دغوغي عمر
يعد الاجتماعي، فيالتفاعل المجتمع من أكثر المواضيع انتشاراً في ،علم الاجتماع وعلم النفس، وهو الأساس في دراسات علم النفس الإجتماعي، الذي يتناول دراسة كيفية تفاعل الفرد في البيئة، وما ينتج عن هذا التفاعل من قيم، وعادات، وتوجيهات، وهو الأساس في قيام العديد من نظريات الشخصية، ونظريات التعلم، ونظريات العلاج النفسي.
إذ يعد "التفاعل الاجتماعي" بشكل عام، نوعاً من المؤثرات والاستجابات، وفي العلوم الاجتماعية يشير إلى سلسلة من المؤثرات والاستجابات ينتج عنها تغيير، في الأطراف الداخلة فيما كانت عليه عند البداية.
التفاعل الاجتماعي، لا يؤثر في الأفراد فحسب، بل يؤثر أيضاً في القائمين على البرامج أنفسهم، بحيث يؤدي ذلك إلى تعديل طريقة عملهم، مع تحسين سلوكهم، تبعاً للاستجابات التي يستجيب لها الأفراد إليها.
من أهم صفات الكائن البشري، وجود علاقات بينه وبين الآخرين، ومن الأفضل تسميتها بالعلاقات البشرية، بغض النظر عن كونها علاقات إيجابية أو سلبية، وهي بالتالي تختلف عن مفهوم العلاقات الإنسانية، والتي أصبح متعارف عليها بالعلاقات الإيجابية.
يتخذ التفاعل الاجتماعي، صور وأساليب متعددة، فقد يحدث هذا التفاعل بطريق مباشر أو غير مباشر، بين عدد محدود من الأفراد، أو عدد كبير، ويكون عن طريق استخدام. الإشارة، واللغة، والإيماء، بين الأشخاص.
ويأخذ التفاعل الاجتماعي، أنماطاً مختلفة تتمثل في التعاون، والتكيف، والمنافسة، والصراع، وحينما تستقر أنماط التفاعل، وتأخذ أشكالا منتظمة، فإنها تتحول إلى علاقات اجتماعية، كعلاقات الأبوة، والأخوة، والزمالة... الخ.
وقد جرت العادة بين العلماء على التفرقة بين العلاقات المؤقتة والعلاقات الدائمة من حيث درجة الثبات والانتظام والاستقرار فيطلقون على الأولى منها اصطلاح العمليات الاجتماعية بينما يطلقون على الثانية اصطلاح العلاقات الاجتماعية، وهذا يعني أن العملية الاجتماعية ما هي إلا علاقة اجتماعية في مرحلة التكوين فإذا ما استقرت وتبلورت وأخذت شكلاً محدد
تحولت إلى علاقة اجتماعية، وبذلك يكون الفرق بين العملية والعلاقة الاجتماعية مجرد فرق في الدرجة وليس في النوع.
ولقد أشارت الدراسات التحليلية للحياة الاجتماعية إلى أنها تبدأ بفعل اجتماعي يصدر عن شخص معين، يعقبه رد فعل يصدر من شخص آخر، ويطلق على التأثير المتبادل بين الشخصين، أو بين الفعل ورد الفعل،اصطلاح التفاعل.. لذا لابد أن نفرق بين الفعل الاجتماعي وبين غيره من الأفعال الغير اجتماعية، فالفعل الاجتماعي وفقاً لتعريف ماكس فيبر هو: "السلوك الإنساني الذي يحمل معنى خاص يقصد إليه فاعله بعد أن يفكر في رد الفعل المتوقع من الأشخاص الذين يوجه إليهم سلوكه". هذا المعنى الذي يفكر فيه الفرد ويقصده هو الذي يجعل الفعل الذي يقوم به اجتماعياً.
فالاصطدام الذي يحدث بدون قصد بين راكبي دراجتين هو ذاته فعل طبيعي وليس فعلاً اجتماعياً، أما محاولة كل منهما تفادي الاصطدام بالآخر واللغة التي يستخدمانها بعد الحادثة هو عبارة عن فعل اجتماعي حقيقي. والتفاعل الاجتماعي يقوم على أساس مجموعة من المعايير التي تحكم هذا التفاعل من خلال وجود نظام معين من التوقعات الاجتماعية في إطار الأدوار والمراكز المقدرة داخل المجتمع، والتفاعل الاجتماعي أيضاً يؤدي إلى تشكيل الجماعات الإنسانية وإلى ظهور المجتمعات الإنسانية، ونظراً لأن التفاعل الاجتماعي وسيلة اتصال بين الأفراد والجماعات فإنه بلا شك ينتج عنه مجموعة من التوقعات الاجتماعية المرتبطة بموقف معين. إذاً نتوصل إلى أن: التفاعل الاجتماعي هو عدة منبهات اجتماعية متفاعلة تقدمها البيئة الاجتماعية لأبنائها، وتؤدي هذه المنبهات إلى استثارة استجابات اجتماعية لدى المشاركين في هذا الموقف.
يعد التفاعل الاجتماعي وسيلة اتصال وتفاهم بين أفراد المجموعة، فمن غير المعقول أن يتبادل أفراد المجموعة الأفكار من غير ما يحدث تفاعل اجتماعي بين أعضائها.
أن لكل فعل ردة فعل مما يؤدي إلى حدوث التفاعل الاجتماعي بين الأفراد.
عندما يقوم الفرد داخل المجموعة بسلوكيات وأداء معين فإنه يتوقع حدوث استجابة معينة من أفراد المجموعة إما إيجابية وإما سلبية.
التفاعل بين أفراد المجموعة يؤدي إلى ظهور القيادات وبروز القدرات والمهارات الفردية.
إن تفاعل الجماعة مع بعضها البعض يعطيها حجم أكبر من تفاعل الأعضاء وحدهم دون الجماعة.
أيضاً من خصائص ذلك التفاعل توتر العلاقات الاجتماعية بين الأفراد المتفاعلين، مما يؤدي إلى تقارب القوى بين أفراد الجماعة.
ونظراً لأن التفاعل الاجتماعي وسيلة اتصال بين الأفراد والجماعات، فإنه بلا شك ينتج عنه مجموعة من التوقعات الاجتماعية المرتبطة بموقف معين.