لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

وداعا سوريا

وداعا سوريا

عادل اعياشي

 

من الصعب جدا بل ومن المرارة أن ترى جزء من هويتك وحضارتك بكل مقوماتها التاريخية تُباع وتُشترى أمام عينيك بصفقات دولية حقيرة، ومن الحسرة أن تعاصر هذا الانهيار المدوي لقامة عربية إسلامية كان يُضربُ بها المثل في الترابط والتلاحم والتآزر، شاهدة على إرث إنساني ثمين يمتد لآلاف السنين، من عهد ما قبل العصر الأرمي إلى الفتح الإسلامي، وكم كنا نسعد ونحن صغار بحكايات حجاج بيت الله الحرام وهم يتحدثون بارتياح عن زيارتهم المبهرة لمدينة حلب أقدم مدن الأرض وأكبرها من بين المدن السورية، ومدى الرواج الاقتصادي والتجاري الذي عاينوه هناك، ناهيك عن طيبة سكانها وترحيبهم بالزوار العرب بشكل منقطع النظير، فخلف ذلك في نفوسنا احتراما وتقديرا لتلك الأرض العربية المباركة رغم أن أرجلنا لم تطأها يوما.

 

سوريا التي كانت عُملة نادرة من التاريخ البشري ومثالا رائعا للتعدد والتعايش والتسامح بين فئاتها أصبحت اليوم فريسة وهنة تنهشها أنياب الغدر والخيانة، و تمتد إليها أطماع العالم بشراهة بالغة وسط صمت عربي مريع بلغ حد المؤامرة وكشف الستار أكثر عن واقع عربي مُزرٍ تعجز في خِضمّه الدول العربية حتى على حماية حدودها وصون كرامة وأعراض أبنائها وإبعاد الخطر المحدق بهم من كل نحب وصوب، بل وتفتقد إلى الشجاعة حتى على إبداء نوع من التعاطف المعنوي أو تغيير في لكنة وحِدَّةِ التصريحات الرسمية على المستوى الدولي وهي ترى كارثة إنسانية بكل المقاييس تعصف بدولة عربية شقيقة شكلت في يوم من الأيام أوج الحضارة العربية الإسلامية، وإذا بها اليوم قد شُرّدَ أبناؤُها لتستقطبهم أيادي الاستغلال، وهُدِّمَ عُمرانُها وقُتِّلَ صغيرُها وكبيرُها ونُكِّلَ بِنسائها ورجالها وتحوّلُوا إلى سلعٍ بشريةٍ يتاجر فيها اليهود في الأسواق والمزادات السرية، كل هذا في القرن الواحد والعشرون عصر الانفتاح على الحريات وحقوق الإنسان.

 

وداعا سوريا... لقد شاءت الأقدار أن تعصف بك أزمة طاحنة، وأن يتخلى عنك القريب قبل البعيد، والشقيق قبل الصديق، فلم تَلنْ قلوبُهم لحجم مأساتك وهول مصيبتك، ولم تَهْتز كراسيُّهم لمجازر الأطفال وبراميل الدّمار أو صُراخ المظلومين والمُعذبين، فتركوكِ وحدكِ وسط أوحال الدّم وأطماع الغُزاة، وداعا سوريا... فنِهايَتُك أُعلنتْ بأوَّل دستورٍ كَتبه لك المُتكبّرون الروس بمدادٍ من الذُلّ والمَهانة، دستورٌ يريدون به تقطيعَ أوصالِك و تهجيرَ أبناءك ومحو تاريخك ووجودك إلى الأبد تحت مسمياتٍ كاذبةٍ ساقطة، دستورٌ يُغيّر هويّتَكِ ويطمسُ عُروبتكِ ويستنزفُ ما تبقى من خَيراتكِ وثَرواتكِ، ويُشعلُ نيران الفتن والحروب، وداعا سوريا... فهل تعودين يوما كما كنت؟ وهل ستُشرقُ شمسُك من المُحالْ؟ أم هو حلمٌ بعيد المَنَالْ...


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات