تكريم وجوه فنية في ختام فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

بنحليب يقوم بحركة غريبة لحظة دخول لاعبي الجيش أرضية الملعب

بوزوق حاضر في الملعب قبل مواجهة الجيش الملكي ويقدم التحية للجمهور رفقة اللاعبين

الكورفا سود تهتف باسم يسري بوزوق وتغني "حنا خاوة ماشي عداوة"

الرجاء يخوض مباراته أمام الجيش بالعلم الوطني عوض خريطة الفيديو الترويجي للفريق

دمروا لينا حياتنا.. ضحايا "مجموعة الخير" بغينا النيابة العامة تاخد لينا حقنا من النصابين

" أحمد عصيد و " علمانيته

" أحمد عصيد و " علمانيته

عبد الصمد لفضالي

 

الإسلام لا يتناقض مع العلمانية التي تعني في تعريفها العام فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية و حرية المعتقد و عدم التمييز العرقي و العقائدي ، و الإسلام أوسع من العلمانية فيما يتعلق بالحقوق و الحريات ، فيمكن القول بأن النواة الأولى للعلمانية أخدت من الإسلام ، لا إكراه في الدين ، و لافرق بين أعرابي و أعجمي و لا أبيض و أسود إلا بالتقوى ، و من أعظم ركائز التقوى في الإسلام العدل الذي لا يميز بين الناس بسبب عقائدهم و أعراقهم ،"و اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ، لكن" الفيلسوف " أحمد عصيد يركب على فكر و فتاوى منظري التشدد و الغلو من أجل الإيهام بأن الإسلام لا يمكنه التعايش مع العلمانية ، متحاشيا المقاصد الإسلامية المرتبطة بكرامة الإنسان والعالمية الإنسانية ، و حرصا على حرية المعتقد فإن الإسلام لم يوجب الفرض الثاني من الإسلام الذي هو الزكاة على غير المسلمين ( أهل الذمة )، و أوجب عليهم الجزية مقابل الخدمات الإدارية و الأمنية ، كما اتخدت هذه الجزية كإعانة مادية للمعوزين منهم ، و هكذا فإن الأقليات العقائدية يمكنها العيش و بكل كرامة داخل المجتمع الإسلامي إذا ما طهر - بضم الطاء - هذا المجتمع من النزعات المذهبية و العرقية .

إن العلمانية البناءة تعني حرية المعتقد و الإختلاف الفكري ، مع احترام القيم الأخلاقية لكل مجتمع على حدة ، و ليس فرض " العلمانية " الحيوانية و اللاإنسانية المرتبطة بما يسعون إلى تمريره تحث إسم " الحقوق " الفردية كالمثلية و و الفوضى الجنسية و نشرالتمييع و الرذيلة تحث غطاءات و مسميات " فنية " على حساب العلم و العمل ، و تغول الرأسمالية الإحتكارية على الأغلبية المجتمعية بدون ضوابط قانونية و لا روادع أخلاقية ، فلا يتجرأ على حمل هده الأطروحات إلا عملاء تأبطوا شرا، فلكل ايديولوجيا قمامتها و " زبالتها " و نحن نرفض " زبالة " العلمانية بقدر ما نحترم ايجابياتها . و أن المسلمون يمكنهم الإندماج داخل المجتمعات الغير المسلمة بارتكازهم على مبدأ " الدين المعاملات " .

إن " المفكر " أحمد عصيد ينتقل بسرعة البرق من العلمانية التي تنبذ النزعة العرقية إلى التطرق إلى الأمازيغية بصيغة تحريضية ، انطلاقا من ربط مرصده " المرصد الأمازيغي للحقوق و الحريات " بعرق معين ، دون الأعراق الأخرى المكونة للمجتمع المغربي ، مما بتناقض مع العلمانية و الحقوق و الحريات المتعارف عليها عالميا و إنسانيا . نحن ضد أي نزعة عرقية سواء كانت عرببة أو أمازيغية أو غيرهما ، و ضد محاربة الإقصاء بالإقصاء ، و من المدافعين على ترسيم الأمازيغية الى جانب العربية باعتبارهما مكونين لهويتنا و ثقافاتنا ، كما أن " المؤرخ و المنظر " أحمد عصيد يرتقي من التاريخ ما يتماشى مع نزعته العدوانية ، معتقدا بأن الكل سيبتلع تأويلاته " التاريخية " البئيسة ، متجاهلا بأن نفس التاريخ يروى بطرق مختلفة لأسباب مصلحية معينة ، و أن الغاية الأساسية من التاريخ هي الإستفادة من أخطاء الماضي ، و ليس سرده حسب الأهواء وتحث الطلب استرضاءا لسياسة " فرق تسود " من أجل خدمة قوى انتهازية ، فالنعرة العرقية لا تقل خطورة عن النزعة المذهبية بهدف الإبتزاز و إفشاء الفوضى و عدم الإستقرار .

و رجوعا إلى السياق التاريخي فإن التاريخ الدقيق و الصحيح و الواقعي هو أن المجتمعات التي عرفت الفتوحات الإسلامية اعتنقت الإسلام ، لإدراكها بأن تاريخ البغي و الإستبداد المنسوب إلى الإسلام ليس هو الإسلام ،عكس ما فعلت هذه المجتمعات بالحضارات المادية التي قامت بغزوهم ( الرومان ، الفنيقيون ، اليونان ، الوندال و غيرهم ) و مؤخرا الإنجليز و الفرنسيون و غيرهم من الإمبراطوريات الإستعمارية التي عادت بمعتقداتها إلى داخل حدودها .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات