روعة منطقة ميشليفن بعد التساقطات الثلجية الأولى التي عرفتها مدينة إفران

حموني ينتقد الحكومة بسبب الدعم السخي الموجه للاستيراد دون انعكاسه بشكل ملموس على جيوب المواطنين

الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري توقع اتفاقية البرنامج التكميلي لتأهيل عمالة المضيق-الفنيدق

الجرافة تهدم عددا من واجهات المحلات التجارية والمنازل المخالفة للقانون بسطات

أجواء رائعة بسويسرا المغرب مدينة إفران

مهني يكشف ل"أخبارنا" سبب ارتفاع أسعار الدواجن بالأسواق المغربية

الاحتلال عقَدي، ويراهن على نسيان الألم!!!..

الاحتلال عقَدي، ويراهن على نسيان الألم!!!..

سعيد المودني

محتوى الملف السابق كان متمحورا حول سقوط ومكر الغرب بصفته "الأخ الأكبر" الحضاري اليوم.. وقد بدأناه بمحاولة بيان تهافت قيمه وترهلها حتى على المستوى النظري البحت، وعرّجنا على عنجهيته وأنانيته وتغوله وفضوله ومؤامراته ونفاقه -وهو القوي- على مستوى الممارسة.. كما حاولنا إظهار تجذر الباعث الديني في جل ممارساته الفردية والمؤسساتية، وحضور البعد العقدي وتأطيره لكل سلوكاته في صراعه مع المسلمين،، مع حرصه الشديد على إضمار ذاك التجذر وطمس إخفاء ذلك الحضور..

في هذا الملف سنعرض محاولات تتعرض للأوضاع في بعض زنازين هذا المعتقل الأعرابي الممتد.. إما ما يختص منها بزنزانة معينة، أو ما يشمل المعتقل كله كصفة جامعة..

وأعيد التذكير أن جل هذه المقالات هي نتيجة متراكمة لتدوينات ومنشورات ومتعلقات "فيسبوكية"، تم نشرها على مدى أمد من الزمن، ثم تم تجميعها وتفييئها.. وهذا ما قد يوجِد في مواضيعها بعض التكرار أو الترابط أو التداخل، من جهة، ومن جهة أخرى يجعلها "جاهزة"، وغير محينة، بحيث لا تساير أحداث الساعة ولا المستجدات الجارية والوقائع الآنية..

في هذا الملف إذن، وحتى لا نُضيع صلة الوصل كلية، فإنا سنبدأ بفلاشات من أرض الرباط والمرابطين، زينة البلدان، أرض المحشر،، فلسطين المغتصبة.. والرابط هو أن المغتصِب المحتل هو صنيعة الغرب المدللة.. بل هي(الصنيعة) ربيبته من عشيقته المتملكة لتلابيب قراراته: الصهيونية العالمية وخلفيتها الدينية، ما يسحب سياق ومنطق المقالات الأخيرة السابقة، أي يؤكد أن الإطار العام للاحتلال هو وازع عقدي.. لكن "سياسيينا" لا يجرؤون،، وليس لهم صلاحية توصيفه بهذا الوصف.. وغاية ما استطاعوه أنهم، وقبل حقبة "التطبيع/التضبيع" الشائعة اليوم، تتبعوا تدرُّج المنظّرين المعربين(أو في أحسن الأحوال النقل عن المنظرين الحقيقيين الفاعلين في السياسات الدولية)-تنازليا- في "تحديد" الصراع حتى اختزلوه وأفردوه ونزلوا به إلى مستوى "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي"، بعدما كانوا ينعتونه بـ"الصراع العربي-الإسرائيلي" في يوم من الأيام.. أما بالنسبة لي، فإني أرفض توطين الصراع حتى بين العرب وغيرهم، لأن الصراع ليس عربيا صهيونيا كما يودون إظهاره.. وإلا، إذا كان الصراع مع غير العرب فقط، فيجب التصالح مع المنحدرين من بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع، والمهاجرين من اليمن والمغرب وتونس... وهم عرب منهم من هو في قمة هرم حكم العصابة الصهيونية..

إن المحتلين هجّروا، ويُهجرون منتسبي "دينهم" من كل البقاع نحو أرض مغتصبة بتكْلفات مادية وأمنية ولوجستية مهولة، ويحصرون جنسيتها عليهم، ثم يقال أن الصراع ليس دينيا، وإنما هو صراع "قومي"، أو "صراع مصالح"،، مع أن مصالحهم هي ما يحققه لهم "العرب" في عقر دورهم!!!..

إن الصراع ليس قوميا ولا عرقيا.. هو صراع عقدي بين المسلمين و"التلموديين" ومؤيديهم من إنجيليي العهد الحديث، وما "الصهاينة" إلا "وجه إعلامي" لهم.. فالمصطلح بالكاد يكون ظهر قبل أمس في سلم الزمن، أما الأعداء بـ"دينهم" ذاك فقد ذكرهم ربي في كثير من سور كتابه العزيز الذي أُنزل إلينا قبل 14 قرنا، وهم كانوا ولا زالوا يسمسرون في المسلمين ويكيدون لهم من قبل الخندق وإلى غاية اليوم، وفي كل بقاع العالم.. بل إنهم من يقف وراء كل مشاكل المسلمين دون مبالغة..

إن الكيان الصهيوني، وكما يثبت ذلك هو نفسه في مواثيقه، هو "دولة" يهودية دينية لاهوتية متطرفة في الأصل والهدف والمنطلق والمنشأ،، وكل من ينفي هذا، لا نقول أنه مكابر،، بل هو متآمر مأجور ولو عن جهل..

إنهم 16 مليون فرد، 8 ملايين في فلسطين، و8 في باقي العالم، منهم 5 في نيويورك، يمولون ماليا وإعلاميا ولوبيا إخوانهم المستوطنين في فلسطين،، إذن أين هم "غير الصهاينة" منهم؟؟!!!..

إن الأمر محض تلبيس صادر عن أصحابنا الـ"لايت" الذين يريدون أن ينزلوا بين منزلتين، ويخترعون لنا من أجل ذلك المصطلحات ويبنون عليها مواقف. أما هم فملتهم واحدة، لم يحسنوا حتى تجاه خالقهم الذي أنزل علهم المن والسلوى، ولا نحْو من نجاهم من فرعون ومن الغرق..

إن المحتل كيان عنصري سرطاني غاصب.. ومن فرط غباوته أنه يراهن -كما راهن كل المحتلين من قبله- على عامل الوقت لينسى أصحاب الحق الفلسطينيون احتلال هؤلاء اللقطاء لأراضيهم، والحال أن هذا وهْم متلبد متبلد يأبى التبدد، ناشئ عن الغشاوة التي تتغشى إدراكهم المتكلس.. ذلك أنه لا يمكن أن يتصور عاقل "نجاح" أو استمرار نموذج سيء في زمن التدوين والتوثيق بالصوت والصورة لتعبئة الآباء والأجداد والأبناء والأحفاد والإخوة، وفي عصر انفجار الوعي الحقوقي، وفي قمة فورة الرغبة في الرفاهية والكرامة والمحاسبة والمساواة، وفي عز أوان التفتق الإعلامي والمعلومياتي وما يتيح ذلك من تواصل وإبداع في مجال التعبير والإقناع والنقل، والإصرار على التشبث بالحقوق والمطالب، والصبر عليها، والتخطيط والسعي الحثيث لتحقيقها..

 

لا يمكن المراهنة على نسيان الألم والمعاناة أو التطبيع معهما..

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات