خليل البخاري
يحتفل العالم في 17 يونيو من كل سنة باليوم العالمي لمكافحة الجفاف التصحر .وهي مناسبة لتحسيس وتوعية الرأي العام بخطورة الجفاف والتصحر وكذا بأهمية الحفاظ على البيئة ومكوناتها ولتحقيق التنمية المستدامة ومحاولة إدماج مادة التربية البيئية ضمن المنهاج الدراسي.
ان التربية البيئية تمثل جانبا من التربية الذي يساعد الناس على العيش بنجاح على كوكب الأرض. والتربية البيئية هي تعلم كيفية إدارة وتحسين العلاقات بين الإنسان وبيئته..وتعني كذلك تعلم كيفية استخدام التقنيات الحديثة وزيادة انتاجيتها وتجنب المخاطر البيئية كالجفاف والتصحر والاحتباس الحراري وإزالة العطب البيئي القائم واتخاذ القرارات البيئية العقلانية.
لقد تعددت تعريفات التربية البيئية وخصوصا على المستوى العالمي من خلال المؤتمرات الدولية من بينها كيوطو وجوهانسبورغ ومراكش...
ان التربية البيئية هي مجموعة معارف واتجاهات وقيم لفهم العلاقة المتبادلة بين التلميذ ومحيطه الذي يعيش فيه ويتفاعل معه،تحكم سلوكه ازاءها وتثير ميوله واهتماماته،فيحرص على المحافظة عليها وصيانتها من أجل نفسه ومن أجل مجتمعه..والتربية البيئية هي كذلك عملية تكوينالقيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقديرالعلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيط الحيوي والتدليل على حتمية المحافظة على المصادر البيئية وضرورة استغلالها الرشيد لصالح الإنسان حفاظا على حياته الكريمة ورفقا لمستوىمعيشه.
ان التربية البيئية هي عملية إعداد الإنسان للتفاعل الناجح مع بيئته لما تشمله من موارد طبيعية مختلفة...وهي من الوسائل التي تحقق أهداف حماية البيئة وصيانتها وتشكل بعدا هاما من أبعاد التربية الشاملة والمستدامة لتعديل سلوك الإنسان وتنميته إيجابيا لاعداده للحياة وتكييف معها وتطبيعه اجتماعيا مع وسطه الذي يعيش فيه ويتفاعل معه.
لقد ارتبطت التربية البيئية منذ قيام الحضارة الإنسانية،ذلك لأن التربية تسعى لفهم العلاقات المتشابكة والتفاعلات المعقدة في بيئة الإنسان.
ان التربية البيئية هي عملية تهدف إلى توعية السكان بالبيئة الكلية وتقوية اهتمامهم بها وبالمشكلات المتصلة بها وتزويدهم بالمعلومات والحوافز والمهارات التي تؤهلهم أفرادا وجماعات للعمل على حل المشكلات البيئية والحيلولة دون ظهور مشكلات جديدة. وهذه العملية مستمرة مدى الحياة حتى توجد مساهمة غير منقطعة ومسؤوليةمستم ومتواصلة لبناء هذه البيئة..
في نظري التربية البيئية واحب أسري،مدرسي،جامعي،وطني وكوني.هي نداء عولمي يجن ان تعتنقه الإنسانية جمعاء. فهي تبدأ من الأسرة المؤسسة الأولى التي تنشئ الأجيال. فمن واجب الاسرةان تربي وتثقيف أبناءها ثقافة بيئية قائمة على احترام البيئة وتقديرها والعناية بها والحفاظ عليها من كل أشكال التلوث والانتهاكات البيئية ثم يمتد هذا الواجب إلى المدرسة المؤسسة الثانية في إعداد الأجيال وتوعيتهم بقضايا البيئة. أما الجامعة المؤسسة الثالثة في خلق الأجيال القادمة على الدفاع عن حقوق البيئة من خلال لقاءات وندوات،الهدف منها توعية المجتمع بمدى أهمية البيئة للانسان وكيف يمكن له أن يستفيد من البيئة دون أن يلحق بها الأضرار خاصة ونحن نعيش في ظل متغيرات مناخية يشهدها العالم منذ مدة. لقد أصبح من الضروري توسيع دائرة نشر التعليم البيئي بمؤسساتنا التعليمية والتعريف باشكالية المتغيرات المناخية وسبل مواجهتها باعتبار أن العلاج الصحيح يبدأ من القاعدة أي البيت.
وصفوةالقول،ان الاهتمام بالتربية البيئية بدأ كركيزة أساسية في العملية التعليمية والتربوية واتضحت الحاجة للتعليم البيئي بصورة كبيرة عالميا.واصبحت ضرورة ملحة لان مسألة حماية البيئة والحفاظ عليها قضية تربوية وتعليمية بالدرجة الأولى.