شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

كركاج خيالي للجماهير الطنجاوية في ديربي الشمال

لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

المثقف "الفولكلوري"

المثقف "الفولكلوري"

زهير دارداني

یقول "إیمانویل كانط" في مقاله الشهیر بعنوان "ما هو التنویر" ؟ والذي كان في سیاق المناقشة التي طرحتها المجلة الألمانیة الشهیرة"مجلة برلین الشهریة" على مجموعة من المفكرین ، وكان رد كانط موجها للسؤال الذي طرحه أحد القساوسة البروتستانت " یوهان تسولنر" وذلك في معرض انتقاد الأخیر لفكرة الزواج المدني ودفاعه عن الزواج داخل الكنیسة باعتبار ذلك أفضل للدولة ، وقد طرح هذا القس عبارة تهكمیة استفزازية حول تعریف التنویر ؛ كیف ینادي البعض بالتنویر قبل أن یعرفه لنا؟ فأجاب كانط بطریقة شمولیة : التنویر هو هجرة الإنسان من القصور ، والذي یرجع إلى الإنسان ذاته ، فهو لا یعود إلى قصور في الفهم أو العقل، ولكنه نقص في الإرادة والجرأة في استخدام العقل.

من هذا المنطلق فلیس عبثا أن نستحضر عصر الأنوار وأحد أكبر فلاسفته كانط الذي دافع بشدة عن مشروع السلام، والذي تم انتقاده في ملحق بعنوان " نقد الفلسفة الكانطیة"من مشروع آخر بعنوان "العالم كإرادة وتجلي" للفیلسوف السیئ المزاج "آرثر شوبنهاور" أحد أكبر أعداء الفلسفة "الهیغلیة" شأنهم في ذلك شأن كراهية "فولتیر" "لروسو"، أو حتى تهكم "ماركس" "لكونت" لنكشف عن أحد أسباب العائق الابستمولوحي الذي تعانیه العلوم الاجتماعیة في مجتمعنا ، والذي یتمثل بالدرجة الأولى في معادلة قد لا نجازف بالقول أنها معادلة غیر متكافئة ، بل هي معادلة مهندسة خاصة وأن السیاق التاریخي یختلف بسبب عدة متغیرات لعل أبرزها سیرورة العولمة التي غیرت من إحداثیات (repères)هذه المعادلة بین متناقضین ألا وهما : التاریخ وما بعد الحداثة .

وعلیه سنراهن في هاته الورقة عن إماطة اللثام حول "بولیمیك" الدائر رحاه بین الكلاسكیین وما بعد الحداثویین، والذي ألقى بظلاله حول مفهوم "المثقف" هذا الأخیر أصبح ماركة مسجلة حول التوصیفات وتم تجاوز التوصیف الكلاسیكي بكونه (باع الماتش) إلى مفهوم "المثقف الخبزي" مرورا بالمثقف "العنكبوت" والمثقف "الحلزون"، لنركز على مثقف آخر من نوع "فولكلوري"،له ممیازته، و طرائقه، ومناهجه، وأدواته یقوم بتجدیدها دوما وفقا للسیاقات الزمنیة المعولمة كي لا نقول المابعد-حداثویة ، باعتبارنا مجتمع مازال لم یتلذذ بعد بطعم الحداثة فما بالنا بما بعد-الحداثة . 

إذن من هو المثقف الفولكلوري؟ماهي مناهجه؟طرائقه؟إلى أي حد یمكن مسائلة البرادیغم ما بعد حداثوي الذي تم إسقاطه على مجتمع كلاسیكي لیس على مقاسه ؟ هل نستطیع الحدیث عن واقع فولكلوري ومنظومة فولكلوریة ؟ هذا ما سنحاول التعرف علیه ضمن هذا الكوكتیل السوسیو-فلسفي بدء بأعمال مابعد الحداثویین ونظرائهم الكلاسیكیین ، ومقاربة الموضوع من فلسفة التاریخ وفق ثقافة الاعتراف دائما، محلقین بذلك عبر سماء الفلسفة الألمانیة المغطاة هاته المرة بسحابة مدرسة " فرانكفورت" النقدیة المتأثرة بأعمال "كانط" وبالضبط الجیل الرابع المهتم ببرادیغم الاعتراف. 

تجدر الإشارة إلى أن مفهوم الفولكلور یحیل على المأثور الشعبي الذي یمیز فئة عن أخرى، لها مواصفاتها المؤثرة على سلوكیات الناس وتصرفاتهم ، وقیمهم ومبادئهم، وهو أصناف: فولكلور شفوي كالأمثال الشعبیة وفولكلور ثقافي كالأخلاق والقیم وفولكلور طقوسي كالزواج والمهرجانات.

لكن بالنسبة لمجتمعنا ، فقد یشك المرء في نسق فولكلورنا المتعدد المشارب والألوان، تارة ما بعد حداثوي وتارة لاهوتي وتارة شعبوي ولیس شعبي، فولكلور تجاوز ألوان "الطیف" وألوان "قوس قزح" لدرجة أننا نتوجس من عمى الألوان (الدالتونیة)، والسبب بسیط نظرا لكون الفولكلوریین لا لون لهم.

ولتقریب القارئ من علاقة الفولكلور بما بعد الحداثة فیجب أن نشیر أن البرادیغم مابعد-الحداثوي لیس مشكلا في حد ذاته، إن تم إسقاطه على واقعنا حتى وإن لم یكن على مقاسنا، ٕلكن المشكل هو بعض الفولكلوریین الذین یجدون في هذا المنعطف فرصة للركوب على ماضینا ومناهجنا وأدواتنا والتي كانت إلى وقت قریب أكثر قربا من واقعنا المعاش ، بل عرفت سبر أغواره واختبار تضاریسه، ویطالبون بتجاوزها وكأننا في مجتمع ذاق نكهة التنویر، محاولین إیهامنا أنها تدخل ضمن نطاق تمفصلات كونیة ودینامیات سوسیوكونیة، وحبذا لو كان الأمر یتعلق بالضرورة المنهجیة التي استعملها أحد أكبر فلاسفة ما بعد الحداثة " میشیل فوكو " في مفهوم الممارسة الخطابیة ، إلا أن الأمر لا یغدو سوى غطاء تبریري لشرعنة الاستیلاب (l'alienation) المعرفي ، بعدما استحال الاستیلاب المنهجي، وهي عملیة لا تقل سخافة عن ذلك السكولائي الذي یرید أن یتعلم السباحة قبل أن ینزل إلى الماء ...! وتلك هي اللطخة الأبدیة فوق البشریة، شبیهة بتوصیف "نیتشه" للمسیحیة عندما اعتبرها مصاص دماء الإمبارطوریة الرومانیة.

فالخطاب لا یحاكم من خلال مقولاته ورموزه وصلاحیاته وإنما من حیث تكیفه الموضوعي والابستمولوجي للتاریخ، وهو ماعمل علیه أحد رواد الفكر المغربي، یتعلق الأمر بالراحل "عبد الكریم الخطیبي" والذي استطاع تحلیل النظم الثقافیة المادیة والرمزیة ، ومزج الفقه بالسوسیولوجیا عبر تخلیص الجهاز المفاهیمي من النزعة الكولونیالیة وطبع البرادیغم المغربي بإعادة امتلاك الهویة، وهي المهمة التي انعكف علیها جیل جدید من الباحثین المغاربة أمثال عبد االله حمودي، حسن رشیق، عبد الجلیل حلیم ، رحمة بورقیة، المختار الهراس، مليكة البلغيتي، فاطمةمسدالي، فاطمةالمرنیسي، ومع صعود الإسلام السیاسي ظهور كتابات محمد الطوزي في تحلیل الحركات الدینیة بالمغرب .

عبد الكریم الخطیبي الرجل الذي عاش غریبا ومات غریبا أصبح الیوم یطاله النسیان خاصة وأن بعض الفولكلوریین(ات) یطالبون(ن) عبر رفع شعار لاهوتي: "إكرام المیت دفنه" (26فباریر2019).وشاءت الصدف أن یكون الیوم على بعد أیام قلیلة من ذكرى وفاته العاشرة (16مارس2009)، فحتى بوردیو قد ووري جثمانه (2002)، وتم استحضار فكره في ذكراه العاشرة (2012) وهو ما یؤكد أن الشعار المرفوع یحیل على میتافیزیقیة مقنّعة، فالأجدر بهم (ن) كان هو رفع شعار "مطرب الحي لا یطرب".

إن صاحب "الذاكرة الموشومة" و "النقد المزدوج" یملك كل شروط الجدارة الفكریة ، یجعلنا نرفض وبكل جرأة تشیيء اسمه، فعبد الكریم الخطیبي لیس اسما سیاسیا أو ریاضیا أو ذو فكر ادیولوجي كي نكتفي بإطلاق اسمه على الشوارع أو الساحات أو بعض مرافق المؤسسات، بل یتطلب منا إعادة إحیاء فكره، والمصالحة معه ، فحتى اسمه ذو دلالة رمزیة مرتبط بالمقدس الذي صادف یوم ولادته، لذلك فلیس من الصدفة أن یهتم الرجل بالصراع حول الرمز ،وكم هو مؤسف أن یحتفل بمیلادك ملایین الناس وبعد موتك یطالب البعض بالزج بك في غیاهب النسیان.

وكما سبقت الإشارة إلى ذلك ،فالمشكل لیس في الفكر مابعد حداثوي بقدر ماهو أنطولوجیا خالیة من أي معرفة هویاتیة ،هي أنطولوجیا تلهث وتركض بلغة"سیجمونت باومان" وارء الاثنولوجیا، لم تستطع حتى استنساخ ماوصل إلیه نظرائهم الغربیون إن أردنا القیام بمقارنة اصطناعیة ، أنطولوجیا تختلف عن مثیلتها عند "مارتن هایدغر" الذي رفض تسمیة الوجودیة (الوجود/الموجود)، كما تختلف عن السبینوزیة في الطبیعة الطابعة والطبیعة المطبوعة ، أو حتى مع "میشیل فوكو" في كتابه تاریخ الجنسانیة والذي رفض فیه بشكل قاطع تبعیة العقل للجسد، كون أن العقل هو نتاج للمعرفة التصنیفیة ،في حین أن الجسد یختلف باختلاف الحضارات، وأن تاریخ البشریة شاهد على أن الحضارة أسِّست من خلال سیطرة العقل على الرغبة .

وهذه هي الأعمال التي تشفع لما بعد الحداثویین بتجاوز الثنائیات ولیس المطالبة فقط من أجل المطالبة كما یفعل الفولكلوریون ،مطالبة شفهیة شعبویة ،في ظل العقم الإنتاجي اللهم إذا استثنینا التحلیق الیتیم (orphelin) عبر سماء الأرض الموریتانیة.

عندما یطالب الفولكلوریون بتجاوز الثنائیات الكلاسیكیة العزیزة على قلوب الكولونیالیین ،ویغمضون أعینهم عن ثنائیة (عرب/أمازیغ) التي جاء بها الظهیر البربري 1930 فهذا واضح أن التاریخ شاهد على مجازر البعض وهو ما یتطلب تذویبه لصالح الاثنولوجیا ، بالاضافة الى ثنائیة أخرى یتغافلها الفولكلوریون وهي ثنائیة( السیاسي/الدیني)، أولیس شعار التنویر "الوطن للجمیع والدین حریة فردیة" ؟

عندما یطالب الفولكلوریون بتجاوز الثنائیات ،لماذا یطبقون أفواههم عن ثنائیة (الإحسان/التنمیة)؟ فالفقر الذي نعانیه الیوم هو فقر قیمي ،هو فقر أخلاقي ،حتى الهشاشة فهي هشاشة وعي وإدارك conscience et perception, ومن وجهة نظر "فكتوریة" فالبؤس ٕالیوم هو بؤس فكري یلقي بظلاله على البؤس المورفولوجي ، إن أردنا الحدیث عن سیمیولوجیا اثنولوجیة .

أما التنمیة فهي حدیث ذو شجون ،تنمیة حریة بلغة " امارتیاصن" تسائل كل المخططات التي أعدت لها سبقا ،خاصة وأنها في شطرها الثالث والأخیر ،تجربة هندیة فوق أرض مغربیة، لم تسبقها تنمیة توعویة إداركیة وهو ما حث علیه الخطاب الملكي في أكثر من مناسبة بتغییر العقلیة، عكس ذلك سیظل قطار التنمیة معطوبا وسیتأجل معه جواب عن سؤال :هل هي المعاناة في التنمیة أم تنمیة المعاناة؟

مع العبور دائما ، ولكن هاته المرة نخلع عنا الطابع المعولم ،لیس حبا فیه أو من أجل سواد عیونه،یتحول المثقف الفولكلوري إلى شبح معولم اللهم بعض القفزات البسیطة وكأن الأمر یتعلق بمباراة لكرة المضرب في دوري "ویمبلدون" أو "رولان غاروس"شبح شبیه بالأشباح الموجودة على مستوى التنظیمات ،الاختلاف فقط كون الأخیرین یتحكمون في مناطق الشك/الارتیاب ،في حین أن الشبح المعولم هو من یصنعها بالاعتماد على عامل الزمن أوالسلاح الفتاك الذي یملكه البعض بسبب قوة الرأسمال الرمزي ولا یملكه البعض الآخر(dardani2019).

وها نحن نشهد طقوس عبور فولكلوریة یتحول من خلالها صاحب "الأنا الكلي" بالمفهوم الفرویدي من "اللوفتان" بلغة "جون لوك" إلى "سبیدرمان" أو الحاكم المطلق(هكذا تكلم زاردشت) ذو أنانیة مفرطة(إنسان مفرط في إنسانیته) شغله الشاغل فقط هو بلترة كل ماهو كلاسیكي بغیة تجاوز "الفوبیا" التي یشكلها أصحاب المذهب التاریخاني عبر خطابات شعبویة تنم بعمق عن هابیتوس فولكلوري ینصهر في منظومة فولكلوریة خاضعة لنموذج انقسامي modèle segmentariste، فتتم التضحیة بالبریئ لغفران خطایا المذنبین (نیتشه ، عدو المسیح).

وبالعودة إلى مفهوم الممارسة الخطابیة فقد نجد تعایشا لعدة ثنائیات :الموضوعي والذاتي/المعرفة والسلطة/العلم والادیولوجیا /الدیني والسیاسي وهو ما یؤكد بجلاء أن الفكر مابعد-حداثوي لیس مشكلا في حد ذاته، إن كان فكرا تتطلبه الضرورة المنهجیة والتي تفرض على طالبه كما هو متعارف علیه أكادیمیا أن یتم التجاوز أو لنقل المجاوزة وفق مقاربات ومناهج وأدوات ،أما إن كان الأمر یتعلق فقط بشعار مطرب الحي لا یطرب فلا بأس أن نذكر بموقف الكلاسیكیین لكي نعطي لكل ذي حق حقه ،بعدما ناقشنا التوجه مابعد الحداثوي والذي نذكر مرة أخرى باعتبار أن المسألة تتعلق بكل ماهو لاهوتي، أنه بریئ من الفولكلوریین براءة الذئب من دم یوسف، مادام الحدیث قد جّرنا إلى التحلیق عبر سماء الأراضي الموریتانیة، وهو مافرض علینا أیضا أن ننتقل من عالم الحشرات(المثقف العنكبوت) إلى عالم الزواحف(المثقف الحلزون) وصولا إلى عالم الفكر البري (المثقف الفولكلوري) لنشهد عالم الذئاب والقطیع والراعي ،وهذا العالم یعزلنا عن قادتنا القدامى ویحول غرائزنا ضد أنفسنا وفق منطق "جینیالوجي" ویولد "وعیا شقیا" یشبه سلوك القطیع و الإعتماد على راع لیبین لنا الطریق، فالمجتمع یروض الذئب كلبا ،والإنسان هو أكثر الحیوانات تدجینا على الإطلاق ،أما القطیع فتعیش طوال حیاتها تخاف من الذئب وفي نهایة المطاف یأكلها الراعي.

وإخلاصا منا لما جاء في بدایة هذه الورقة مع فلسفة التاریخ ،فلابد لنا أن نذكر موقف الكلاسیكیین والذي نستهله بعبارة "المجتمع تاریخ" ،هكذا مدون في الأدبیات الكلاسیكیة خاصة مع "غي روشیه" وبالضبط الجزء 3 من كتابه علم الاجتماع .یكفي فقط أن نتساءل هل التاریخ هو سیرورة خطیة كما جاء مع "اشبلنجر "و "فیكو"؟ أم أن التاریخ هو دورة تكاملیة كما جاء في عصبیة "ابن خلدون"؟ أم التاریخ هو دورة لولبیة كما یعتقد بذلك "كوندرسیه" و"أوجیست كونت" في الاتجاه التقدمي؟ وهل تقدم العلوم الاجتماعیة الذي یطالب به الفولكلوریون یوازیه تقدم الإنسانیة الذي عبر عنه "فولتیر"، أم أنه تقدم نحو سلام دائم كما یحلم به "كانط"، أو حریة للروح كما ظن "هیجل" ، أو نمو لمجتمعات بدون طبقات وفقا لنموذج "ماركس" صاحب القولة التاریخیة: " لا جدوى من دارسة المجتمعات بدون العودة إلى التاریخ ". 

ختاما ،سواء تعلق الأمر بشعار "إكارم المیت دفنه" أو حتى بشعار "مطرب الحي لا یطرب" وإخلاصا منا للقبعة السوسیولوجیة دائما، فاستحضار المقاربة السوسیو تاریخیة مسألة حتمیة في العلوم الاجتماعیة ،عكس ذلك سنظل تائهین مع الفولكلوریین ، باحثین نعم ..ولكن باحثین عن ماذا ؟ باحثین عن وردة وسط "مزبلة" أو باحثین عن حب في "میترو" لا نملك تذكرته!!

هذا الحب ، لن تكون نتیجته المنطقیة سوى زواج كاثولیكي فولكلوري، مهره فلسفة العبور ،طقوسه مصممة على المقاس ، ومدعویه ما هم في الحقیقة إلا بروفایلات فولكلوریة یتوزعون إلى أصناف: صنف یمثل "توجیهة" كتمویه (ضرب على الشعا) ، وصنف یهوى مواقف البرولیتاریا الرثة، أما الأغلبیة فتطبِّل وتهلِّل للاستیلاب وتنطبق علیهم مقولة "إذا كان رب البیت بالدف ضاربا ..فشیمة أهل البیت كلهم الرقص"، أما العریس فهو ذلك المثقف الفولكلوري "سبیدرمان" العاشق لثقافة الفوضى الخلاقة بلغة "جورج بالاندییه" في زمن العولمة أو اللكزس على حد تعبیر "توماس فریدمان" تلك العولمة التي سمتها "ساسكیاساسن" بالحیوان الذي یصول ویجول بقوة وبسرعة متعاظمة، أنتجت لنا واقع المتناقضات الجینیالوجیة الفولكلوریة، واقع الانعكاس والضدیة ، واقع المفارقات الطقسیة ، واقع اللامكان/اللازمان/اللاهویة/اللاذات ، إنه بكل بساطة واقع اللایقین l’incertitude.

فلترقد روحك بسلام یاصاحب العبارة الجمیلة :" النصوص لا تتكلم لوحدها إلا إذا سألناها، وهي تجیب فقط عن الأسئلة التي تطرح علیها" عبد الكریم الخطیبي ،النقد المزدوج ،2000

      "كن جریئا في استخدام عقلك" إیمانویل كانط .

*لائحة المصادر والمارجع*

1_نیتشه، نقیض المسیح، مقال اللعنة على المسیحیة، ترجمة علي مصباح ،منشوارت الجمل ،ط1 ،بیروت بغداد، 2011 

2_ عبد الكبیر الخطیبي، النقد المزدوج ، منشو ارت عكاظ ، الرباط 2000. 

3_ سیجمونت باومان ،الحداثة السائلة ،ترجمة حجاج أبو جبر ،الشبكة العربیة للأبحاث والنشر ،بیروت ،ط1، 2016 

4_باروخ إسبینوزا، علم الأخلاق، ترجمة جلال الدین سعید،مركز دارسات الوحدة العربیة، ط1،بیروت،أكتوبر 2009.

5- michel Foucault ,histoire de la sexualité ,la volenté de savoir, éditeur: Gallimard,1janvier 1994

6_ جون واتربوري، أمیر المؤمنین ،الملكیة والنخبة السیاسیة المغربیة ،ترجمة عبد الغاني أبو عزم، عبد الأحد السبتي، عبد اللطیف الفلق ،مؤسسة الغني للنشر ،الرباط ،ط3، 2013.

7_زهیردارداني، المجتمع الافتراضي وطقوس الجماعة، غشت2019.

 8_ نیتشه ،هكذا تكلم زاردشت ،كتاب للجمیع ولغیر أحد ،ترجمها عن الألمانیة :علي مصباح ،ط1،منشورات الجمل ،كولونیا (ألمانیا)-بغداد،2007.

 9_ نیتشه، إنسان مفرط في إنسانیته ،كتاب العقول الحرة ،ج1، ترجمة محمد الناجي ،افریقیا الشرط 2002.

10_ محمد معروف ،صعود المثقف العنكبوتي في المغرب، هسبریس ،14 ینایر 2015.

 11_ نیتشه ،جینیالوجیا الأخلاق ،ترجمة فتحي المسكیني، منشو ارت دار سیناتر ،ط1، تونس، 2010.

 12_ ساسكیاساسن ، علم اجتماع العولمة ، ترجمة على عبد الرازق حبلى ،ط1، المركز القومي للترجمة، القاهرة ،2014

 13_ هیجل، فینومینولوجیا الروح ،ترجمة وتقدیم ناجي العونلي ،مركز دارسات الوحدة العربیة، ط1،بیروت،أبريل 2016

 

14M.crozier,E.friedberg:l’acteur et le système ,édition du seuil,1977


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات