المغرب يسجل حضورا قياسيا وغير مسبوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب وينال إشادة عالية من الزوار

ممرضو الغد... ينظمون وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ويطالبون بالتعويض عن التداريب وعدم خوصصة القطاع

حملة مراقبة صحية صارمة صارمة للمحلات التجارية والمطاعم بطنجة

مفتقر: اختيار المغرب ضيف شرف للمعرض الدولي للكتاب بالشارقة فخر كبير لنا

انتفخ جسده قبل وفاته.. مطالب بفتح تحقيق في وفاة طفل بالمستشفى الجامعي محمد السادس

انعقاد الاجتماع الدوري للخلية المحلية للنساء والأطفال ضحايا العنف بوجدة

المثقف بين الثقافة العالمة والثقافة الشعبية

المثقف بين الثقافة العالمة والثقافة الشعبية

عزالدين عيساوي

النخب المثقفة في غالب الأحيان تتجه للثقافة العالمة و تنكمش على نفسها مبتعدة عن عامة الشعب، بحيث تتصور نفسها في مرتبة عالية تخول لها السيادة الثقافية، و أحيانا تمارس الوصاية الثقافية. و بعض هذه النخب و خاصة الأنثروبولوجيين يهتمون بالثقافة الشعبية و يدرسونها لكن بمنطق نخبوي، حيث تبقى دراساتهم و أبحاثهم في دائرة النخبة. بعض المثقفين الشعبويين ينهج طريقا آخرا، و هو الاهتمام بالثقافة الشعبية بمنطق شعبوي، حيث يبذل جهودا مضنية لنشر الثقافة الشعبية و الاحتفاء بها دون تساؤل و دون تمحيص. الرهان الحقيقي، في نظري، هو كيف يستطيع المثقف المهتم بالثقافة العالمة أن ينزل من برجه العاجي و يخاطب عامة الشعب و يسمح لهم بتطوير ثقافتهم الشعبية من خلال ما يمدهم به من ثقافة عالمة. و في المقابل، كيف يمكن للمثقف أن يستفيد من التجارب الحياتية للناس و من ثقافاتهم لكي يبلور تصورات و مفاهيم تغني الثقافة العالمة. في رأيي، يجب إعادة النظر في ماهية المثقف و في الأدوار التي يجب أن يلعبها في المجتمع. المثقف ليس ذلك الذي يأخذ ميكرفون و يتحدث في ندوة علمية أمام نخبة معينة، أو ذلك الذي يتوفر على شهادة جامعية، و إنما هو ذلك المثقف العضوي الذي يكون جزءا من مجتمعه حقيقة، بحيث يعيش مع الناس كواحد منهم محاولا أن يفيدهم و يستفيد منهم دون تعال و لا سقوط في الشعبوية. فالمثقف بهذا المعنى يستغل كل فرصة ممكنة لكي يتحدث مع الناس، و يتبادل معهم الأفكار و التصورات، فهو يناقش في المقهى، على شاطئ البحر، في السوق، في الجامعة، في الحافلة ...الخ. فكل لحظة تفاعل مع الناس يستثمرها المثقف و يجعلها فرصة تعلم له و لغيره


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات