حموني: موضوع مدونة الأسرة لم يحسم بعد والتواصل الأعرج للحكومة هو من تسبب في انتشار مغالطات كثيرة

حجز مجموعة من مواد البناء وأشياء أخرى موضوعة بطريقة غير قانونية بسطات

حملة تحرير الملك العمومي بسطات تغلق متجر كازيون

مواطنون يعبرون عن سعادتهم بالتساقطات الثلجية والمطرية التي تشهدها المملكة

الثلوج الكثيفة تغلق الطريق المؤدية إلى إفران بشكل كامل

بعد هدم سوق بالدار البيضاء تجار يعبرون عن فرحتهم بالسوق النموذجي الجديد

لا أملك غير الأحلام

لا أملك غير الأحلام

محمد الزموري

لم ينفك الإعلام المعاصر عن الحديث عن تطور مفهوم حقوق الإنـسان بـشكل عـام وحقوق المرأة بوجه خاص، حتى يخال السامع أن قضايا حقوق المرأة ومعاناتها في طريقها إلى الزوال والذهاب إلى خزانة التاريخ، ويصبح الكلام عنها ترفا من الحديث.

ومن باب الأمانة العلمية، فلا يمكننا انكار المكتسبات التي راكمها المغرب في مساره التنموي، حيث تنبه بأنه لا يمكن معالجة قضية المرأة بمعزل عن المسار الحقوقي والديمقراطي وحقوق الإنسان في المغرب نظرا للعلاقة الجدلية بين المراكز القانونية والاجتماعية التي وصلت إليها المرأة والمساحة المتاحة للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وبعد أن صادقت المغرب على العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، شهدت في أوائل عام 1990 مرحلة هامة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان إذ صادقت على العديد من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) واتفاقية حقوق الطفل في عام 1993 إضافة إلى البروتوكولات والمواثيق الملحقة بهما. كما أنشئت العديد من المؤسسات لإرساء دولة الحق والقانون، وفي صميم هذه الحركة الحقوقية كانت قضية المرأة حاضرة بامتياز، حيث خضعت العديد من النصوص في القوانين المدنية والجنائية والأحوال الشخصية للتعديل بهدف إقرار المساواة والتوازن في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل.

لكن وبالرغم من هذا الاجتهاد التشريعي، لازال للأسف وضع المرأة بعيدا عن معالجة حقيقية وفعالة فمفهوم حرية المرأة يتجاذبه طرفان، كل منهما ذهب بعيدا في مطالبه وأطروحاته. طرف ينادى إلى نشر حريات المرأة بشكل مطلق، وعدم فرض أي معايير أو قيم أخلاقية عليها، بل وغالبا ما يربط انحلال تلك

المرأة الكامل بالتحرر والتقدم. أما الطرف الآخر فهو ليس أقل تطرفا من حيث فرض قيود على المرأة تجعل منها مجرد وسيله في الحياة يتم استخدامها حين الحاجة إليها، دون أن يكون لها أدنى حق في الرأي والاختيار، وتلك القيود في الحقيقة كلما كثرت، كلما دلت على تنامي التنشئة الاجتماعية الموغلة في الحرمان.

كلا الطرفين يهتف بذات الشعارات تقريبا، فكلاهما يقول أنه يصون كرامة المرأة بإعطائها حريتها أو سلبها إياها، و كلاهما يقول أن دور المرأة في المجتمع يجب أن يكون أكبر، سواء في السياسة أو في المطبخ، وننتهي في الأخير إلى أن كلا الطرفين فاشي أكثر من الآخر، ولو ارتدى أحدهما ثياب المدنية والآخر ثياب الرجعية.

ولأنني لا أملك غير الاحلام، ففي ذكرى يومك العالمي سيدتي، ونحن على أعتاب ربما تحولات جيواستراتيجية جديدة ما بين المعسكرين التاريخيين، تراودني أحلام بحجم السماء.

 

أحلم بمسيرة أنثى عارمة ترد القطار إلى السكة. يا فتيات آكادير المضيئات في الليل كنجوم بعيدة.. يا فتيات فاس المحفوفات بالخالدين الراسخات في الأرض يا سيدات الدار البيضاء يا سفن النجاة ومصابيح الهدى يا فتيات الجنوب الممشوقات كالرماح في معركة يا فتيات طنجة المتوجات بعشق الوطن، العاليات كأناشيدٍ منسية يا فتيات الشرق المتمردات على شتاء الأحزان يا سيدات مراكش الطافيات في السواقي كأحلامٍ تائهة يا نساء العاصمة يا للعيون السود الشامخة في كبريائها أيتها المغربيات المخيمات على سماء بلدي و أيامه، كغيوم من الإغراء تتلبد في صدور العاشقين.. أنتن الوطن؛ وإني مهزوم أمامك يا وطني، فانتصر


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات