أذ عبد الهادي وهبي
بداية ، أتقدم بأحر التهاني بحلول شهر رمضان الكريم على المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ،و أقول لهم رمضان كريم وكل عام ،و الأمة الإسلامية و العربية بخير و على خير ، رغم جراحات الربيع العربي ، يحل شهر رمضان الكريم ،حيث تفتح أبواب الجنة ،و تغلق أبواب النار،و تصفد الشياطين الماردة، و المعروف ن الشياطين أنواع ، شياطين الجن ، التي فعلا تصفد ،وشياطين الإنس التي لا تصفد حتى في شهر رمضان الكريم ، وهذا الأمر يتناسب مع قضية '' أن المرء مخير و مسير" بمعنى ان الإنسان او العبد لا يسير مسير فقط خلال شهر رمضان الكريم، فحتى في قداسة هذا الشهر ، تستمر بعض المحرمات : كالسرقة و الكذب و الرشوة و التزوير و المشاجرات التافهة ،و وبيع الأوطان ،و استغلال الأبرياء و التغرير بهم مقابل دريهمات.
شياطين الإنس ، يتوزعون في العديد من المجالات و الحركات، فباسم الفكاهة الرمضانية تطلعنا القناة الثانية برامج في غاية الوقاحة و قلة الأدب ، حيث العري و الكلام الساقط و الرذيلة ، لم تتغير حتى مع هذا الشهر الكريم ، وإشهار الملابس الداخلية ،وأغاني ساقطة و تافهة ومملة . شياطين الإنس يتمثلون أيضا في خفافيش الليل من 20 فبراير ، ففي الوقت الذي يرتاد فيه المصلون المساجد للتراويح ، تراهم وقد اجمعوا أبواقهم المشروخة للعويل و الصراخ ، نجد شياطين الإنس في صور العري و المقالات التافهة التي تنشرها بعض الجرائد اليومية مثل الإحداث المغربية ، شياطين الإنس هي الجمعيات الحقوقية التي تدافع عن الرذيلة وعن كل من يهدم القيم الروحية و الأخلاقية للمجتمع المغربي ،و من يعمل على القضاة على الهوية المغربية الأصيلة ، شياطين الإنس هو ذلك المحلل الاقتصادي –إدريس بنعلي - الذي وصل في العمر عتيا ،و أراد بين الفينة و الأخرى ان يصبح محللا سياسيا ، يتقدم بالمستقبلات الخرافية للمشهد الحزبي المغربي ،ويقرا الواقع المغربي الحالي بنظرة تشاؤمية تنم عن جهله بأمور السياسة ،وعن فكر بائد عشعش في دماغه و استولى على تفكره ، فأصبح عبيد الأفكار الاشتراكية البائد بعيدا عن الواقع المغربي ، شياطين الإنس لا يهمني ان كانوا أصلا من دعاة التحرر الديني ،و ناصرو حركة مالي او غيرها ، فالمسالة تتعلق بان هؤلا ء الشياطين ،و حفدة إبليس مفسدون ويريدون إفساد المجتمع وان يسر على نهجهم ، إن كان هؤلاء الشياطين يكتفون بشيطنتهم لأنفسهم ، لما هاجمهم احد ،ولكن هم المجرمون يجعلون من أنفسهم ضحايا و قلة معرضة للاضطهاد ، ، و الحقيقة ان الشعب المغربي هو الضحية ، لان هؤلاء الشياطين المدعومين من الغرب و من انفصالي الداخل ،لهم من أموال الحرام ما يكفي للاستمرار في لعب دور الضحية ،وما هو الا جلاد ، يجلد ليلا ونهارا في ثقافة و وهوية المواطن المغربي ، الذي اهتدى إلى تخطيطهم المسبق ،و مزقه في قبل ان يتموا وضعه.