أوجار: حصيلة الحكومة - الانتصارات الدبلوماسية للمغرب - مراجعة مدونة الاسرة وفق منظور إسلامي

التجمعية زينة شاهيم توضح بخصوص الجدل الذي رافق مراجعة مدونة الأسرة

أخنوش يصف إنجازات حكومته بغير المسبوقة ويعلن عن خطته استعدادا للانتخابات المقبلة

حزب الأحرار يعلن مروره إلى السرعة القصوى في التواصل مع المواطنين استعدادا للاستحقاقات المقبلة

مهني يعبر عن استيائه مع قرار سحب رخص سيارات الأجرة بعد وفاة صاحب المأذونية

حتى الدجاج البلدي لم يسلم من موجة الغلاء

لماذا كل هذا التعنت يا إسبانيا؟

لماذا كل هذا التعنت يا إسبانيا؟

يحيى طربي

بداية: " !lo siento mucho señoras y señores! " كنت أود أن يكون هذا المقال بالإسبانية، لغة المحتل، لأنه موجه إلى حكام إسبانيا بالدرجة الأولى، لعلهم يفهمون الرسالة و يستوعبون الدرس و يعودون إلى رشدهم، و لكن مازلت أتعلم لغتهم كي أسلم مكرهم اولا، و أعفيهم من عناء الترجمة ثانيا.
أما بعد، صحيح أنها مسألة وقت فقط، لأن المغرب كان، خلال السنوات الأخيرة، منشغلا في إنهاء إجراءات تحرير و استرجاع أقاليمه الجنوبية. و الآن وقد طوى ملف الصحراء، بعد أن اعترفت كل دول العالم تقريبا بالسيادة المغربية على أقاليم و مدن الجنوب، و فتح العديد من القنصليات الأجنبية هناك، ها هو قد بدأ في إجراءات المطالبة بتحرير و استرجاع مدن الشمال ، سبتة و مليلية، و الجزر المجاورة.
لقد توالت، تاريخيا، عدة دول و حضارات عربية إسلامية و أجنبية مسيحية على احتلال مدينتي سبتة و مليلية، و لكن جغرافيا، تبقى المدينتان مغربيتان 100%، و كل وجود أجنبي بهما يسمى استعمارا و ليس شيئا آخرا. إلا أن كبرياء و عجرفة و تعنت جارتنا إسبانيا يجعلها تنسى أو تتناسى بأن زمن الاستعمار قد ولى و حلت محله سياسة وثقافة تصفية الاستعمار.
إن التاريخ الذي يجهله أو يتجاهله حكام إسبانيا و يرفضون تدريسه لأبنائهم في المدارس، هو أن عرب و أمازيغ المغرب و الشام قد احتلوا شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، إنطلاقا من جبل طارق مرورا بإسبانيا و البرتغال و وصولا إلى جنوب فرنسا؛ و مكثوا باﻷندلس زهاء 8 قرون، و بنوا فيها الجوامع و المدارس و المكتبات و القصور و القلاع و الأسوار و الإسطبلات و الصهاريج و الحدائق ... - مازالت تجلب، سنويا الملايين من الزوار و الباحثين و الطلبة من مختلف أنحاء العالم - و علموا أهلها علم الفلك و الطب و الهندسة و الفلسفة و الأدب و الزخرفة و الموسيقى ...، فبالأحرى مدينتي سبتة ومليلية. كما وفروا لليهود هناك الأمن و الحماية من بطش المسيحيين الكاثوليك و الطوائف الأخرى. هذا في الوقت الذي كانت فيه أوربا تعيش في ظلمات العصور الوسطى، بسبب التخلف الفكري و هيمنة الكنيسة و رجال الدين.
ما هكذا يكون الاعتراف بالجميل أيتها الجارة! و هل يقبل حكام إسبانيا اليوم ان يبقي يوسف بن تاشفين و جيوشه في إشبيلية و قرطبة و الجزيرة الخضراء مثلا؟
إن عظمة و قوة الدول المتحضرة اليوم لا تكمن في احتلال الدول، الصغيرة و الضعيفة خاصة، و السيطرة على أراضيها، و إنما في المساهمة في استقرار هذه الدول و عدم التدخل في شؤونها الداخلية و نشر المبادئ و القيم الإنسانية بين شعوبها.
صحيح أن المغرب ليس عضوا دائما في مجلس الأمن، او في حلف NATO، ولا يملك أسلحة الدمار الشامل - علما أن له علماءه و خبراءه  في الفيزياء و الطاقة النووية -، و لكن قوة دبلوماسيته تقهر أقوى الدول مهما تحالفت و تآمرت؛ و سنكون أقوى بعد تصالحنا مع أبناء عمومتنا في إسرائيل، بعد أن كنا أول بلد يعترف بدولة فلسطين و عاصمتها القدس.
فلهذا و من مصلحة إسبانيا أن " تلعن الشيطان " و تحسن جوارها مع المغرب و أن تحترم سيادته على كل مدنه و أراضيه و جزره، و أن تتحالف معه أكثر فأكثر ليس فقط لموقعه الجغرافي المتميز، و كرم سكانه و لطافتهم و سماحة دينهم و غنى ثقافتهم و تعددها، و جمال طبيعته و مناخه و وفرة أسماكه و جودة منتوتاجه الفلاحية و كثرة اليد العاملة الشابة و الغير المكلفة ... و لكن لأنه حليف استراتيجي، يعول عليه في محاربة الإرهاب و تهريب و تجارة المخدرات و الهجرة السرية، و خاصة ضمان استقرار المنطقة الأورو - إفريقية.

و في الأخير نتمنى من جارتنا إسبانيا أن تتحلى بالعقل و بعد النظر و تسلم المدينتين لوطنهما الأم، المغرب، و تحدو حدو بريطانيا و هي تسلم Hong Kong للصين سنة 1997، بطريقة سلمية و حضارية أبهرت العالم. أما التعنت و التشنج في المواقف، و التهديد و " تخراج العينين " لا يحل المشاكل. أ ليس في حكوماتكم رجال حكماء يردون الأمور إلى نصابها؟!
                    و السلام.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات