الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

المعارض الجزائري وليد كبير يفضح نظام الكابرانات ويكشف أدلة تورطه في اختطاف عشرات الأسر بمخيمات تندوف

الحقوقي مصطفى الراجي يكشف آخر التطورات في قضية المدون الذي دعا إلى "بيع" وجدة للجزائر

من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية

من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية

المريزق المصطفى

 

سيخلد المغاربة قاطبة يوم 18 نوفمبر المقبل ذكرى عيد الاستقلال المجيد، ذكرى تحرير الوطن من قوات الاحتلال الفرنسي الذي عمر 44 سنة، احتل فيها المدن والبوادي والقرى وأستغل خلالها أجود الأراضي الزراعية والفلاحية واستفاد من خيراتها ومعادنها، وحاول التقسيم والتفرقة بين العرب والأمازيغ، وعمل على تحطيم الوحدة المغربية ومنع المغاربة من المشاركة الفعلية في تسيير شؤون بلادهم ومنعهم من كل حرية خاصة أو عامة.وأمام مقاومة مدنية وثقافية وعسكرية استمرت إلى حدود 1953، تاريخ نفي المغفور له محمد الخامس إلى مدغشقر وكورسيكا، بدأ فصل جديد من التاريخ السياسي المغربي الحديث، توج بالإجماع الوطني حول المطالبة بالاستقلال وعودة الراحل محمد الخامس من المنفى فداء للدماء التي إرتوى بها تراب الوطن، وللشهداء والمعطوبين ولرموز المقاومة والتحريرعبد الكريم الخطابي وموحى وحمو الزياني وماء العينين والحنصالي والزرقطوني..، ليدخل المغرب والمغاربة في فصل جديد أخر توقف عند مفاوضات ايكس ليبان بمنطقة الألب الفرنسية تحت رعاية إدغار فور (رئيس الحكومة الفرنسية) وشخصيات عسكرية ومدنية بحضور الوفد المفاوض المغربي بقيادة مبارك البكاي وممثلين عن حزبي الإستقلال ( من بينهم عبد الرحيم بوعبيد و المهدي بن بركة) والشورى والاستقلال (من بينهم عبد الهادي بوطالب وأحمد بن سودة ومحمد الشرقاوي وآخرون).

وإذا كان حدث رجوع الملك محمد الخامس إلى وطنه سنة 1955 مقدمة لتوقيع معاهدة الانسحاب من المغرب ونيل الاستقلال الجزئي سنة 1956، حيث ظلت مدن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية في البحر الأبيض المتوسط وجزر الخالدات في المحيط الأطلسي و مدن مغربية بالجنوب تحت الاستعمار الاسباني؛ وإذا كان المؤرخون يعتبرون هذه المحطة، وما تبعها من صدامات وصراعات بين القصر وجيش التحرير وحزب الاستقلال، جزء من محطات حركة التحرر الوطني العربية، فلا عجب ن يكون نضال الملايين من المغاربة وعلى امتداد رقعة المغرب، نضالا وطنيا وسياسيا رسخت أوتاده مطالب الحرية والسيادة الوطنية والديمقراطية من أجل الكرامة والعيش الكريم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي لكل المغاربة قاطبة.

إن نقطة التحول هذه خلفت أحداثا كبيرة تركت آثارها في جملة الأحداث التي كونت نسيج التطور السياسي الجديد لمرحلة ما بعد الاستقلال، وحملت معها سمات خاصة أغنت تجارب القطيعة والاستمرارية التي اعتبرت من الحركات التي بصمت زمانها.

ومنذ ذلك، برزت بواكير الحركة اليسارية المغربية في ارتباطها بتقدم العديد من التجارب العالمية التحررية التي ظهرت منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر. ولا يخفى على أحد الأدوار الطلائعية التي لعبها أبناء المقاومة وجيش التحرير والنخبة الوطنية المثقفة والمتعلمة والشباب والطلبة والتلاميذ في بناء حركات ناهضة وجمعيات ومنتديات ومنابر إعلامية ومجلات علمية متخصصة في العلوم الاجتماعية وغيرها، وكان جوهرها التدرج السياسي الناشئ المحكوم بقانون التحول الاجتماعي. حيث لم تمض إلا سنوات معدودة عن تاريخ إنتشار المد الشعبي المناهض للسياسات العمومية لما بعد الاستقلال، حتى خرجت قوى حية من رحم نضال النهضة والتطور الثقافي والسياسي ضد الاستبداد والطغيان وخونة وسراق الحلم المغربي الذين تسلقوا سلالم النظام الحاكم باسم الشرعية الوطنية وباسم المقاومة وجيش التحرير.

وربما نحن في حاجة اليوم إلى معالم المعطيات الكمية والكفية لتناول حمولة انطلاق مشروع التحرر التقدمي اليساري على أنقاض مشروع حكام مرحلة ما بعد الاستقلال، ومواجهته بالعنف والرصاص من طرف " مجلس الأوصياء على وطنية  المغاربة وعلى المقاومة وجيش التحرير" ضمن استراتيجية مدهشة ومبرمجة ومخطط لها كما ينبغي للتحكم في رهانات السلطة الاستبدادية الناشئة وقطع الطريق على سلطة الشعب.

إن فحص مسألة السلطة ومن دبرها وشارك فيها، وما أدت إليه من تأثيرات على الحقل السياسي والتعليمي، وما أفرزته من ولاءات داخل المغرب وخارجه، يهمنا اليوم مراجعته لأن ذاكر المغاربة الأحرار ليست مثقوبة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات