المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

دحرجة الكرة.... أو سياسة إلهاء الطفل الصغير

دحرجة الكرة.... أو سياسة إلهاء الطفل الصغير

عبد الكريم ايت بلال

من منا لا يقوم بهذا الفعل ومن منا لا يعلم عنه، من منا لا يدحرج الكرة للطفل الصغير، لينصرف إلى ما يقوم به من عمل، او مراجعة، او مشاهدة التلفاز، او غيرها من الاشغال، وبدل، ان يصرخ الطفل ويبكي ويطالب بأشياء أخرى ربما مهمة، او غالية الثمن أو غير متوفرة، او... تقوم برمي الكرة أمامه من جديد، ليجري ويلهو، و يظل يلهث خلفها، وهو يبتسم ويضحك ويفجر كل طاقته، خلف الكرة، إلى أن يتسلل إليه التعب ويستسلم للنوم قبل وقته، وبمجرد ان أن تمر السنوات وينمو عقل الطفل، وينضج فكريا، تنتهي اللعبة.

يبدو أن هذا هو الفرق الوحيد بين الطفل والشعب المغربي، فالشعب المغربي أبا أن ينمو ويكبر وينضج فكريا، بل فضل الاستمتاع، واللهو خلف الكرة، كلما قامت الدولة برميها أمامه تتدحرج، فيعدو يلهث خلفها، ويبتسم ويسعد ويفجر كل طاقاته خلفها، رغم أنه لا يملك لا لباس رياضي، ولا ملعب يليق بمستوى الكرة. فكلما أحست الدولة العميقة بخطر الشعب ووعيه وسعيه لمطالب ضرورية، تقوم مرة أخرى بدحرجة الكرة ببطئ فيسير خلفها الشعب دون تفكير، وينسى كل مطالبه، فنفس السياسة التي تم تطبيقها منذ 1994 بالتقديم لطلب تنظيم المونديال، هي نفسها اليوم، فقد دحرجو لنا الكرة في، 1994 وبعدها فازت الولايات المتحدة بالتنظيم، وقالو أنهم سيستمرون في البناء، ولم يبنوا سوى فيلاتهم وقصورهم، فكرروا التجربة سنة 1998 ففازت فرنسا بالتنظيم، وفي سنة 2006 ففازت ألمانيا، ودخلنا الصراع حتى مع الأفارقة، سنة 2010 ففازت جنوب إفريقيا، وكل مرة يدحرجون لنا الكرة ويعدوننا ببناء ما تم الإتفاق عليه مع الفيفا، ولم يشيدوا شيئا، ونفس الامر كررناه في 2026 وعادت الولايات المتحدة، ففازت بالتنظيم من جديد، فبعد 36 سنة من رمي الكرة للشعب كلما أحس بالجوع والعطش والفقر والمرض والحرمان و..... لم يتغير شيء، بل هي فقط سياسة الالهاء، واستمالة، والالتفاف حول ثروات هذا الشعب الأمي، الفقير، الجاهل الميث، المسحوق، الذي يلهو ويلهث خلف الكرة كلما تم رميها أمامه، لتنصرف التماسيح وأصحاب البطون ومن هم في مركز القرار، ليلعبوا ألاعيبهم، بعيدا عن المراقبة، وأعين الشعب.

 

أنا متيقن أشد اليقين، أنهم سيدحرجون لنا الكرة من جديد ويقدمون طلب الترشيح لنيل تنظيم المونديال، لسنة 2030، ويصنع لنا منافسا وعدوا وهمية من جديد وهم يعلمون أنهم لن يظفروا بهذا الحدث، بل ستأتي دولة أخرى خادمة شعبها لتفوز. هم يدركون ايضاً انه مازال هناك ثروات لتنهب، وشعب لا يسأل، بل يجري خلف الكرة كلما تدحرجت، فلما لا يتم تكرار التجربة في 2036 و2052 و2060 و..... إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة