بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

الإبقاء على هيام ستار داخل السجن والمحامي يكشف مصير أبنائها والخبرة الطبية التي أجريت عليهم

ضحايا "مجموعة الخير" يلتمسون تدخل الملك لاسترجاع أموالهم بعد الحكم على المتهمين

بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

ذكرى 11 يناير والأسئلة الحارقة

ذكرى 11 يناير والأسئلة الحارقة

محمد عمراوي

 

في سياق ما يصطلح عليه في تاريخ المغرب المعاصر بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال والذي يصادف الحادي عشر من شهر يناير من كل سنة، والتي كانت ذات أثر هذه السنة لكونها جاءت وسط الأسبوع كيوم عطلة، وأمكننا في هذا المعطى طرح مجموعة من الأسئلة المنطقية حول هذا الموضوع، من قبيل: لماذا تعطى هذه الهالة لهذا الحدث البسيط آنذاك ؟ مقارنة بأحداث أخرى كانت فيصلا في مسار التغلغل الاستعماري بالمغرب، من قبيل المعارك الحاسمة التي تزخر بها كتب المستعمر الفرنسي والإسباني، لما ألحقته من أضرار بهذا الأخير.ألا يمكن اعتبار معارك (لهري، أنوال، بوكافر ، بادو) أنها تستحق أن تكون أعياد وطنية؟

وكنتيجة لهذا التمييز في الأحداث نستنتج أن التاريخ المغربي نوعين: تاريخ المحظوظين، وتاريخ المهمشين من أبناء المقاومة المغربية، فبعد كل هذا السجال و النضال الذي يختصره التاريخ الرسمي في 44 سنة من الكفاح، نتسأل عن مصير أبطال المعارك الحقيقية التي كانت فيها المواجهة المباشرة في ساعة الوغى بين الطائرات والأسلحة المتطورة، وما يقابلها انذاك من بارود لايسمن ولا يغني من جوع؟

ألم يكن مصير هؤلاء المقاومين التنكيل والتقتيل في مغرب سنوات الرصاص؟ ألم يقتل بعض زعماء جيش التحرير فقط لأنهم يؤمنون بأن الوطن في حاجة إلى مقاومة شرسة لأذيال المستعمر بعد الاستقلال؟

في حين نجد الذين وقعوا على وثيقة المطالبة بالاستقلال كانت لهم الحظوة في مغرب ما يعد 1956، ألم يكن أبناء هؤلاء يدرسون في المدارس الفرنسية في الوقت الذي كان آباؤهم يدعون الكفاح السياسي ضد فرنسا؟ وكانت تسنح لهم الفرصة في الذهاب إلى أروبا في البعثات التعليمية فقط لأنهم أبناء هؤلاء، كيف يمكن للامتياز ان يجتمع مع المقاومة؟ ألا يمكن التخلي عن قوة الشكيمة وردود الفعل القوية بمجرد الحصول على هذه الحظوة؟

وماذا عن أعضاء جيش التحرير؟ ألم يحن الوقت لفسح المجال أمام الباحثين لإعادة قراءة تاريخ هذه المرحلة؟ لا سيما وأن تاريخ 11 يناير لم يكن أبدا ذا أهمية في تاريخ تواجد فرنسا بالمغرب كما يتم تصويره الأن، ألا يمكن اعتباره بمثابة نكوص عن المقاومة المسلحة التي سعى هؤلاء إلى ضربها في مقتل بمجرد جلوسهم لكتابة البيانات والمطالب وتوقيعها؟

هذا التضخيم في الحدث، لماذا؟ ولصالح من؟ لاسيما وأن هناك مدة زمنية غير هينة في التاريخ السياسي بين توقيع هذه الوثيقة والهدف المبتغى منها، فالمغرب لم يحصل على الاستقلال إلا بعد مرور زهاء 12 سنة عن هذا الحدث (العظيم).

ليس في المقال تبخيس للمقاومين المغاربة الأجلاء الذين لم يكونوا يربطون بين النضال والكعكة الاقتصادية والسياسية، و لا نصبو من وراء هذه الأسئلة الحارقة إلى تقزيم نضال هؤلاء بقدر ما نسعى من وراءه إلى تحقيق نوع من القراءة النقدية لأحداث من تاريخ المغرب من طينة 11 يناير.

ولنستنتج بالتالي شئنا أم أبينا أن هناك نوع من التمييز بين تاريخ الحاضرة المغربية وباديته خلال هذه الفترة، وأن هذه الأخيرة رغم المجهودات التي قدمتها وضحت بالغالي والنفيس لم يضرب لها أي حساب في مغرب الاستقلال، وبقيت على حالها مرتعا خصبا للعزلة و الأمية، ومرادفا للجهل والتمييز العنصري.

وقد حان الوقت ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نعيد القراءة في تاريخ المغرب المعاصر، و قد حان للدولة أن ترفع يديها عنه لإعطاء كل ذي حق حقه في هذا السياق.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات