عمر جاري
هناك أشياء لا يمكن أن تقع إلا في هذا المغرب.
ففي هذا البلد الأمين يترك منير الماجيدي، الكاتب الخاص للملك، مكتبه الخاص ليمارس "إبداعاته" في وضع اللوحات الإشهارية في الشارع العام.
في المغرب، أيضا، يتأسس حزب من ثلاثة أعضاء ترشحوا في الرحامنة، لكن مع الدخول البرلماني الرسمي يصبح فريق فؤاد عالي الهمة ينافس، من حيث العدد، أحزابا تكبره سنا.
هنا، في هذا المغرب، ثلاثة زعماء أحزاب سياسية كانوا وزراء في حكومات على عهد الملك الراحل الحسن الثاني، أي في الوقت الذي كان الملك محمد السادس وليا للعهد.
هؤلاء هم عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وعبدالواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
الأول حمل أول حقيبة وزارية في 10 أكتوبر عام 1977، وكانت هي حقيبة السكنى وإعداد التراب الوطني، أي في الوقت الذي كان "سْمَيّتْ سيدي" يبلغ 14 سنة.
الفاسي، المولود يوم 18 نوفمبر 1940، حمل حقائب أخرى واستقر في عواصم من بينها تونس وباريس. مرت سنوات، كبر "سْمَيّتْ سيدي" وأصبح ملكا، لكن الفاسي ما يزال في الواجهة ويريد أن يساير سرعة إيقاع الملك الشاب.
محند العنصر، 69 سنة، أقام في وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية أكثر من 10 سنوات، وذلك من عام 1981 و1992، أي أن الرجل قضى 30 سنة في المشهد السياسي وما يزال لا يفكر في التقاعد وتسليم المشعل لأحد ما، بشرط أن لا يكون بتوصية امرأة ما.
عبدالواحد الراضي، الذي احتفل بعامه الـ76 في الرابع من يناير 2011، دخل الحكومة في عام 1983 كوزير للتعاون في حكومة جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، في الوقت الذي كان حزبه يمارس معارضة شرسة.. مرت سنوات، وبلغ الراضي من العمر عتيا واشتعل الرأس شيبا، لكنه عاد في عام 2007 ليحمل حقيبة وزارة العدل في حكومة جلالة الملك محمد السادس.
كما أن زميله، في الحزب، محمد اليازغي، والذي تقدمه موسوعة ويكيبيديا بأنه انخرط في العمل السياسي في الوقت الذي كان يبلغ 16 سنة، استأنس بالوزارة في ثلاث حكومات، منذ حكومة عبدالرحمن اليوسفي التي بشرت المغاربة بـ"التناوب"، لكن اليازغي المولود يوم 28 شتنبر 1935 يرفض أن يعطي "النوبة" لشخص آخر قد يكون في عمر ابنه.
الوزير الوحيد، الذي يسبق اليازغي من حيث مدة الالتصاق بالكراسي الحكومية هو الطيب الفاسي الفهري، الذي دخل الحكومة لأول مرة كاتبا للدولة في الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة 11 نونبر 1993 قبل أن يرقى إلى منصب وزير وما يزال إلى الآن يجول عواصم العالم. منذ ذلك الحين إلى 22 فبراير 2011، هو عمر الشباب الذي خرجوا في 20 فبراير، وهو يقل قليلا عن عمر إبراهيم الفاسي الفهري، الابن المحظوظ لوزير خارجية المغرب، الذي يتوفر على أغنى معهد في المغرب. كولو باز.