك تصوت على من ساهم في قتلك إقتصاديا وإجتماعيا.
أي مخدرات التي يتناولها المصوتين على العدالة والتنمبة ؟
أم أن الدين أفيون الشعوب ؟
أم أن هناك شعب داخل شعب ؟
city
[email protected]
ce personnage qui se croit intelligent n est autre qu' un malheureux perdant qui n a pas accepter sa défaite.