كريم باجو
كعاشق للصحافة الإستقصائية التي تعلمتها من قنوات تلفزية ، وقرأت عنها في بعض المصادر ، وكمحب للطريقة التي كان ينقب بها يسرى فودة عن الحقائق التي تلف ملفات برنامجه الذي كان يبث على الجزيرة "سري للغاية" ، فملف السحر والشعوذة بالمغرب كما بكل البلدان التي تدين بدين الإسلام ، يختلط الفهم على كل من يحاول أن يفك شفرات هذه القضايا التي توارثتها الأجيال ، بعلة أنها ذكرت في الكتب المقدسة ،ففي سحر ليلة الدخلة مثلا ، حيث شخصيا قمت على مدى أكثر من سنة وأنا انقب كلما سمحت لي الفرصة بمعرفة هذه الأحداث التي تقع للعريس كتآمر على زواجه في الثقافة الشعبية وعلى لسان من عايشوا هذه التجارب ، وجدت من يحكي لي انه ربما يكون العريس كانت له علاقة مع سيدة وأراد التزوج بأخرى ،فتقوم صديقته بالإنتقام منه عن طريق وضع "تقاف " في قفل أو سكين ذو الزر ، ففي ليلة إحتفاء العريسين بزواجهم ،تكون تلك المؤامرة على الزوج حسب زعم من يعتقدون في هذا أو من يساعدها ،فتتم العملية من طرف الفاعل حسب الزعم بالمناداة على الزوج بإسمه ،فهو يجيب وهي تقفل الفقل أو السكين الذي يعرف " بوناقشة" ويتم رميه في الخلاء أو دفته في المقبرة كي يصعب على الباحث عن حله وفك "التفاف " من العثور عليه ، وطبعا عندما يريد الزوج أن يدخل على زوجته ،يصبح وكأنه متحكم فيه عن بعد ، عندما يتم تفسير الأمر عن طريق أنه تعرض لمؤامرة ،يجرون وراء البحث عن "الفقيه" مخلصهم مما هو فيه ،وتبدأ رحلة البحث عن مكان القفل المدفون أو السكين بواسطة إرشادات الفقيه التي تساعده مخلوقات لا نراها نحن الناس العاديون ، هذا رأي المجتمع ومن إمتلأ عقله بأوهام تصلح أن تعاد للأطفال قبل النوم ، فرأي العلم أن هؤلاء الناس يكونوا لهم مشاكل إما جنسية أو نفسية سكنت عقلهم اللاواعي منذ الطفولة ، وكبرت معهم نحو "ليلة الدخلة ليلة إما يعز فيها الرجل أو يهان " ،فعندما يريد ذلك الذي كبرت معه هذه الأوهام أن يتزوج يستحضر كل هذه المعتقدات والمسلمات التي ورثناها بدون رضانا ،لنصبح في مأزق ماكنا نرضاه لولا التنشئة الطابوهاتية التي علمونا إياها في صغارنا شعارها حشومة "وواش أنت قد هاد الهضرة " .لذا الوقت أصبحت أجدر بنا لتأسيس وتفعيل مادة التربية الجنسية كي لا نرى الماضي يعاد .