سلطات شفشاون تعطي الانطلاقة الرسمية لوحدة فندقية جديدة

تحويل شقق وسط حي شعبي بطنجة إلى أوكار للدعارة يخرج الساكنة للاحتجاج

من غلاسكو إلى الرياض.. اعتراف دولي بقوة المؤسسات الأمنية المغربية

شحتان: بطاقة الملاعب ستحد من المتطفلين على الميدان ويوسف مجاهد: مبادرة جيدة من أجل الرقي بالمهنة

جمعية الثقافة الإسلامية ومؤسستها بتطوان يحتفلون بذكرى المسيرة الخضراء المضفرة

شوكي للمعارضة: خطابكم مضلل وقانون المالية واقعي ومجدد في تفعيل ‏السياسات

ومع ذلك…باركت لصديقي المسيحي حلول عامه الميلادي الجديد

ومع ذلك…باركت لصديقي المسيحي حلول عامه الميلادي الجديد

يوسف الإدريسي

 

هي بالضبط سنة 1999 حينما كنت أتابع دراستي في المعهد العالي للصناعة بمدينة مراكش حيث كنا ندرس وقتها مع زملاء أفارقة مسيحيين، وكانت علاقتهم آنئذ جد متوترة مع طلبة محسوبين على التيار السلفي، إذ كانت تصل في بعض الأحيان إلى ملاسنات شديدة اللهجة ونظرات ثاقبة من الجانبين إلى درجة أن إدارة القسم الداخلي عينت لهم جناحا خاصا ومراحيض خاصة بهم أيضا، حتى قاعة الأكل كان شقها الأيسر مخصصا لهم دون غيرهم من الطلبة المغاربة المسلمين. كنت أنا وزملاء لي قد تحصرهم في ذاك الوقت أصابع اليد الواحدة، كنا الوحيدين من يتبادل مع الأفارقة المسيحيين أطراف الحديث، إلى أن وبّخني ذات مرة زميلي السلفي بالقول؛ إنه لا يجب أن أبتدئ أهل الكتاب بالسلام، إلا في حالة رده على الكتابي إن سلم هو طبعا، هذا لأن أكثر العلماء من السلف أفتوا على تحريم الابتداء… كنت جد محظوظ كون زميلي السلفي لم يرمقني وأنا أبتدئ صديقي المسيحي بالسلام ومعها أيضا عبارات التهنئة بعيد مولد المسيح عليه السلام، ولو حصل ذلك لحرمني، أكيد، من إمامة صلاة الظهر بالمسجد الداخلي، وهو ما حدث بالفعل حين تجرأت في وقت لاحق على شيخي في الداخلية بإشراكي للفريق الإفريقي المسيحي في البطولة الرمضانية لكرة القدم المصغرة، وأنا وقتها المشرف العام على الأنشطة الرياضية بالقسم الداخلي للمعهد… كنت ولازلت أعتقد بأن المشترك الإنساني يعلو بكثير فوق قناعة المعتقد الديني، ربما قد يكون السبب وراء ذلك أني حفظت سورة الممتحنة في وقت مبكر وبالضبط قبل أن ألج أبواب المعهد وقبل أن ألتقي بصديقي السلفي.

هو ما يعكس فعلا وقولا موجة العنف بين الإنسان ونظيره الإنسان حين ألغى هذا الإنسان مسافة التعارف والتلاقح كما أرادها ربنا عز وجل في قوله؛يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. الآية…أيضا حينما ألغى الإنسان مبادئ التقارب بين الثقافات والحضارات والقيم دون تصارعها وتنافرها، هو السبب ذاته الذي أفرز لنا فائضا من العنف والإقصاء والاستئصال.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات