الملك محمد السادس يترأس حفل إحياء ليلة القدر ويؤدي صلاة العشاء والتراويح جلوسا

في ليلة القدر... البيضاويون يتوافدون إلى كراج علال وسط ازدحام شديد

هي أم ومهندسة.. الفنانة وداد لمنيعي تصنع الحدث في رمضان بأدوار جديدة حازت إشادة كبيرة من الجمهور

ليلة القدر.. وقتها وعلاماتها الصحيحة وأفضل العبادات فيها

إحباط محاولة تهريب مـخـدرات بين المحمدية وبوزنيقة

مشاهد صادمة تُظهر الدمار الناجم عن انفجار قنينتي غاز في حي الرحمة

شتان بين خطاب وخطاب

شتان بين خطاب وخطاب

بوسلهام عميمر

خطاب ملكي مسؤول، يمتح من قاموس مفعم بالإيجابية. قاموس منفتح على آفاق واعدة،

تهم مصلحة الشعبين معا، وكذا شعوب المنطقة المغاربية كلها. يهم نموها و استقرارها و

أمنها، و قوتها في ظل التكتلات القوية، أقلها الدول المغاربية مجتمعة. خطاب يتسم

بالواقعية في أبعد حدودها، ولا يحمل مسؤولية الوضع الشاذ بين المغرب و الجزائر لطرف

دون طرف، مؤكدا أنه لا يشرف بلدين جارين، ما يجمع بينهما أكثر بكثير مما يفرق بينها.

وضع محرج أمام المنتظم الدولي كما ورد في الخطاب الملكي. خطاب بصريح العبارة

يؤكد أن البلدين ليسا جارين فقط إنهما توأمان، لا مجال لجسم غريب يفرق بينهما. خطاب

كله رغبة أكيدة لطي صفحة الخلاف، بما أن ما حدث يدخل في أطار التاريخ، لا يد فيه

يؤكد جلالته بصريح العبارة لا له، ولا لرئيس الجزائر الحالي أو لمن سبقه. فلم الإصرار

على التشبث بمخرجاته، التي انتفت منذ مدة كل دواعيها ؟

لكن للأسف لا حياة لمن تنادي، و بضدها تعرف الأشياء. فبدل الرد الإيجابي يكون في

مستوى الدعوة و ثقلها بما أنها من أعلى هرم السلطة في الدولة المغربية، بما يعود على

الشعبين بالرفاه والتقدم، بل و يمكن أن يكون طوق نجاة حتى بالنسبة لهم، إذ في المبادرة

حلول لجل مشاكل بلدان المنطقة المغاربية، بدل هذا ركب عسكر الجزائر رؤوسهم

ووضعوا أصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم، فلم يجدوا غير خطاب البلطجة والعنتريات

و إساءة الظن، و الإمعان في تكرار أسطوانتهم المشروخة حد القرف، حول دعم بلد

المليون شهيد لكل الثورات التحررية في العالم، في خلط فادح وتمييع فاضح للحركات

التحررية الحقيقية، التي لا غبار على نضالها ضد مغتصبي أراضيها وناهبي ثروات بلادها

وبين شرذمة من المارقين تنكروا لوطنهم الذي ازداد به معظمهم، و وضعوا أنفسهم رهينة

لدى دول تعاني عقدا مركبة اتجاه المغرب، فارتكبوا جرائم متعددة الأوجه، أولاها في حق

وطنهم المغرب كل هذه العقود، ثانيها في حق إخواننا المحتجزين في مخيمات العار

يسترزقون بمآسيهم، ثالثها في حق الشعب الجزائري الشقيق، تخول للعسكر الادعاء بأنهم

في حالة تهديد بمساندتهم للشعب المزعوم الذي يفتقد لأي مقوم من مقومات الشعوب؛ لا

أرض معلومة وبالتالي لا حدود، ولا تاريخ يدل على وجوده، ولا عدد سكان يؤهله. فباسم

هذا الدعم العدواني ضد المغرب يُقمع أي تحرك يطالب بحقوقه في العيش الكريم، و باسم

دعم الجبهة الانفصالية تلهف ثروات البلاد. إنه لا مصلحة لعسكر المرادية في حلحلة

المشكل المفتعل جنوب بلادنا. إنهم يتشبثون بسمفونيتهم الممجوجة حول حق الشعب

الصحراوي المزعوم في تقرير مصيره تشبث الأعمى بعكازه، بما أنها تضمن استمرار

قبضتهم الحديدية على كل مفاصل البلاد. فالعقلاء من الجزائريين، يؤكدون أنه إذا كان من

شعب يجب أن يتمتع بهذا الحق، هو الشعب الجزائري الشقيق. إنه يخرج بالملايين منذ

سنوات من أجل الكرامة والتمتع بثروات بلاده والحرية والديمقراطية، والتي لا يمكن أن

تتحقق سوى بعودة العسكر إلى ثكناتهم. فمكانهم الطبيعي حماية الثغور وليس احتلال

القصور. قاموسهم يمتح من الماضي المتخلف، لم يتزحزح عنه قيد أنملة يورثه السابق

للاحق، وكأن الزمن توقف بهم عند محطة الحرب الباردة في ظل القطبية الثنائية يومذاك.

إنهم يتشبثون به ليس لسواد عيون هذه الإيديولوجيا أو تلك، إنما لأنه يبقيهم على رأس هرم

السلطة، يحكمون خلف من يُعيِّنونه بطريقة أو بأخرى، ويفرضونه بالقوة على الشعب.

فبدل أن يرد رئيس دولة على دعوة رئيس دولة، بالدبلوماسية المفروضة وفق المعايير

الدولية المرعية، سارع جنرالهم المخبول عبر جريدة الجيش للتهجم على المغرب ورموزه

بأسلوب منحط، ليس فيه مثقال درة من خطابات رجالات الدول مدنيين أو عسكريين، مهما

 

كان بينهم وبين غرمائهم من خلافات ومنازعات وحروب حتى.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة