المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

السياسة والكرة.... حب أم مصلحة؟

السياسة والكرة.... حب أم مصلحة؟

رشيد زيدون

تعتبر كرة القدم وسيلة من وسائل التنمية الاجتماعية والاقتصادية إذ تلعب دورا متميزا في التقريب بين الشعوب خصوصا مع التطور التكنولوجي وتعميم الولوج لخدمات مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن الأثر الاقتصادي يتجلى في حجم الاستثمارات في ميدان كرة القدم سواء تعلق الأمر بالمواهب البشرية أو البنيات التحتية

كما أن كرة القدم تشكل مظهرا من مظاهر العولمة المتمثلة خصوصا في هجرة اللاعبين ورؤوس الأموال عبر العالم دون قيود. بل أن مباريات المونديال تتجاوز، من حيث المتابعة، قمة "الدول السبع" أو غيرها من القمم الدولية ذات الطابعين

.السياسي والاقتصادي

غير أن علاقة الكرة بالسياسة تظل شائكة فهناك من يدعي وجود مصلحة متبادلة بين الطرفين وهناك من يصرح بكون السياسيين يستغلون كرة القدم لقضاء مصالحهم الشخصية بينما توجد فئة ثالثة تدعو للفصل بين السياسة والكرة تجنبا لتضارب المصالح وحتى لاتفقد هذه الرياضة المتعة والجمالية اللتان طبعاها عبر الزمن

وقد استعمل المجتمع الدولي ،مرات عديدة، كرة القدم كوسيلة لفرض أعرافه وقوانينه فمنعت الفيفا جنوب إفريقيا من المشاركة في كؤوس العالم من سنة 1966 وحتى سنة 1994 تاريخ تشكيل حكومة ديمقراطية والقطع مع سياسة التمييز العنصري. مونديال أمريكا عرف أيضا منع يوغوسلافيا من المشاركة بسبب الحرب في البوسنة والهرسك

وفي العديد من المناسبات علق الاتحاد الدولي "الفيفا " عضوية اتحادات دولية بسبب تدخل الحكومة في شؤون كرة القدم كالا تحادين الإيراني والنيجيري

لا تقتصر الأمثلة على منع الفيفا للمنتخبات التي تتدخل حكوماتها في اتحادات الكرة المحلية أوالتي تتعارض سياسة حكامها مع أعراف المجتمع الدولي، فقد انسحبت دول إفريقية وآسيوية من الإقصائيات المؤدية لمونديال السويد 1958 بسبب مشاركة إسرائيل بصفتها دولة احتلال، وألغت الأرجنتين مباراة ودية أمام إسرائيل بالقدس تحت ضغوط سياسية بشأن معاملة إسرائيل للفلسطينين في غزة. أكثر من ذلك، قامت حرب شاملة بين هوندوراس والسلفادور سميت ب "حرب كرة القدم" وذلك نتيجة أعمال العنف التي قام بها المهاجرون السالفادور ضد منشآت هندوراس بعد أن فازت على منتخبهم

الأمثلة التي تبرز استخدام السياسة للكرة كثيرة ومتعددة، فقد استغل حاكم إيطاليا "موسوليني" مونديال 1934 المنظم ببلده للترويج لنظام الحكم الفاشي وصرح "جيوجيو فاكار" رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ،آنذاك، أن "الهدف النهائي من هذه

"البطولة إظهار الوجه المثالي للفاشية في الرياضة

في إسبانيا، عندما أقرت حكومة كاتالونيا جنبا إلى جنب مع أعضاء من البرلمان المؤيدين للاستفتاء موعد الاقتراع، وأصدرت حكومة مدريد أوامر بمنعه، خرج نادي برشلونة عن حياده وقال، جوزيب بيبس، المتحدث باسم النادي : "ما زال نادي برشلونة مخلصاً في التزامه التاريخي للدفاع عن الأمة، وعن الديمقراطية ،وعن حرية التعبير وعن حق تقرير

"المصير، ويدين أي عمل من شأنه أن يعوق ممارسة هذه الحقوق بحرية

في المغرب، ارتبطت فرق كثيرة بسياسيين نافذين وأفل نجمها باختفائهم من الساحة السياسية. فقد عرف نهضة سطات،الذي يمارس في قسم الهواة، أزهى أيامه في عهد ادريس البصري، وزير الداخلية والرئيس الشرفي السابق للفريق، الذي وفر الدعم المالي والمعنوي للفريق مما مكنه من لعب الأدوار الطلائعية بالقسم الأول ومد المنتخب الوطني بلاعبين مرموقين. في عهد ادريس البصري لم تتردد مؤسسات عمومية وخاصة في تقديم الدعم المادي لفارس الشاوية وقدمت شركة الخطوط الجوية الملكية دعما ماليا سخيا للفريق كما بادر مديرها العام،آنذاك، بتشغيل العديد من اللاعبين ومنحهم عدة امتيازات

أندية كثيرة استفادت من دعم أشخاص نافذين من بينها الكوكب المراكشي الذي صال وجال في عهد محمد المديوري، الحارس الشخصي للملك الراحل الحسن الثاني، واتحاد سيدي قاسم عندما كان يترأسه الجنرال محمد الدليمي

حتى الجمهور استخدم شعارات سياسية بالمدرجات، فقد داع صيت أغنية "رجاوي فلسطيني" التي أطلقها أنصار فريق الرجاء البيضاوي تضامنا مع القضية الفلسطينية. وتأتي هذه الأغنية بعد أغنية "في بلادي ظلموني" التي لقيت نجاحا منقطع النظير بالعالم العربي ورفعت شعارات سياسية تنتقد فيها واقع الشباب المزري وتفشي الظلم والفساد

جمهور اتحاد طنجة بدوره أطلق أغنية بعنوان "هادي بلاد الحكرة" موضوعها رغبة الشباب المغربي في الهجرة السرية، ومخاطرته بحياته بركوب قوارب الموت ورسائل بشأن انتشار ظاهرة الرشوة والمحسوبية وغيرهما

تساؤلات عديدة يطرحها الجمهور الرياضي وهو يتابع تهافت رجال السياسية على الفرق التي تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة من أجل ترأس مكاتبها المسيرة حتى أن الكثيرين يقرون برغبة الأحزاب السياسية،من خلال ذلك، في استقطاب أصوات الأنصار في الاستحقاقات الانتخابية القادمة

الأمثلة كثيرة للفرق التي يشرف عليها رجال السياسية كالوداد البيضاوي الذي يترأسه ،برلماني حزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصري وهو نفس الحزب الذي ينتمي إليه عبد السلام بلقشور رئيس فريق نهضة الزمامرة ورئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين. وغادر فوزي لقجع ،رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذا الحزب

"بعد أن كثر القيل والقيل حول تحول الجامعة لقبلة لأعضاء حزب "التراكتور

أما شباب المحمدية فينتمي رئيسها،هشام أيت المنا، لحزب التجمع الوطني للأحرار. وينتمي عبد الحميد أبرشان، رئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة، لحزب الاتحاد الدستوري وماإلى ذلك

هل كرة القدم مسألة حياة أم موت؟ كلَّا، إنها أهم من ذلك بكثير»، هذا ما قاله «ويليام شانكلي»، لاعب كرة القدم الإسكتلندي" ومدرب ليفربول الإنجليزي السابق قبل وفاته بأشهر قليلة

ماهي حقيقة العلاقة بين كرة القدم والسياسة؟ من يستغل الآخر؟ هل هو حب أم مصلحة؟

 

أسئلة كثيرة تطرح بإلحاح في انتظار أن تتضح الرؤية


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات