بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

وزير الأوقاف يكشف عن رأي المجلس العلمي الأعلى من تعديلات مدونة الأسرة

أشغال الجمعية العامة للغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة

رئيس الحكومة يشيد بتوجيهات جلالة الملك المتعلقة بمراجعة مدونة الأسرة

أنا عربي..أنا أمازيغي..!! أو خرافة النقاء العرقي عند غلاة العرب والأمازيغ

أنا عربي..أنا أمازيغي..!! أو خرافة النقاء العرقي عند غلاة العرب والأمازيغ

المهدي محمد

 

لقد تضافرت عوامل الموقع والجغرافيا والتاريخ في تشكيل شخصية المغرب وهويته المتفردة بتنوعها الإثنى والعرقي والثقافي ، وانتماءاتها الافريقية والأمازيغية والعربية الإسلامية.. فالمغرب يضم عددا كبيرا من المجموعات القبلية، تنقسم إلى مجموعات عرقية ،لكل منها عاداتها وتقاليدها وإرثها الحضاري المتميز، كما أن لغالبيتها أماكن وجودها المعروفة، فسكان المغرب خليط من الأجناس والألوان، حيث كان القطر بحدوده الحالية منطقة جذب لكثير من العناصر البشرية، فقد استوعب عبر مراحله التكوينية أعداداً كبيرة هاجرت إليه من مختلف الجهات، والتنوع في المجموعات العرقية يتبعه تنوع مماثل من ناحية الألسن المتداولة  المسماة "لهجات" وهي في الحقيقة لغات ضاربة في التاريخ، تتعدد أعراقه ولغاته إلى درجة أصبح يعرف بمغرب الشعوب لما فيه من التعدد العرقي والديني واللغوي.

    وقد ذهب معظم الباحثين والمهتمين بموضوع الهوية، إلى أنها هي الكيفية التي يُعرِّف الناس بها أنفسهم على أساس العرق، الاثنية، الثقافة، اللغة، الدين. ويمكن لهذا الانتماء أن يحدد ويؤثر على مساهمتهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلادهم، فأصبحت مشكلة مثيرة للجدل والحوار بين المفكرين ، فهناك من يقول بعروبة المغرب وهناك من ينادي بإفريقيـتة ،وهناك من يذهب إلى أمازيغيته  ،ويُقرن كل عنصر من هذه العناصر بمسحة إسلامية متأصلة ذوبت هذا وذاك في مزيج متجانس .

    ويرى المهتمون بالهوية الإثنية أنها هوية كلية واعية بنفسها ، تعطي أهمية للون البشرة واللغة والدين ومكان الإقامة، والإثنية تُلصق هذه العناصر بمجموعات كلية كأنها خصائص كامنة فيها ،ذات تقليد تاريخي وتراثي، في الوقت الذي تُعتَبرُ فيه فكرة الوراثة والنسب ومنطقة الميلاد والأصول والاشتراك القربي من المكونات المركزية في وصف الهوية ، وأي من هذه الخصائص والمكونات يمكن استدعاؤها منفردة أو مجتمعة بوصفها دعوى مزاعم في مواقف معينة لتحقيق مكاسب محسوبة.. وهنا تلعب الأيديولوجيا لعبة التورية والتوهيم ،قصد تسجيل أكبر عدد من النقط على حساب الآخر.

   إن مسألة الإنتماء والهوية في المغرب هي مفهوم عميق ،بقدر ما هو إحساس يُعَبّرُ عنه بفخر واعتزاز، ولا يُتنازل عنه إلا بالإكراه مع أنها قابل للتغير والتبدل ببطء شديد، والانتماء يمنح الفرد في العادة شعوراً بالعزة والكرامة، وخاصة عندما تطرح انتماءات وهويات مختلفة في إطار تنافسي واحد بشكل يوجِبُ ترتيبها، ما يضطر الناس في بعض الأحيان لإبراز الشعور بالتأرجح تجاه انتماءاتهم وهوياتهم.

   إن للهوية خصائص رمزية لا محسوسة ، معقدة لا بسيطة ، وهي كثيرة: دينية - ثقافية - لغوية - اثنية -سياسية - تربوية- اقتصادية- انتروبولوجية - ايديولوجية .. فحس الانتماء يتوسع بتوسع انتماءات الفرد وانشغالاته وتجاربه وعلاقاته وتفاعلاته، حتى إن التلاقح الفكري والحضاري - بما فيه الاستعمار ـ يضيف خصائص جديدة للهوية.

   يتضح مما ذكر سابقاً ،أن المغرب بتنوعه الإثني وتعدد هوياته وموقعه الاستراتيجي يتميز بتعدد أجناسه ومنحدرات العرقية واللغوية، فهو مزيج بين العروبة والأمازيغية والإفريكانية ـ بمسحة إسلامية كما سبق ذكر ذلك ـ والقاسم المشترك بين الجميع هو المواطنة وحق الجميع في الوطـن، غير أنه ينبغي أن يبقى للإثنيات الحق في  إبراز عاداتها وتقاليدها حسب انتماءاتها لتلك المجموعات.

   ففي مغرب اليوم ، لا يملك أي مُـدّع الجزمَ في انتمائه الإثني ولا في أصله العرقي،لأن التعايش بين كل الأطراف والتزاوج فيما بينها أنتج عرقا جديدا له خصائصه الوراثية المميزة ،هو الجنس الجنوب متوسطي، وهذا ما تثبثه الدراسات الجينية الحديثة، وفي هذا أبلغ ردّ على مُدّعي النقاء العرقي ممن يعتقدون أنهم أمازيـغ أقحاح ،و نفس الشيء بالنسبة لمن يدعون أنهم عرب أقحاح..إن شعارالنقاء العرقي الذي يرفعه بعض المندسين من هذا الفريق وذاك ،هو اعتقاد مؤسس على عنصرية مقيتة ،ترى إلى الآخرين باعتبارهم عناصر هجينة لا تستحق الحياة.. وهذا لعَمري لَهُوَ قمّة الإقصاء والاندحار القيمي والإنساني، لا يضاهيه سوى الادعاء الصهيوني بنقاء الجنس اليهودي وأفضليته على الأجناس الأخرى،أو خرافة نقاء الجنس الآري وأحقيته في استعباد الإنسانية..فهل نحن أمام نازية جديدة أو صهيونية جديدة تحت دعوى النقاء والتفرد العرقي ؟؟. فكلنا للوطن والوطن للجميــع ، وقيمة الفرد تتحدد بقدر ما يقدمه من خدمة للوطن ولأبناء الوطن بل وللإنسانية جمعاء .


عدد التعليقات (4 تعليق)

1

سميرة

جميل جدااا

برافو شكرا على المقال.. لقد وضعت المقط على الحروف

2013/01/11 - 03:34
2

dadi_soul

ما أعجبني أكثر

يتضح مما ذكر سابقاً ،أن المغرب بتنوعه الإثني وتعدد هوياته وموقعه الاستراتيجي يتميز بتعدد أجناسه ومنحدرات العرقية واللغوية، فهو مزيج بين العروبة والأمازيغية والإفريكانية ـ بمسحة إسلامية كما سبق ذكر ذلك ـ والقاسم المشترك بين الجميع هو المواطنة وحق الجميع في الوطـن، غير أنه ينبغي أن يبقى للإثنيات الحق في إبراز عاداتها وتقاليدها حسب انتماءاتها لتلك المجموعات.

2013/01/11 - 03:36
3

الرباطي

نحن مغاربة والسلام

نحن مزيج من الأعراق والأجناس ، من الأمازيغ والعرب والأفارقة والفنيقيين و اليهود والرومان والوندال والأندلسيين .. وهذا ما يعطينا كجنس مغربي تميزنا وحيويتنا والقدرة على التعايش والتواصل مع جنيع شعوب الأرض

2013/01/11 - 07:09
4

ز ا ر ة Z A R A

....ولو طارت معزة....!!??

....لهذ السبب كمثال بسيط للظلم لااقبل العنصرية المقيتة للاما زيغي ..... .....كن نزيها ابها الكاتب القاضي المحترم : ....اريدك ايها القاضي ان تضع نفسك مكان امازيغي في قفص الاتهام في محكمة ما -القاضي يسرد الاتهامات على الامازيغي ويطلب الجواب..... ادا محما د لم يفهم شيئا لايرد.... -القا ضي : زميلك "القاضي" بعد المداولة ينطق بالحكم....حكمت المحكمة......??!! ...اذا لم تروا كل هذه المنكرا ت ايها المثقفون فهنيئا لكم بهذا العنا د.....

2013/01/11 - 10:55
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات