قاضي بالمحكمة العبرية بالبيضاء يتمنى الشفاء للملك محمد السادس ويكشف كيف يشتغل قضاء الأسرة العبري

بحضور الداكي وعبد النبوي ومهيدية.. افتتاح السنة القضائية 2025 باستئنافية بالدار البيضاء

إطلالة بانورامية مذهلة على مدينة الألفية وجدة من أعلى نقطة

بداية تثبيت أعمدة سقف الملعب الكبير بطنجة استعدادا لاستضافة كأس أمم أفريقيا

تم تحويلها من الملك العام إلى حدائق.. باشا مدينة سطات يهدم واجهات منازل تحتل أماكن عمومية لسنوات

مواطنون يعلقون على قرار إنهاء مهنة حارس السيارات بالمغرب

بناء الوعي امل نحو حلم وطن حقيقي

بناء الوعي  امل نحو حلم وطن حقيقي

يونس حسنائي

 

الأمل هو ذاك الاعتقاد الراسخ في أذهاننا و الذي يجعلنا ننظر للحياة بشكل افضل و ننتظر غدا اجمل يذيب كل احزاننا و يجعل من سواد ايامنا نورا يسطع في افق تتجلى فيه مكونات السعادة و الفرح  .فدونه يمكن ان نصير احياء بلا ارواح او ربما اشباحا تهيم على الارض دون هدف او معنى.

 

يقول الصحفي و الكاتب الامريكي نورمان كازنس : " الامل ليس حلماً ، بل طريقة لجعل الحلم حقيقة"، و هو بذلك يترجم مفهوم الأمل ليتحول الى حلم نسعى بكل جهدنا  ان نجعله حقيقة لها قيمة في حياتنا ندرك معناها.

 

لكن هذا الامل لا يمكن ان يقترن دون وعي بضرورة  الحياة و ادراك الهدف او الغرض من وجوده ، فان يدرك الانسان  مفهوم الانسان الحقيقي  اولا هي اولى الخطوات نحو بناء مواطن منتج و فاعل و قادر على العطاء و يتقن فن البقاء.فالوعي لا يسقط من الخارج لكنه حصيلة ممارسة يومية تقوم بالتدقيق في جميع جوانب الامور و تسعى الى معرفة الاشكالية  فنستخلص النتائج و الاسباب لننتهي الى حل عقلاني يعالج  الاشكالية

 

و نحن هنا امام امران متلازمان مقرونان ببعضهما لا يمكن ان يفترقا ، و هما الامل و الوعي ، فالوعي هو محرك الامل بل و وقوده نحو ان يصل و  يصبح حقيقة بعد ان مر في طريقه عبر محطة الحلم.

 

 لكن بناء الوعي ليس بالامر السهل و الهين فهو يحتاج الى عمل و جهد و تضحية في سبيل انشائه  و بناء صرحه الشاهق وسط بُحيرة  قذرة  تستوطن  فيها جميع الامراض و الاوبئة من جهل و تخلف و انانية  و عدم الاحساس بالمسؤولية . لان كل هذه القذارة هي من صنع من يعشقون الظلام و يتنفسون الشر ، فهو افضل وقت لهم ليمارسوا جشعهم اللامحدود  . و الوعي هو ذاك النور الساطع الذي يضيئ المكان فتنقشع سحب الظلام لتظهر سوءة  الطامعين و الجشعين و محبوا البحيرات القذرة .

 

فاي محاولة لبناء الوعي سيكون مصيرها المقاومة طبعا ، و لن ينتصر هذا الوعي  او تقوم له قائمة دون ادراك حقيقي باهمية بناء الوعي لدى الفرد ثم الجماعة.فهنا يجب ان نعزز قدراتنا في معركة بناء الوعي و نتسلح بالامل  و عدم اليأس ،فاننا قد نتحمل الالم لساعات، لكن لا نرضى باليأس لحظة واحدة ، فاليأس يقتل كل شيء،  و هو موت بلا بعث. .

 

 

 فاذا كما نلاحظ ان الوعي و الامل دائما مقرونان في كل معركة يخوضانها معا ، و لا يمكن ان يكتمل واحد دون الاخر، كما انه لا يمكن ان يكتمل الوعي الجماعي دون الوعي الفردي.

 

فاذا ما تحقق الوعي و اقترن بالامل تحقق حلمنا و وصلنا الى ما نطمح له ، فالطموح هو الغاية الاخيرة و الكبرى  التي تجعلنا نكابد كل هذه الصعاب و نجابه الالم .من اجلنا و من اجل ابنائنا و من اجيال كل الاجيال القادمة ، من اجل ان نرى وطنا عظيما قويا رائدا في جميع مجالاته . من اجل كرامتنا كمواطنين و كبشر اولا .

 

 

فعندما يصل الإنسان إلى أعلى مرحلة الوعي و الادراك فيتسلح بالامل و الطموح , لن يكون إنسانا جديد ولن يكسب شيء جديدا ولكنه سيخسر الكثير , نعم سيخسر القيود والأغلال والبؤس والقلق.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات