وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

استيراد اللحوم المجمدة يخلق جدلا واسعا.. مواطنون ومهنيون يرفضونها ويتسائلون: هل هي حلال؟

كفى من " بوزبال " و أمثاله....قهرتونا

كفى من " بوزبال " و أمثاله....قهرتونا

ياسين تمام

 

انتشرت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية لوحات إشهارية تحمل شعارا قويا يقول 《stop making stupid people famous》بمعنى توقفوا عن جعل التافهين مشهورين ، و هو شعار ربما نجني نتائج عدم تطبيقه لحد الآن حيث أصبحنا نشاهد مجموعة من المستفزين الذين لا يفيدوننا في شيء سوى في إفشاء ظواهر من قبيل " بوزبال " و أصحابه و مؤخرا صاحب المقولة المشهورة " بت بت مك " ابن مراكش التي كانت فيما قبل قبلة لطلبة العلم و العلماء أنفسهم و لعل رجالتها السبعة أكبر دليل على ذلك " يا ليت الزمان يعود يوما " .

حقيقة إن مثل هذه النمادج الصادمة و غيرها التي لا  تضيف شيئا إجابيا لجيلنا الصاعد  بقدر ما تضره و كدليل على ذلك طريقة الكلام و اللباس التي تفشت في صفوفه ، ناهيك عن ما بدأنا نعيشه من ظاهرة " التشرميل " داخل المدارس و الفصول و لعل آخر ما قام به فتى الدار البيضاء في وجه سيدة فاضلة 《 كادت أن تكون رسولا 》على حد قول الشاعر .

ما إن نعمق التحليل في ظاهرة إنتاج العنف داخل مؤسستنا التعليمية سيحيلنا هذا النقاش على شقين أساسين أولهما هو غياب العقاب الجزري الفعال حيث تم الحكم مثلا على فتى ورزازات الذي أوسع أستاذه ضربا ، على حد ما بلغ لعلمي ، بشهرين حبس نافذة فقط و هو ما سيجعل أمثاله يتجرأون على أساتذتهم بلا شك . أما الشق الثاني و هو الوسط الإجتماعي الذي يجمع بين الشارع و الأسرة و مثل هذه المخلوقات العجيبة الغريبة التي أبتلينا بها في مجتمعتنا لها كل الأثر  السلبي على سلوك هؤلاء المراهقين حيث أصبحنا نلاحظ نسبة مشاهدة عالية لفيديوهاتهم التي تثير الإشمئزاز خصوصا من طرف هذه الفئة الهشة .

إن مثل هؤلاء التافهين أصحاب الفكر السطحي الذين يتم إستغلالهم من طرف أناس نظن أن وراءهم فكر تدميري للمجتمع ، إن لم نقل انهم يخططون لإفشاء ظاهرة تحقير هذا الجيل و كذا نشر إنعدام الوعي و نشر ثقافة الكلام الفاحش و انعدام الذوق و الإحساس ، بل  حتى قنواتنا العمومية تساهم بشكل كبير في نشر مثل هذه التراهات فما معنى إستدعاء صاحب أغنية " سايس سايس " أو " هضاضاي " ، بالله عليكم هل هذه كلمات نتابعها نحن و أبناءنا ؟؟؟؟؟ على قنوات ندفع ضرائبنا من أجل أن تشتغل و تتحفنا بمثل هؤلاء التافهين بدل من أن نستفيذ من أصحاب العقول النيرة و البرامج الثقافية الهادفة  .

إن ما استفزني مؤخرا هو أن صاحب اغنية " لاطاي 38 " الذي قهر مسامعنا بأغنيته التافهة التي لا أفهم من كلامتها شيء سوا كلمة " حياة " أقام مؤخرا حفلا بثمن تذاكر تتراوح بين 6000 درهم و 9000 درهم و الغريب في الأمر أنها شهدت إقبالا كبيرا من طرف مجموعة من الاشخاص الذين يقولون بالفم المليان بأن ثمن هذه التذاكر هو في متناول الجميع " أه عليك يا بلدي" بينما نرى أنه و قبل أسبوع من يومنا هذا مجموعة من النسوة قد لقين حتفهم من أجل قفة ب 150 درهم " ما عندي ما نقول ".

ليعلم الجميع أن من أسس بناء الحضارات الضاربة في عمق التاريخ هو إرساء القدوة و الرموز الحسنة في عقول أبنائنا و هو ما نحاول الآن جاهدين تدميره بكل الطرق من خلال إبراز التافهين ، مما سيؤذي بنا في المستقبل القريب إلى مزيد من الإنحدار على سلم التعليم و ضياع هيبة الأستاذ ، رسالتي الأولى  لكل من يساهم في إرساء هذه الثقافة سيحاسبكم التاريخ و سيكون مكانكم هو مزبلته بلا شك ، و رسالتي الاخرى للتلاميذ بدل متابعة هذه التفاهات لضحك عليها و تعلم كلماتها المشينة و القبيحة تابعوا ما يفيدكم و يزيد بذكائكم للأمام ، أما رسالتي الأخيرة فهي للأباء راقبوا أبناءكم فليس كل ما يعرض على شاشات الحاسوب أو التلفاز يمكن متابعته من طرف الجمهور الناشئ " أللهم قد بلغت أللهم فشهد " .

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

marocaine

merci

vous avez tout à fait raison

2017/11/29 - 08:46
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة