لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

فرنسة التعليم النكسة والخيانة الكبرى

فرنسة التعليم النكسة والخيانة الكبرى

عبد الله فكري

صدام الهوية

تعتبر الهوية الوطنية شيئا مقدسا عند كل الشعوب الواعية الراقية، لكنها أصبحت مثار سخرية عندنا منذ نصف قرن أو يزيد، ذلك أننا ــ نحن المغاربة ــ نتخبط في الارتباك واللاستقرار منذ الاستقلال إلى اليوم، هذا الاستقلال الذي لم يتم يوما، بل كان دائما استقلالا ظاهريا، حيث أن أغلب القرارات الحاسمة في تاريخ الوطن تأتينا ــ وكأنها ــ عبارة عن أوامر من فرنسا، وكأن هذا الوطن لا رجال فيه،فقط يتم الأمر صوريا بأيدٍ مغربية تعمق الجرح وتزيد من التهاباته، ليظن الناس أن هذا القرار أو ذاك قرار مغربي بينما الأمر ليس كذلك.

وبالعودة إلى موضوع الهوية، فالكل يعلم أن المغرب بلد عربي أمازيغي بالواقع، وعربي أمازيغي بنص الدستور، فإذا كان الواقع هكذا فكيف يجرؤ المتخاذلون على طمس هذه الهوية وخاصة في التعليم؟ وإذا كانت اللغة العربية لغة العلم بشهادة كل العالم إلا أبناؤها الحاقدون، وإذا كانت العربية في انتشار مذهل في وسائل الإعلام ودوائر القرار عند الغرب والشرق، بل حتى في جامعاتهم، سواء في الغرب المسيحي أو الشرق البوذي، فلماذا نتلكأ لها ونصد عنها بينما نحن في حاجة إليها؟

إنه بغض النظر عن القول بأن اللغة العربية لغة علمية بامتياز، وبغض النظر عن خصائص أية لغة، كيفما كانت، فإن الذي يجعلها لغة العلوم أم لا، هم أصحابها وليس العكس، وإن اللغة تحيى بحياة أصحابها وتموت بموتهم، إلا العربية فهي لغة ذات قوة دفع ذاتي، تتقوى باستمرار مهما ضعف أبناؤها، وتزيد قوة كلما أصابها خنجر الغدر من طرف أبنائها العاقين الذين لا يستحقون أما مثلها.

لن أقول إن العربية شعار الإسلام، ــ وهي كذلك بكل فخر وعزة وشرف ــ ولن أتكلم عن الجانب الروحي أو العاطفي للمسألة ــ وهو أيضا حق ومهم جدا ــ ولكن سأتحدث من منطلق الواقع الذي لا يرتفع، وهو حتما في صالح اللغة العربية لولا الخونة من أبنائها.

فإذا علمنا أن اللغة العربية يتحدثها أكثر من ثلث مليار متحدث رسمي، وما يفوق المائة مليون متحدث في دول غير عربية، هذا إضافة إلى المتعلمين لها من مختلف دول العالم، كالصين وروسيا وكوريا وتركيا ... وغيرها من الدول، فإننا ندرك قدر الإهمال والمؤامرة التي تتعرض لها لغة الضاد العظيمة من طرف أبنائها، وإلا كيف لا يستطيع قرابة النصف مليار عربي أو ناطق بالعربية ترجمة الكتب العلمية أو التقنية والفنية بكل تخصصاتها، وتمكينها للمتلقي العربي في كل العالم؟ 

كيف لا تفعل مكاتب تنسيق التعريب في مختلف أقاليم الوطن العربي دورها في تعريب العلوم؟

كيف لا تمول الدول العربية وخاصة الغنية منها مبادرات الترجمة والتعريب من أجل الرقي باللغة العربية وإخراجها من هذا النفق المظلم الذي توشك على الدخول إليه؟

ألا يستحيي هؤلاء النصف مليار من أنفسهم من كونهم لا يستطيعون ترجمة ما يغطي احتياجاتهم من المصادر العلمية الضرورية؟

لقد سبق للعرب أن وصلوا للريادة في كل العلوم بسبب أمرين، هما: الإرادة السياسية والترجمة أو التعريب للعلوم، إذ لم يتجاوز العرب نصف قرن من ترجمة علوم السالفين، حتى أصبحوا قبلة لغيرهم من الأمم في شتى العلوم، فأصبح الناس يترجمون عنهم، إذ أصبح العرب أو الناطقون بالعربية منتجين للعلوم، ولم يبقوا مجرد مستهلكين لها.

إن الأمر لا يتجاوز الرغبة في التميز وإرادة التقدم، وإن من يدعي أن هذه اللغة علمية وتلك غير علمية، لا يعدو أن يكون متخاذلا لا شرف له، أو مخادعا يخدم مخططات أسياده، أو معتوها لا عقل له. وإلا فالأسماء لا تغير من جوهر المسميات.

إن اللغة العربية باستطاعتها قيادة لغات العالم بأسره، شرط أن يعمل العرب أو الناطقون بالعربية على النهوض بها، وخاصة وأن اللغة العربية لغة حية ومتفاعلة ونشطة عن طريق الاشتقاق، وإضافة إلى هذه الميزة فهي أيضا لغة تحافظ على ماضيها ولا تتنكر له، إذ تغطي الجديد وتحافظ على القديم، مما يجعلها ثابتة ومتطورة في نفس الوقت، فمصطلحاتها قبل ألف عام أو أكثر تفهم اليوم من غير عناء، بينما غيرها لا تفهم مصطلحاتها إذا مضى عليها قرن أو قرنان. كل هذا إذا أضفنا عليه سهولة تعلمها والتواصل بها، باعتبارها من أسهل لغات العالم على الإطلاق، فإننا ندرك بالواضح إمكانية سوادها على العالم بأقل جهد ممكن من أبنائها.

وبالتالي فتقدم اللغة العربية يكون سهلا جدا لو حرص العرب على ترجمة وتعريب مختلف العلوم والمعارف، مما يمكن العربي الذي لا يستطيع تعلم اللغات من المعرفة في المجال الذي يريد بدون عناء، ليتمكن بعد ذلك من خدمة نفسه ووطنه، وبالتالي قد يتمكن هذا الذي لا يتكلم إلا لغة واحدة من إنتاج العلم والمعرفة بلغته هو، مما يسهل على غيره التعلم، وهكذا تعود للعرب قيمتهم العلمية والحضارية التي انتزعت منهم انتزاعا بإبعادهم عن لغتهم، ويصبح كل ذي ميول قريب من ميولاته العلمية دون الخوف من حاجز اللغة الذي يحول دون نجاح الكثير من طلبة العرب رغم تفوقهم البين في تخصصاتهم، وحبهم الكبير لميولاتهم العلمية.

ادعاءات باطلة

يقول المهزومون في المغرب: إن التعريب هو الذي أخرنا عن ركب التقدم، قارن بين الدارس للعلوم بالفرنسية فيما سبق، والدارس لها الآن بالعربية؟ مجاز الثمانينيات أقوى علميا من مجاز اليوم، وأن التعليم في تراجع مستمر بسبب التعريب، منذ التعريب وإلى اليوم.

نقول لهؤلاء المغرورين أو المغرر بهم أو الخونة من أدعياء فرنسا، إن ادعاءاتكم باطلة للأسباب التالية:

- إن سبب فشل منظومتكم هو تخبطكم في تبني نموذج مستقر لإصلاح التعليم يكون أساسه الهوية الوطنية، يستمر لمدة معقولة تمكن من ظهور النتائج على أرض الواقع، إذ أنكم تأتون بالمبادرة، ثم يأتي وزير لينسفها ويأتي بخزعبلات جديدة، لينسفها من يأتي بعده بأخرى وهكذا.

- إن من تدعون أنهم كانوا متفوقين، هم فقط ناس عاديون أتوا في زمن الجهل والأمية، فكانوا بمثابة الشموع المضيئة للظلام الحالك، بينما اليوم الكل تجاوز مرحلة الجهل والأمية فأصبح الطالب الجامعي يظهر بمظهر الإنسان العادي لتقارب المستوى، بينما كان من قبل ينظر إليه كما ينظر للعالم لعمق الهوة بينه وبين غير من أفراد الشعب.

- إن المفرنسين السابقين كانوا يدرسون المواد العلمية من الابتدائي إلى الجامعي باللغة الفرنسية، مما يعني الاستقرار اللغوي والتمكين للفرنسية بشكل ملفت، ورغم ذلك لم يكن ينجح إلا القليل، بحيث يكون الناجح متمكنا من الفرنسية والمواد العلمية، فمن أتقن العلوم وحدها تقصيه اللغة المهيمنة، ومن أتقن اللغة وحدها لا تنفعه بدون علوم، وبالتالي من ينجح في العلوم يجب أن يكون مفرنسا. بينما الحاصل اليوم أن العلوم نصف معربة وليست معربة بالكامل، فكثير من مصطلحاتها ليست معربة، هذا إضافة إلى أن المتعلم يتعلم بالعربية من الابتدائي إلى الثانوي، فينجح باستحقاق في تخصصه، ثم إذا أراد أن يكمل اصطدم مع حاجز يسمى الفرنسية السائدة في التعليم العلمي الجامعي والمدارس العليا التقنية ... وغالبية الناجحين في الثانوي لا يتقنون اللغة الفرنسية، وخاصة أصحاب الشعب العلمية، وبالتالي يحكم عليهم بالإقصاء المباشر، رغم ما قد يتوفرون عليه من مواهب وذكاءات علمية مختلفة، إذ أن حاجز اللغة كفيل بإبعادهم.

الفرنسة إهانة وطن

بينما كنا ننتظر إتمام التعريب بالمراحل الجامعية في المسالك المختلفة، تفاجأنا اليوم بخيانة أكثر ناس وثقنا فيهم، بتبنيهم أو سكوتهم عن تبني الفرنسية.

إن التعريب أو تبني النهج الوطني لم يكن لينجح أبدا في أي بلد ما لم يكن تاما وشاملا، في الإدارات والشركات والكليات، وإلا فإن العلمي المعرب سيجد صعوبة في سوق الشغل ما لم يكن يتقن إحدى اللغات الأجنبية، وخاصة اللغة الفرنسية في هذا البلد المصادر ثقافيا وحضاريا. وهذا أمر أريد له أن يكون من أجل أن يتمسك المغاربة بلغة متخلفة هي اللغة الفرنسية، هذه اللغة التي تعيش على نكبات العرب وأفريقيا.

ما كنا يوما ننتظر هذا الإخراج المقيت الرديء أبدا، بل كان أملنا أن يتم تعريب كل المراحل الدراسية المتقدمة في شعب العلوم والطب والاقتصاد والتقنيات، حتى يستطيع أبناء غير المفرنسين من ولوج المدارس العليا والجامعات والتفوق فيها، باعتبارهم يتقنون العلم ولا يتقنون اللغة.

لم يكن صعبا أبدا ترجمة المقررات الجامعية وتوحيدها وإنهاء الفوضى الحاصلة فيها، فترجمة مقرر واحد يستفيد منه مئات آلاف الطلبة خير وأسهل من تغيير لسان مئات آلاف الطلبة من أجل مقرر واحد. وبالتالي يظهر العبث والاحتقار لانتظارات ملايين المواطنين وإهانة هويتهم.

ولو كانوا حريصين على صالح أبناء المغاربة لوفروا لهم العديد من اللغات الحية وتركوا لهم حرية الاختيار بينها، فيتعلمون ما شاءوا، سواء كانت فرنسية أو إنجليزية أو إسبانية أو ألمانية أو حتى صينية، مع تدريس المواد الأساسية باللغة العربية، وإيلاء اللغة الأجنبية المختارة الأهمية والاهتمام الكفيلين بتعلمها بشقيها التواصلي والتخصصي. وذلك بالتركيز على الترجمة في نفس المجال العلمي ليتمكن الطالب من ضبط المادة العلمية بلغته، مع تسليحه بما اختار من اللغات ليستطيع توسيع مداركه العلمية عن طريق البحث باللغة التي اختار. وأما إجباره على لغة لا يريدها أو لا يستطيع تعلمها ثم ربط مصيره بها، فهذا هو الظلم والقهر والاستبداد بعينه.

الفقيه اللي نتسناو بركتو دخل للجامع ببلغتو

الفقيه الذي ننتظر بركته دخل للمسجد ببلغته.

في الوقت الذي كان الكل يرى شراسة حزب الاستقلال في الدفاع عن الهوية منذ الاستقلال إلى اليوم، وفي الوقت الذي كان كل المراقبين للحقل الهوياتي المغربي يرى أيضا حزب العدالة والتنمية يدافع عن هوية المغاربة وخاصة في التعليم بكل استماتة، نتفاجأ بإقرار قانون الفرنسة، بكل وقاحة وبدون أية محاولة من حراس الهوية لمنعه من المرور، ولو أرادوا منعه لاستطاعوا، إذ كيف يمكن أن يمر القانون باثني عشر صوتا واعتراض اثنين فقط، مع وقوف ستة عشر نائبا من المعول عليهم في المنطقة الرمادية (امتنعوا).

فإذا علمنا أن الاثني عشر المصوتين بإقرار القانون من الأحزاب الإدارية، أو الحوانيت الحزبية، فإننا لا نستغرب لفعلهم لأنهم عبيد مستلبوالإرادة، إرادتهم في أيدي أسيادهم. وإذا علمنا أن المعترضين هما المقرئ أبو زيد الإدريسي ومحمد العثماني، من حزب العدالة والتنمية، فإننا لن نستغرب خصوصا وأن الإدريسي أبا زيد هو أسد الهوية، وشمعة لا تنطفئ في هذا المجال، ومدافع مستميت عن العروبة والهوية العربية للمغرب، وأنه هو وزميله محمد العثماني من رجالات العدالة والتنمية التي كانت تعتبر منافحا كبيرا عن الهوية المغربية.

لكن أيضا إذا علمنا أن الممتنعين عن التصويت (الرماديين) وعددهم ستة عشر نائبا من حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية، والذين كان بإمكانهم إسقاط المشروع بكل سهولة، ستتعجب لحجم الخيانة والمؤامرة التي وقعت، وكيف أن من سلمناهم رقابنا ليحموها قطعوها بدون رحمة، فقط استدامة لمصالحهم وحفاظا على كراسيهم، فضاعت بذلك نضالات علال الفاسي والمختار السوسي وكنون ومن سبقهم ومن تلاهم، بل ضاعت بذلك نضالات عامة الأحرار الشعب المغربي، وأصبح كالبضاعة يباع لأول مساوم.

إن الممتنعين عن التصويت خانوا العهد الذي بيننا، وباعونا لفرنسا، بل سلمونا بالمجان قربانا لها لترضى عنهم، وفعلوا بنا كما فعل سابقوهم من الخونة الذين كانوا يتقربون من المقاومين حتى إذ اطلعوا على أسرارهم أهدوها للجيش الفرنسي. 

لقد فعل بنا هؤلاء كمن سلم سلاحه لجهة تمثله طمعا في الأمان فإذا بهذه الجهة تسلمه للعدو ليقتله مباشرة وبدون رحمة، هذا بالضبط ما فعله نواب حزبي العدالة والاستقلال، سلمناهم أعناقنا فسلموها لمن يقطعها، ألا لعنة الله على الخائنين أينما حلوا.

القطرة التي أفاضت الكأس:

العدالة والتنمية كان حزبا محبوبا لدى كثير من المغاربة وأنا واحد منهم، بل إني لم أفكر يوما في الانتماء السياسي حتى فكرت في الانتماء لهذا الحزب العتيد، نظرا لديمقراطيته الداخلية، ونظرا لمظاهر الصدق في رجاله آنذاك، إذ قررت الانخراط في الحزب في 2009، وداومت على حضور كل لقاءاته بدون استثناء إلى حدود 2015 تاريخ مغادرتي لأرض الوطن، وبقيت مدافعاعن الحزب داعيا إليه، بل أتصل من الخارج من أجل التصويت عليه، أتصل بكل معارفي هاتفيا، وبعدما عدت، وإلى حدود 2018 ورغم أني لم أزر مقرات الحزب، إلا أني بقيت مدافعا منافحا عن هذا الحزب بكل قوة في وسائل الاتصال الاجتماعي وأمام الناس، وكان ظني أن الحزب صادق في الإصلاح ولا يريد غير دعم الشارع أو مطالبة الشارع بالإصلاح الفعلي ليسند ظهره إليه من أجل إصلاح ما أفسده المفسدون قبله، ويكون دليلهم أمام المفسدين وأنهم فعلوا ذلك استجابة لمطالب المواطنين في الشارع.

لكنني أتفاجأ أيما مفاجأة عند الامتحان الأول، إنه امتحان المقاطعة في ربيع 2018 عندما طالب المواطنون بتخفيض أسعار بعض المواد الاستهلاكية، فكان رد الحزب مزلزلا للمحبين ومخزيا للأتباع، إذ وقف بوزرائه مع الشركات الرأسمالية المتوحشة ضد المواطنين، بل إن أحد وزرائه وقف يحتج مع أفراد من الشركة العالمية ضد المقاطعة، وأحدهم خرج يهدد المقاطعين بالسجن، وكأن المقاطع ارتكب جريمة، والحال أنه قرر عدم استهلاك بعض المواد حتى تخفيض أسعارها، وهذا حق طبيعي لكل إنسان في كل العالم.

ففي أول الأمر راهن الحزب على الصمت والوقت، قرر الصمت لعل الوقت يكون في صالحه، لكن الشعب المغربي الذي لا يقهر قرر المواصلة شهورا عديدة، فأحس الأثرياء بالضربة المسددة الموجعة، وبينما نحن ننتظر وقفة رجال العدالة معنا، والاستناد إلينا من أجل اقتناص هذه الفرصة والضغط على هؤلاء المصاصين لدمائنا، فإذا هم ضدنا، يعوضون خسائر الشركات من أجل ألا يخفضوا، حتى لا يحس الشعب أنه حقق شيئا باتحاده. لقد ضيعتم الفرصة وذبحتم أنفسكم بأيديكم فتبا لكم.

وفي الامتحان الثاني امتحان إسقاط التعاقد، وبينما كان الحزب يدعي أن التعاقد غير مجدٍ، وأن من أخرجه ليس حزبهم، بل الأحزاب الإدارية مستغلة حالة البلوكاج الحكومي لسنة 2016، وقد صدقناهم في ذلك، فإذا به يعري على أنيابه ضد المحتجين المطالبين بالإدماج في القانون الأساسي لموظفي التربية الوطنية، حيث قرر الأساتذة خوض إضراب دام لما يقارب الشهرين، الأمر الذي كان بإمكان حزب العدالة والتنمية استغلاله لصالحه وخدمة فئة عريضة من المواطنين، وبالتالي يكون إنجازا استثنائيا من طرفهم، واستجابة لقطاع كبير من الأساتذة، وحرصا على عدم ضياع وقت التلاميذ، فيصبحون بهذا أبطالا في عيون كل المغاربة لأنهم حققوا الاستقرار لعشرات آلاف الأساتذة وحرصوا على عدم ضياع وقت ملايين التلاميذ . لكنهم كعادتهم يصمتون كثيرا، ثم إذا تكلموا زلزلوا أركان هذا الشعب المقهور، إنهم يصمتون دهرا ثم ينطقون عهرا، فإذا تكلموا تكلموا ضد الشعب، وضد الأساتذة، وهددوهم بشتى العقوبات، وبدأوا في تلفيق التهم الجاهزة ضدهم، وفصلوا بعضهم، وأخذوا يخرجون كل يوم بتصريح من طرف رئيس الحكومة الصامت تارة، ومن طرف الناطق المتبجح باسم الحكومة أخرى، فاقت وقاحتهم الوزير الإداري في التربية الوطنية، وأكثر وقاحة من ذلك كله ما قامت به كتائبهم الإلكترونية الشبيبية والذباب التابع لها من الهجوم الشرس والشيطنة للأساتذة.

وزيادة في الوقاحة، إذا سألت أحدهم، ما الذي يفعله الحزب بالأساتذة؟ يجيبك بأن الوزارة ليست تابعة للحزب، طيب، صدقناكم، لكن ألا تعلمون أن الناطق باسم الحكومة من قياديي حزبكم، ورئيس الحكومة هو رئيس حزبكم؟ فماذا تقولون؟ فيجيبون أن الحكومة عبارة عن ائتلاف وليس من حزبنا فقط، طيب صدقناكم، ولكنكم ترأسون الحكومة ولكم في فيها الأغلبية ولستم مجرد حزب مشارك فقط فنعذركم، وإذا لم تستطيعوا تنفيذ سياستكم وأنتم ترأسون فمتى تستطيعون ذلك؟ وإذا لم تستغلوا الوضع الاعتباري لصالحكم وتقرروا ما يصلح للشعب، فأنتم حقا لا تستحقون إلا الذل، فهنيئا لكم بذلكم.

وفي الامتحان الثالث، امتحان الهوية، سقطوا أيما سقوط، عند أول امتحان حقيقي، إذ تخاذلوا وتراجعوا كمن حرر منطقة ثم سلمها للعدو، وسنرى التبرير يتلو التبرير فانتظروا، وإن الحزب كان يدعي المرجعية الإسلامية حتى إذا رأى الإخوان سقطوا ــ وهم ثابتون على رأيهم ــ في الوطن العربي، تنصل مدعو المرجعية عندنا من مرجعيتهم، بل تخلوا عن هوية الحزب الإسلامية، وقالوا إنه حزب وطني، ثم إنهم فرعوا رؤوسنا وصدعونا بالهوية المغربية، وأن الفرنسية يستحيل أن تسود في عهدهم، أو أن يسمحوا بها، فإذا هم يضعون الأسلحة في أيدي العدو يفعل بها ما يريد. ولعدو نعرفه أحب إلينا من صديق لا يُؤْمَنُ جانبه، فتبا لكم أيها المتخاذلون، لا عشتم ولا عاش من دعا لكم أو دعمكم بعد الآن.

وفي انتظار سقطة أخرى أتحفونا بمبرراتكم الواهية، آه، نسيت أن الساقط لا يسقط. خسئتم أيها المتخاذلون.

المعركة لم تنته بعد

يجب على كل الأحرار والحرائر القادرين أن يتحملوا المسؤولية كاملة في هذا الباب، والأمر مازال تحت السيطرة، وذلك بأن يرفعوا دعوى قضائية إلى المحكمة الدستورية لإسقاط هذا القانون المسخ الذي يعارض الدستور والواقع الوطني، هذا الذي يتبنى لغة غير اللغة الدستورية والواقعية للدولة، وبالتالي فهذا خرق سافر لأسمى وثيقة قانونية متعاقد عليها، وكأنما وضعت هذه الوثيقة ليتم خرقها كل مرة، لكن هذا الأمر بإمكاننا إيقافه إن ظافرنا جهودنا من أجل ذلك.

فلنتكتل من أجل عزتنا وكرامتنا.

 

والسلام على الأحرار والحرائر.

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

maghribiii

المافيا الملكية

إذا كان الملك يتكلم الفرنسية في المحافل الدولية والزيارات الرسمية المتبادلة وهو ٱول من يجب عليه الحفاظ على الهوية المغربية واللغة الرسمية للبلاد والعباد وبصفته الدستورية كحامي الوطن والمواطنين ولهذا ٱطاحوا ببنكيران وٱجاؤوا بالطرطور الأخرس

2019/07/21 - 03:48
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات