عبد الرحيم هريوى
-في عالم سياستنا؛إنهم لايغيرون الأحزاب فقط بل يغيرون حتى قاموس لغتهم السياسية، وذلك حسب مواقع تواجدهم، أي وهم في الأغلبية كانوا أم هم في صف المعارضة..!؟!
-لا أفهم شيئا في مخرجات، كهكذا أحزاب ومجالسها السياسية بهذا الوطن ،وهي تتنقل بين أغلبية الأمس ومعارضة اليوم، وذلك حسب الحاجة والطلب، ولما لا تجد لها موطئ قدم مع بعض رفاق أغلبية الأمس، فهاهم تراهم يعارضون معارضة عبر أكثر من محطة و بكلام سياسي جديد /قديم ومألوف،وبلمسات تقنية لا تخلو من ذكرها للمؤشرات الاقتصادية،وهم يربطونها جدليا بتوترات اجتماعية على الأبواب، والإجراءات الضريبية الجديدة، ومواردها المرتقبة واقتصارها في التقرير المالي على المأجورين، وبلغة غياب الطموح والإبداع لدى مكونات الأغلبية الحكومية الحالية،وموضوع التشغيل ونسبة النمو والقروض والتكلفة الباهظة لخدمة الدين الخارجي وهلم جرا..!
-هي في مجمل القول الصائب ، أسطوانة مشروخة يتم تداولها حينما تصطف للجهة الأخرى، وتحسبن نفسك بأنك بالفعل تعارض، وأنت لست بمعارض ولا هم يحزنون .. وحتى إذا ما اعتبرناها كذلك ، فإنها معارضة بدون أنياب..!
لكننا نتفهم هكذا مواقف حين يتم تغيير توجيه بوصلتك بدون إرادة منك،ويتم إنزال مظلتك من السماء في مكان أنت غير راغب وخائف البثة في النزول فيه، لكن الرياح القوية دفعتك بقوة ،وما حصلت عليه من هكذا أصوات قليلة تكون بالكاد قد جمعتها تبعا لمكانتك اليوم، ووزنك وقيمتك في الوسط المجتمعي، للجهة التي أنت رافض لها. وبذلك يصدق فيك القول التالي :
-وتجري الرياح بما لا تهوى سفينتك..!
- وحينذاك ليس من أجندتك إلا أن تغير قاموسك السياسي بين قوسين،وبين عشية وضحاها تصير معارضا شرسا لأصدقاء الأمس، والذين كنت تدعمهم بالليل والنهار،وفي كل القرارات اللاشعبية، ما دمت تتواجد بينهم بشروطك وطلباتك،ولا يمكن أن تتبدل لغتك السياسية حينها تحت شعار القولة"
- و كم أشياء قضيناها بتركها"
-أو لا عين شافت ولا قلب وجع" على حد قولة للمغاربة لما تتواجد قرب الشهد ولك حصتك من العسل المصفى…!
-لكن ألا يعتبر ذلك ضحك على الذقون ،وسخرية ما بعدها سخرية..!؟!
قد تكون مشبعة برؤية فردانية في التدبير والتسيير والحكامة للشأن الحزبي بهذا الوطن العزيز،والذي يستحق الكثير والأفضل مما نراه ونعيشه اليوم ..
سؤال..!؟!