الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

صناع حرفيون و مهنيون ... الله يهديهم!

صناع حرفيون و مهنيون ... الله يهديهم!

يحي طربي

من منا، نحن أبناء الطبقة الشعبية، المواطنون من الدرجة الثانية و الثالثة، الذين يشكلون الطبقة المستهلكة لما تنتجه مصانع و أراضي الطبقة اﻹقطاعية البورجوازية و إدارات الطبقة السياسية الحاكمة، لم يتعرض في يوم من اﻷيام للغش و النصب و السرقة من طرف مقاول أو بناء أو " سودور " أو ميكانيكي أو نجار أو صباغ أو كهربائي أو جباص أو خياط تقليدي أو عصري أو سمسار، وسيط في بيع و شراء السيارات و المنازل ...، ونهبوا أمواله و سلعته و جعلوه يخسر مشروعه و مصالحه بسبب التحايل و الكذب عليه. و من منا، نحن أبناء الطبقة الفقيرة و المتوسطة دائما، لم يتناول، ذات مرة أو مرات عديدة، لحم الحمير و الكلاب و القطط و الدجاج الميت، و البقر و النعاج الطاعنة في السن و المريضة و النافقة ...، على شكل كفتة أو صوصيص أو نقانق أو panini أو hamburgers أو boudin أو brochettes...، من طرف بعض الجزارين و بعض أصحاب محلات اﻷكلات السريعة و المطاعم و الحانات و بعض منظمي الحفلات...، الباحثين عن الربح السهل و السريع، باﻷماكن و المركبات السياحية و باحات اﻹستراحة و محطات المسافرين و الساحات العمومية و الداخليات ... 

وكم من خباز و حلواني يتفنن في صناعة الخبز و الحلويات مستعملا دقيقا فاسدا، منتهي الصلاحية، بعد أن غزته الديدان و عبثت به الصراصير و الجرذان، و اختلط ببوبل و براز الفئران، فقط يضيف إليه قليلا من السكر و بعض الملونات الصناعية و قطع الفاصوليا المعسلة ليصنع منه خبزا و حلويات لذيذة يبيعها للزبناء. وكم من لبان يمزج الحليب الطري و الزبدة الخالصة بحليب و زبدة اصطناعيتين، ذات جودة ناقصة. وكم من مربي النحل يضيف إلى العسل الحر العسل الاصطناعي أو المربى و بعض أنواع السكر. و كم من منتج لزيت الزيتون يضيف إليها زيت المائدة أو زيوت أخرى مغشوشة و مواد كيماوية خطيرة. أما بعض منتجي و تجار التوابل المطحونة الله وحده يعلم ماذا يطحنون ويبيعون للناس.

هذا، ناهيك عن المنتوجات المعدلة وراثيا و عن نظافة العامل و مكان العمل و اﻵلات و اﻷدوات المستعملة.

 يتصرفون كأنهم علماء فيزياء و كيمياء، يعملون بنظرية لافوازيي القائلة : " rien ne se perd rien ne se crée tout se transforme "، مبررين عملهم هذا بالمثل الشعبي : " إلا ما قتل يسمن ".

 و يبقى المثير للتساؤل و الاستغراب هو أن كل هذه الجرائم تقع يوميا في حق اﻹنسان و الحيوان بالرغم من أن لدينا، مثل فرنسا، مصالح لقمع الغش و مراقبة اﻷسعار و الجودة و السلامة الصحية للمواد الغذائية.

صناع و حرفيون و مهنيون لم يتلقوا أي تكوين مهني و لا يتوفرون على أي دبلوم أو " ضمير " مهني، كما أن كثيرا منهم أميون، بدون أي مستوى تعليمي، دراسي؛ ما يشكل خطرا على صحة و مصالح المواطنين، بل منهم من يدعي، أنه يتقن عدة حرف و مهن؛ و لكنهم في الحقيقة و الواقع لا يتقنون إلا اﻹحتيال و الدجل، إلا ما رحم ربي. مبررين مواقفهم اﻹجرامية بكثرة المنافسة و انتشار البطالة و الطرد من العمل ...

 مجرمون من نوع خاص، يعيشون في الغش و بالغش و للغش، بل الغش يجري في عروقهم، ويعلمونه ﻷبنائهم. يحلفون بأغلظ اﻹيمان أنهم " امعلمين " و "يتمسكنو حتى يتمكنو " من ضحاياهم الذين ليست لديهم دراية بالحرف الصناعية، ليأكلوا أموالهم بالباطل، و يصيبونهم باﻹفلاس، بعد أن يعيثوا في ممتلكاتهم و مصالحهم و مشاريعهم فسادا؛ حيث لا يبقى للمواطن، في ظل السيبة و سوء العلاقات اﻹنسانية و انعدام الثقة، إلا أن يوقف مشروعه من باب " اخسر و فارق "، مقابل النجاة بعقله و أعصابه.

يعملون بمنطق " الله يجعل الغفلة ما بين البايع و الشاري "، في غياب القوانين التي تحمي المواطنين من تحايل و دجل هؤلاء الخارجون عن القانون و تسمح بالقضاء على ثقافة الغش هاته، التي تسيء إلى سمعة المغرب و المغاربة في الداخل و الخارج. 

إلى أن يتخلص مجتمعنا نهائيا من هذه اﻵفة، على كل الصناع الحرفيين و المهنيين و التجار ...، إذا كانوا فعلا يؤمنون بالله و باليوم اﻵخر و هم يتسابقون إلى المساجد كل جمعة من أجل الصلاة و سماع الخطبة، خاصة و أنهم يعلمون بأن من غشنا ليس منا، و بأن الله يرحم من يعمل عملا و يتقنه و أنه لا يضيع أجر من يحسن عملا، عليهم أن يتقوا الله في إخوانهم المغاربة الذين يئتمنونهم على مصالحهم و مشاريعهم.

 و كفى من النفاق لأن نفاقهم، كنفاق سياسيينا، " طلع لينا فالراس. " 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة