الغالي بنهشوم
منذ أول يوم تولى فيه الحسن الداودي مقاليد وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي وهو يسعى إلى التأسيس لمنظومة تعليمية ترقى إلى مستوى تطلعات المواطن المغربي ، والتأسيس لهذه المنظومة لا يتأتى في منظور السيد الوزير إلا بتشخيص المرض الذي اعترى التعليم العالي منذ عقود خلت، والبحث عن دواء للعلاج . وفي خضم العملية الإصلاحية التي دشنها الوزير؛ بدءا بالقضاء على الفساد والمفسدين وإحالة ملفات المتورطين على القضاء ليقول كلمته، وربط المسئولية بالمحاسبة. انتهاءا بفتح مجموعة من الأوراش الكبرى المزمع انجازها في مخطط 2012-2016.وقد انطلقت هذه الأوراش بشكل استعجالي وآني رامت في البداية اتخاذ مجموعة من التدابير من جملتها:
-الانفتاح على العالم الخارجي وفي هذا الإطار عقد مجموعة من الاتفاقيات في مجال التعليم مع بلدان عربية وأخرى أجنبية للاستفادة من بعض التجارب الرائد في مجال التعليم والاطلاع على المناهج العلمية المبتكرة وتبادل الخبرات من جهة وليضمن للطالب المغربي شروط التحصيل العلمي في أحسن الظروف والرفع من عدد المقاعد والمنح المخصصة للطلبة المغاربة المقيمين بهذه الدول .
- التفكير في الرخيص لبعض المدارس الأجنبية التي تلقى إقبالا كبيرا من لدن الطلبة المغاربة من قبيل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم والتقنيات من فتح فروع لها هنا بالمغرب حتى يتمكن الطالب المغربي من ولوج هذه المدارس دون أن يكلف نفسه عناء الهجرة وكذا المصاريف المترتبة عنها.
* - الرفع من قيمة المنح الممنوحة للطلبة ، والزيادة في عدد الممنوحين من 180 ألف إلى 216 ألف منحة وتيسير الحصول عليها عبر الشبابيك الإلكترونية بدل الوقوف في طوابير لا تنتهي؛
* -الاهتمام بالأحياء الجامعية والحرص على تحسين الخدمات بها والاستعداد لبناء وتشييد أحياء أخرى في مختلف التراب الوطني تلبي الحاجيات وتراعي الخصوصيات؛
* تكوين الأساتذة وتأهيلهم لسد الخصاص الذي تعانيه بعض المعاهد والكليات؛.
* تزويد العديد من المعاهد والكليات مثل كلية طب الأسنان وغيرها بالمعدات الأساسية؛
* إنشاء كليتين جديدتين للطب والصيدلة بكل من أكاد ير وتطوان؛
* تطوير النظام المعلوماتي بالوزارة الوصية.
وأمام هذه الحركة الإصلاحية التي تتم عن قدم وساق، القصدية منها الرفع من جودة التعليم العالي ، تتدخل بين الفينة والأخرى أقلام حزبية تتصدى لكل ماهو إصلاحي كان آخرها القراءة الخاطئة لبعض الوسائل الإعلام التي وقفت عند " ويل للمصليين" لتصريح الحسن الداودي لأحد المنابر الإعلامية يشرح فيه وجهة نظره في مسألة إلغاء مجانية التعليم.إلا أن هذا الأخير عندما صرح بإمكانية إلغاء المجانية، لم يعمم هذه المسألة على جميع الطلبة وعلى جميع الشرائح الاجتماعية وإنما حصرها في وجه الطبقة الميسورة التي أبدت من تلقاء نفسها استعدادها لأداء واجبات ولوج أبنائها بعض المعاهد ا والمدارس لعليا المتخصصة في الطب والهندسة والصيدلة أما الفئة المعوزة والتي تمثل السواد الأعظم فالدولة تتكلف بالأداء، وتبدو هذه المسألة جد منطقية :
* أولا لأن العديد من الأسر المغربية تلجأ إلى إرسال أبنائها إلى الخارج قصد الدراسة ، وتصرف أضعاف أضعاف ما يمكن أن تدفعه من من رسوم إذا ما استطاعت الحصول على مقعد لها هنا بالمغرب.
* ثانيا: إن أداء الأسر الميسورة لواجبات ولوج المدارس العليا سيساعد ميزانية الدولة من توفير شروط ملائمة لإنجاز مشروع جامعات 2012-2020. قادر على استيعاب جميع الطلبة المتفوقين دون إقصاء أي منهم حتى لا يفكر أحدهم في متابعة الدراسة بالخارج.
* البحث عن بدائل تجعل الطالب المغربي يدرس في وضعية وفي شروط جد ملائمة.