حموني: موضوع مدونة الأسرة لم يحسم بعد والتواصل الأعرج للحكومة هو من تسبب في انتشار مغالطات كثيرة

حجز مجموعة من مواد البناء وأشياء أخرى موضوعة بطريقة غير قانونية بسطات

حملة تحرير الملك العمومي بسطات تغلق متجر كازيون

مواطنون يعبرون عن سعادتهم بالتساقطات الثلجية والمطرية التي تشهدها المملكة

الثلوج الكثيفة تغلق الطريق المؤدية إلى إفران بشكل كامل

بعد هدم سوق بالدار البيضاء تجار يعبرون عن فرحتهم بالسوق النموذجي الجديد

"الإيرانويون" بين الانبهار والتعصب للطائفة، وانتقائية المقاومة2

"الإيرانويون" بين الانبهار والتعصب للطائفة، وانتقائية المقاومة2

سعيد المودني

تابع..

إن العادي والبادي والرائح والغادي يعلم علم اليقين أن تحرير فلسطين لن يحدث بحال قبل تحرير كل الحظائر المسماة زورا "دولا عربية/إسلامية".. وعليه فإن المقاومة الحقيقية المؤدية، بالضرورة والتبعية، إلى تحرير الأراضي المحتلة بشكل مباشر، واسترجاع الإرادة المسلوبة من هؤلاء الكراكيز العملاء الجباة، الجاثمين على صدورنا، أقول أن المقاومة الحقيقية هي مقاومة الاستبداد/الاحتلال المفوض الذي يضمن بقاء اليهود فوق أراضينا، وكبراؤهم من وراء البحار يسلبون خيراتنا، ويعيثون فينا فسادا، وينفثون فينا سمومهم...!!!.. ولا يخفى أن عمود هذه المقاومة هم التيارات الإسلامية القابضة على الجمر، المؤدية لضريبة الأمانة، الذين أبادهم الثلاثي البعثي-الفارسي-الروسي/الأرثودوكسي.. وعليه، فإنه، وإن كان لإيران فضل على المقاومة الفلسطينية، ولها ذلك، فإن شرها على الأمة أيضا لا يخفى، لأن مساعدة أولئك المقاومين لا يعطيها صك الغفران، ولا يطلق يدها لتأبيد الطغاة، وسرقة الثورات، وقتل الشعوب، وتدمير البنيان، وتخريب البلدان، وأقصى ما يمكن أن تمثله هو شر كثير خُلط بخير قليل.. وهذا أمر عادي، لأن الشر المطلق أو الخير المطلق هو شيء نادر الوجود، ذلك أن الله تعالى في معرض تحريمه محرمات ذكر لها وجها للخير وأوجها للشر، والتحريم مناطه رجحان الشر..

من جهة أخرى، وبعيدا جدليات المقاومة، وتوسيعا للدائرة لتتجاوز الداخل إسلامي/إسلامي إلى علاقات إيران البعيدة،، لا يمكن تجاهل أوجه الريبة التي تخيم على كثير من أنشطة وعلاقات هذا البلد الغريبة، خصوصا تنامي المد الشيعي في كثير من ربوع العالم، حيث فعل التشييع والتشيع فعل فعلته، واكتسحت "الطائفة" الكثير من ساحات المعسكرات السنية التقليدية، سواء في الأقطار المعربة، أو في بلاد قوم عيسى، ووقع الاستقطاب حتى لبعض "مناضلي" الحركات الإسلامية(ممن أعرف هنا، وأيضا هناك في المهجر(أوربا وأمريكا وكندا) أين قذفت بهم الأقدار الإلهية)، بفعل "اجتياح" الحزب اللبناني المجنس، والأجهزة الإيرانية الطائفية(وهذا من حقهم ما وجدوا فراغا)، وما ظهر واستتر من المنظمات الأهلية الشكلية، والأذرع المخابراتية المموهة... فعمل الناس عملهم، وأبهروا المقيمين، عوامهم، وطلبتهم،، بل وحتى المثقفين المناضلين السابقين في الحركات والحراكات السنية..

وبغض النظر عما إذا كانت القوة السياسية الشيعية المسيطرة والبارزة في المشهد تمثل المذهب الشيعي "العقدي" أم هي منفصمة عنه، وإنما تكتفي باقتباس وتقمص اليافطة فقط، فإن تمدد الهيمنة الشيعية في البلدان العربية، وكذا في بعض بلدان أوربا وأمريكا، بهذا الشكل المثير يطرح عدة تساؤلات حول السر، هل هو قوة ذاتية للشيعة، أم أنهم مسنودون بقوى دولية وإقليمية من وراء ستار؟؟!!!..

وتزداد مشروعية التساؤل كلما وقعت أحداث مريبة لا تفسرها مظاهر العلاقات الدولية، والتي تستلزم عكس ما يحصل على أرض الواقع، كما هو الشأن حينما يكون التعامل بين النقائض المفترضة كما هو الحال بالنسبة لأمريكا وإيران، حيث تغض أمريكا الطرف عن كل ما يتعلق بالتجاوز أو التوسع الذي يمارسه "المعسكر الشيعي" في كل بقاع الشرق الأوسط(لبنان، العراق، سوريا، اليمن، البحرين(الدفاع الاستثنائي المحتشم عن جمعية الوفاق)...).. كل هذا في مقابل ضبط وتشدد تقوم به شرطية العالم تجاه كل ما هو "سني"(طالبان، عراق صدام، القاعدة، داعش، الإخوان، بورما، إفريقيا الوسطى، مالي...)، مع أنها نفس الحالات، وتقتضي إعمال نفس المبدأ!!!..

ولأمريكا مكسب في ذلك ومغنم، ولها فيه هدف وغاية، كما لها استراتيجية وتكتيك، وبمشروعية الحفاظ على مصالحها المادية وقيمها المعنوية في لُجج الصراع الحضاري الأبدي، فإن لها فيه أيضا حق ومبرر.. فإفساح أمريكا المجال للشيعة للاستقواء يتيح خلق حالة من تكافؤ القوى الذي يعوض اختلال الديمغرافيا و"الشهرة" لصالح السنة، قصد إطالة أمد الصراع الداخلي إسلامي-إسلامي، في أفق إبادة بعضهم بعضا،، فلا تفقد أمريكا في ذلك روحا، ولا فلسا... 

 

طبعا ليس سهلا أن يستساغ افتراض تحالف إيراني-غربي خفي، لكن أيضا لا يمكن هضم مَشاهد المسرح.. وأدنى ما يمكن أن يقال أن في الأمر إن، وكثيرا من حتى..

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات