عادل ايت بوعزة
الكل يدعو لإشراك الشباب في العمل السياسي، و الكل يدعو لتبني خطاب مجابه لمنطق الإقصاء ، و في كل مرة يدعو جلالة الملك لافساح المجال للشباب ، يخرج للعلن مجموعة من الشباب للترحاب بهذا المعطى ، مطالبين بنفس الصدد بمنح فرصة بطبق من الذهب لفئة الشباب .
في هذا الاطار ، اعتقد أنه يتعين على الشباب تبني مبادرات تهدف الى فرض الذات داخل المؤسسات الحزبية من خلال مواقف واضحة و صريحة ، كما يتعين على الشباب عدم الدخول في صراع أجيال مع قيادات الاحزاب فقط بسبب السن أو إستخدام الخطابات الملكية لتبخيس ما قام به من سبق ، فالاكيد أن المغرب وصل لما وصل إليه بفضل رجالات و نساء كافحوا من اجل هامش الحرية الذي وصلنا اليه اليوم ، كما ناضل هؤلاء من اجل حيز التنمية الذي نحن فيه و هو ما يقتضي ” الانصاف ” بدل منطق الصراع و الحروب .
تبعا لذلك يتعين على الشباب حسب رأيي المتواضع ، المبادرة و البحث عن الوصول لمناصب القرار عن طريق ” التدرج و الاستحقاق ” ، ” تقديم الحلول” ، ” النجاعة في الاسلوب ” ، ” التمكن و التبصر ” .
ما يجب عن أبناء جيلي تفهمه هو أن الزمن السياسي يختلف عن الزمن الطبيعي ، و أن الرغبة في تبوء مكانة داخل المشهد الحزبي يقتضي المزيد من التضحية و المزيد من النضال ، و أن الطريق الى ذلك لن يكون مفروشا بالورود الحمراء ، بل يتعين المزاحمة و التواجد المستمر و المبادرة الدائمة .
هذا الخطاب الذي يوضح الصورة ، لا يجب ان يكون مبررا للقيادات الحزبية لعدم تسهيل هذا الانخراط المطالب به من طرف المؤسسة الملكية ، بل أن الاستحقاق يجب الايمان به من طرف الجميع ، و من يسهل الامور لأبناءه و اقاربه للوصول لمواقع القرار أصبح اليوم خارج السياق .
ختاما ، لا بديل عن المؤسسات الحزبية و لا بديل عن إنخراط الشباب بها ، و لا بديل عن تضحياتهم الجليلة للوصول الى الهدف ، أما العزوف فسيؤدي كما كان دائما الى فسح المجال لاعادة نفس المناهج و نفس الخطابات و التي أصبحت اليوم لا تتماشى مع الواقع المعاش .