قاسم لبريني
حقيقة لا أعلم لحد الآن لما كل هذه الجلبة و كل هذا العويل و التحسر و الندم على ثقة أعطيت لرجل وعد بمحاربة الفساد ليخونه معطيه تلك الثقة فيما بعد بحجة أن الرجل المحارب لم يلتزم بوعده في محاربة الفساد بينما أرى أنا انطلاقا من منظوري المتواضع أن الخطأ الجسيم يقع على كل ناخب وضع و لو نقطة واحدة فوق ثاء الثقة في الرجل كما ألوم عدم نباهة شعب بأكمله و عدم فهمه لرسالة السيد المحارب و صراحته و ذكائه حين أخذ على عاتقه هذه المهمة وذلك بعدم الإستفسار و طرح السؤال البديهي كما عودتنا سياساتنا التعليمية دوما بأن نطرح الإشكالية و أن نطرح الأسئلة في مقدماتنا و أن لا ننتظر من يعطينا الحل في خاتماتنا ومن هنا أقول لكل من نزع الثقة من السيد المحارب و وصفه بالنفاق هل سألت يوما ما معنى الفساد ؟ هل سألت عن كيفية محرابة الفساد ؟ و هل سألت أصلا عن معنى المحاربة ؟ وأين يتجسد الفساد ؟
فالمفاهيم إخوتي تتغير من عقل إلى آخر و الفساد كل يرى معناه انطلاقا من الموضع الذي يتقوقع فيه فسيدنا المحارب قال فسادا و وعد حربا عليه و لم نستفسر عن مفهومه لمعنى الفساد و كيف هي نظرته التعريفية للفساد فالله تعالى قال على لسان فرعون ((( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد )))
فما جاء به النبي الكريم موسى عليه السلام من رسالة من ربه كانت فسادا في مفهوم الفرعون لذلك حاربها بكل ما أوتي من قوة ولا أحد منكم أعتقد أنه يقدر على أن ينفي أن الفرعون المحارب بدل كل الجهد و أنفق أموالا طائلة لمحاربة رسالة لم يستصغها و رسم لها مفهوما في عقله و ألبسها زي الفساد فزمننا هذا جاءنا أيضا بفرعون محارب يحارب الفساد في ما يقارب أربعين مليون موسى، فساد الحاجة و فساد الفقر و فساد البطالة و فساد الكرامة و فساد المساواة بين رجل السلطة و المواطن ووو ... بسيف لمعه و أعطاه له شعب كان يأمل فيه أن يستعمله لاسترجاع أموال أخذت دون أن يحرك أحد ساكنا و لم يتوقع هذا المسكين الذي ينثر الثقة في كل مكان أن ذاك السيف سيوجه نحو رقبته ليدميها بزيادات في كل شيء و بغلاء في كل شيء و بمحسوبية و زبونية في كل شيء و بعجز و فشل وانحطاط و (شوهة) في كل شيء ليرسم في آخر الورقة بدمنا ( عفا الله عما سلف و من يعد فينتقم الله منه ).
لكن سيدي المحارب أستسمحك فلدي خاتمتى دون خاتمتك أقولها لك في قوله تعالى ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم و إن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يوفكون)
لكل هذا سيدي المحارب أنا أشهد لك أنك حاربت و صدقت في وعدك و لم تنكثه أبدا كما يعتقد الكثيرون لأنني ببساطة أدركت مفهومك للفساد و أين يجد مرجه الأخضر ليرتاع منه فلا تعرنا اهتماما وواصل محاربتك للفساد فينا وفي مرجنا كيفما تشاء.