عبدالرحيم الفريق
في زمن ما قبل الاستقلال عاش المغرب حالة من الترقب والاستنفار الشامل لمكافحة كورونا الاستعمار الغاشم فاستعمل كل ما يتوفر عليه من لقاح لردع هذا الفيروس الذي كاد أن يفتك بالجسد المغربي ويحوله الى هيكل شبح بين طيات التاريخ ، لقد عمد المغرب الى حالة الطواريء بشكل آخر أمر به الطبيب الجراح الذي تخرج من كلية الايمان سيدنا جلالة الملك محمد الخامس وطبقه الشعب الوفي بكل اخلاص لمواجهة كرونا الامبريالية في عصر الاستعمارات العالمية، استؤصل الورم الخبيث مع تجانس ارادة الشعب وقوته وخبرة الطبيب الجراح سنة 1956 وتنفست الأمة أكسجين الحرية بين الأمم ليعقد المواطن المغربي آماله في العيش الكريم وبدن يخلو من أي مرض أو فيروس يفتك بخلايا جسمه أو بحياته المعاشية اليومية....وتأتي له ذلك في بداية الاستقلال وعزي ذلك لأن الساكنة كانت لا تعرف ارتفاعا في الأعداد البشرية رغم قلة الموارد والاستتمارات، لكن مع تطور العالم أصبحت الاقتصادات العالمية تعرف تطورا ملموسا في كل المجالات سواءا في التعليم والصناعات والفلاحية بل وفي كل المجالات فتحسنت المداخيل الفردية في الأمم العادلة والتي ارتكزت على نمط حقوق الانسان بكل اشكالياته هنا أبحرت سفينة هذه الأمم الى بحر الأمان من جميع الفيروسات المدمرة وحازت على ثقة الشعوب وهذا نابع من النهج الصحيح الذي استتمرثه حكومات تلك الشعوب....أما في حكوماتنا المغربية وباستتناء التي جاءت بعد الاستقلال مباشرة كانت منعدمة الكورونات لكن بعد مرور الأيام بدأت كورونة الأنانية و الاهمال واللامبالات تظهر في الأفق فكانت تزهق أرواح أكثر ما تزهق به أرواح كورونة ووهان الحديثة التي اجتاحت العالم باسره، رغم الأعمال الجليلة التي أمر بها الطبيب الأول وراعي الأمة المغفور له الحسن الثاني محرر الصحراء الذي حصن المملكة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وبعده باني المغرب الجديد جلالة الملك محمد السادس ، علمين جليلين كان هدفهما الرقي بالشعب والوطن الى أعلى المستويات اقتصاديا واجتماعيا وفكريا، لكن العقبة الوحيدة كانت تكمن في خيانة الأمانة المنوطة بأشخاص وكلت لهم مسؤولية الدولة ورعاية المواطن حتى تحسسنا أننا كنا نعيش عصر كورونا منذ زمن بعيد، التي اقتصرت على 80/100 من الشعب أما ال 20/100 الأخرى فكانت تتوفر على لقاح أكتر فعالية الذي تجلى في التحكم بالسلطة وتطبيق الأمر الواقع وأخذ جرعات الماء لأبناء الكبار ولا مجال لباقي أبناء الشعب فليدوموا على عطشهم وليستمروا في معاناتهم الى يوم يبعثون وهنا كورونا1 ، ...في خضم الحديث عشت فترات عمري على الصبر والمعاناة كباقي أبناء جلدتي الفقراء والمهمشين حصلت على الباكلوريا في 1984 وولجت عدة جامعات واجتزت 23 مبارات للتوظيف لكني كنت أنجح في الكتابي وأفشل(ب رفع الهمزة) من طرف أولياء الشيطان رغم أني كنت أجيب أجوبة صحيحة بكل المعايير فكنت أتساءل على أية معايير يتم انتقاء الناجحين رغم أني كنت على اطلاع تام بمستويات بعض الناجحين ، لكني لم أكن أعلم أننا نعيش زمن الكورونا أنذاك وان كان كرموزوماتها تختلك عن تلك التي ظهرت بووهان الصينية. أما المستشفيات فما هي الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، فالاهمال فيروس كورونوي أقوى من كورونا ووهان لأن حصيلة الوفيات كانت ترتفع من يوم لآخر وكأننا نعيش في ايطاليا حين تفشت فيها الوباء....وهذه صفة كورونا المستشفيات التي لا تضم الا الفقراء، أما هم فكانت مصحاتهم خالية من الوباء أو يتداوو في أوربا أو أمريكا...أما المدرسة العمومية فقد عرفت شللا تاما في كل المستويات لأن فعالية كورونتها كانت أقوى وتقاوم بشتى الأدمغة التي تستفحل الوباء بابرة من الطراز البديع الصنع...فالعلم من نصيب أبنائهم وكورونا =(الجهل والأمية) لبقية أبناء الشعب....هكذا نحن نعيش تحت رحمة الله من أنواع شتى من فيروسات كورونا منذ زمن بعيد، فلو كانت كورونا ووهان لا تصيب الا أبناء الشعب المغلوب عن أمره ما رأيت كل هذا الاستنفار القوي يجوب مختلف الشوارع والأرياف والمداشر لأن أنفسهم أغلى من الشعب ، ولو كانت هناك بقعة من الأرض تخلو من الوباء لهاجروا اليها وتركوا المسؤولية بين قائد البلاد والشعب، فالشعب كله يحب الملك حفظه الله وهناك روابط البيعة تجعلنا نكن له الحب والدعاء بالنصر على أعداء الداقل والخارج ، ولولا حب الشعب للمل لرأينا منعطفا آخر تهوي اليه كل السفن ، لكن ارادة الله جعلت من هذه البقعة من الأرض مزهرية وأعني الشعب ومغروسة فيها وردة تفوح عطرا وهي الملك، أما الباقي فهم في مزبلة التاريخ....وقال الله سبحانه {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}
فالمغرب هرم قمته ذهبية القلب والاخلاص قاعدهته كنز أما الخبث فبين القمة والقاعدة ونطلب من الله الهداية والعفو عن تلك الطبقة التي ......وتقطع الصلة بين الشعب ووالي أمره....
وختاما نطلب من الله أن يرفع الوباء والبلاء عن وطننا الحبيب وأن ينصر ويحفظ أميرنا وملكنا وحبيب الأمة جلالة الملك محمد السادس ، اللهم أره الحق حقا وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه، اللهم ألهمه الصواب والحكمة وفصل الخطاب، الله شافيه شفاءا تاما وانصره ولا تنصر عليه .
والسلام على الأمة والمقام العالي بالله