عبد الكريم سدراتي
كشف تقرير أخير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية حول معدلات السرطان في العالم أن أكثر من 52 ألف شخص مصاب بداء السرطان في المغرب تتنوع إصاباتهم بين سرطان الثدي والرئة والبروستات.
وأوضح التقرير أن المغرب يسجل إصابة 139 شخصا بالسرطان بين كل 100 ألف نسمة ليحل بذلك في الرتبة 145 عالميا في عدد المصابين بهذا الداء بعدد بلغ السنة الجارية 52 ألفا و783 شخصا. وبحسب ما ورد في معطيات التقرير، تتوزع الإصابات ما بين 10 آلاف و136 امرأة مصابة بسرطان الثدي يليه عدد المصابين بسرطان الرئة بـ 6 آلاف و88، ثم سرطان القولون الذي حل في الرتبة الثالثة على مستوى عدد المصابين بـ 4 آلاف و118، في سجل سرطان البروستات وعنق الرحم ما مجموعه 233 ألفا و88 إصابة.
أرقام مخيفة ومرعبة، وبطبيعة الحال هناك العديد من الحالات التي ليس لها الإمكانيات المادية أو التغطية الصحية من أجل تشخيص هذا المرض الخبيث وبالتالي علاجه ،فئة عريضة تعاني وتقاوم في صمت ، وبطبيعة الحال لا يمكن إحصائها بأي شكل من الأشكال و لا تتضمنها إحصائيات التقرير.
هذا الداء الفتاك و الخطير الذي أصبح يحصد جميع الفئات العمرية و الشرائح الإجتماعية و مما يزيد الوضع كارثيا ومأساويا غياب التغطية الصحية لدى العديد من المواطنين ، سيما أن تكاليف علاج هذا الداء الخبيث جد مرتفعة و مكلفة سواء تعلق الأمر بالتحاليل و الأشعة من السكانير و RM و العلاج الكميائي و بعض الأدوية الباهظة الثمن ناهيك عن تكلفة العمليات الجراحية و مستلزماتها لإستئصال الأورام،و ما يحتاجه المريض من علاج ودعم نفسي لتجاوز الوضع وتقبل المرض.
معاناة المصابين وعائلاتهم من هذا الداء الخبيث لا حصر لها ، في ظل قصر ذات اليد و التكلفة الباهضة للعلاج ومدته الطويلة ، كما أن الإكتشاف المتأخر للمرض يحول دون إعطاء النتائج المتوخاة.
و أمام هذا الوضع يلجأ العديد من المرضى إلى إستعمال أدوية بديلة عبارة عن أعشاب و خلطات أملا في العلاج نضرا لتكلفتها المنخفضة .
إن الوزارة الوصية عن قطاع الصحة و معها الحكومة مدعوتان أكثر من أي وقت مضى للرفع من الميزانية المخصصة لمواجهة هذا الداء الخطير و القيام بحملات طبية و تحسيسة ليس الهدف منها التشخيص فحسب بل التنبيه إلى الأسباب التي تؤذي إلى تفشي هذا المرض الخبيث كتناول بعض الأغدية المعلبة و التي تتضمن مواد حافضة وتناول الكحول و المخدرات و التدخين ...، و التحسيس بأهمية الرجوع إلى نظامنا الغدائي السليم و الذي أثبتت العديد من الدراسات العلمية في مجال التغذية أنه جيد ويحترم المعايير الموصى بها من لدن الجهات المختصة.