المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

الشباب الحالم !

الشباب الحالم !

شيماء المريني

لطالما بادرنا الأستاذ بالسؤال عن طموحاتنا المستقبلية ، سؤال جوهري يخفي وراء بساطته اللغوية و تركيبة حروفه الأبجدية أحلاما كبرى و طموحات فضلى ، سيل من الأفكار الكثيرة و المشاريع المثيرة و التطلعات التي تفوق حدود المعقول بل و تتجاوز المستحيل .. هي أحلام نسجت بمزيج من البراءة و العفوية و امتدت لتصبح هدف الإنسان في الحياة و وجهته التي لا مفر له منها إلا إليها.

 

ينطلق كل منا في الحديث عن حلمه البديع بشغف كبير و سعادة غامرة تتملكه من أصابع قدميه حتى أعلى رأسه ، لتبرز معالمها على وجنتيه و عينيه الجاحظتين اللتين يملؤهما الأمل و الحماس و كله رجاء أن تمر الأيام و تطوى السنوات ليتحقق طموحه ، و يجعل حلمه واقعا معاشا بل و يحتل الصدارة و بجدارة .

 

للوهلة الأولى قد يبدو الأمر سهل المنال سلم ستصعده خطوة تلو أخرى او طريق ممتد لا يسعك سوى المضي فيه قدما حتى تبلغ مسعاك ، انه أشبه بإتباعك لكتيب تعليمات ، منهج ستسير وفقه حتى النهاية .. نعم هكذا تبدو الصورة الأولى ، لكن ما إن تنتهي سنوات التكوين المهني او البحث الأكاديمي او التعليم العالي إلا و يهتز كيان الشاب و يتداعى عالمه من الأحلام بل و تتقلص الرؤيا إذ لم نقل تنعدم ، ليبدأ بالتفكير فقط في كيفية قضاء يومه و تلبية احتياجاته معتمدا على مهن موسمية لا تتناسب و سنوات تكوينه المهني و مشوار كده و جهده في مدرجات الجامعات و الكليات للحصول على شهادة تتوج عمله و تؤهله الى منصب شغل مناسب .

 

شباب حالم بالاستقلال الذاتي و الازدهار الاقتصادي و التطور الفكري وكذا العمل الاجتماعي ، يصحوا على صفعة واقع أبى تحقيق الرؤيا بل و حول الحلم الساطع الى جرم قاتم يدب في سواد الظلام .

 

واقعنا يكشف عن نماذج عدة و صور مختلفة لشباب متألق اختاروا الهجرة واستكمال مشوارهم الدراسي و كذا المهني في دول أجنبية ، كما أن البعض يتطلعون شوقا الى الرحيل بطرق غير شرعية قد تودي بحياتهم لا محالة ، بيد أن الأهم لديهم هو الانتقال الى الضفة الأخرى مهما كلف الثمن ، ناهيك عن ارتفاع نسب البطالة أمام عجز في سد الخصاص المتفاقم اثر ارتفاع النمو الديمغرافي المتزايد.

 

سلبية تتداعى في صفوف الشباب لتجري مجرى الدم في الشريان ، فتستحوذ على أفكارهم و تدفع بعضهم لمعانقة شبح الإدمان و الخوض في متاهة الإجرام فضلا على اعتناقهم مناهج متطرفة و انتمائهم الى جماعات إرهابية .

 

رغم اختلاف المعيقات و تفاقم الإشكالات المطروحة يظل الشباب الحالم متمسكا بوميض أمل ينير له الدرب ، تحد مستمر قرر قيادته بروح تنافسية رغم الاكراهات فما دامت الإرادة و الطموح موجدان فإن محرك الإبداع لا يزال ينتج جيلا يتحدى كل الصعاب ليتألق في مختلف الميادين ويكون بذلك مثالا حيا على التفوق و النجاح .

 

 

من السهل تمجيد الشباب ومخاطبتهم بأجل الأسماء ، فهم قوام المجتمع وقوته بل موارده البشرية التي يعَول عليها ، لكن بعيدا عن هاته الخطابات الواهية وبغض النظر عن تلك الكلمات التي تَشبّع بها الورق وحفظها الشباب عن ظهر قلب ، نحن اليوم في حاجة ماسة الى فرص حقيقية تعيد الثقة في نفوسنا و تدعم أفكارنا الإبداعية و مشاريعنا الخلاقة في شتى المجالات .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات