بحكمة الله والعصا.. شيخ جبلي يتحدى مهندسي الجيولوجيا في اكتشاف المياه الجوفية ضواحي تطوان

رغم الأمطار.. اندلاع حريق مهول أتى على مساحات واسعة من غابة منطقة الزرقاء ضواحي تطوان

صدق أو لاتصدق.. الموز "البنان" يباع ب6 دراهم بميدلت

كدش تنظم مسيرة احتجاجية بالبيضاء ضد قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS

تطبيقات النقل تهدد مصدر عيشهم.. سائقو سيارات الأجرة بطنجة يناشدون السلطات لإنقاذ القطاع

مدرب صن داونز كاردوسو يبرر الهزيمة أمام الرجاء

الإسلام وحدة واحدة شاملة4

الإسلام وحدة واحدة شاملة4

سعيد المودني

تابع..

إن أكثر من مليار ونصف من البشر يُحسبون على هذا "الدين" وينتمون لهذه الأمة، وهم متقاعسون في الدفاع عنه،، وهي أسفل سافلين،،، وحاشا لله أن يقود دين الله المرتضى إلى الحضيض، إنما الخلل حتما في فهم وتَمثل وتطبيق مقتضيات الانتماء كما يجب.. ذلك أن الانتماء لا يكون بالادعاء أو التمني أو حتى النسب(والقاعدة تنطبق على الانتماء لأية مؤسسة فكرية كانت أو سياسية أو عقدية أو بنيوية...).. بل هو يقاس بالالتزام والتوغل والدفاع والبذل والتضحية.. وإلا كلنا ندعي الانتماء لأسرنا أو لبلدنا أو مجتمعنا أو حينا أو مدينتنا أو مؤسستنا الوظيفية أو الجمعية الأهلية أو النقابة المهنية أو الحزب السياسي...، غير أنه لا ينفع ادعاء المقلّ، بل ربما الضارّ، الذي إن لم يفسد لا يصلح، مقابل الباذل الصالح المصلح.. لا يستويان مثلا..

إن مقتضى "الانتماء" يُلزم المنتمي الدفاعَ عن دين الله بكل مكوناته الغيبية والرمزية والتشريعية والتعبدية... والغضبَ لانتهاك محارم الله، والجهادَ في سبيله، والعملَ على إعلاء كلمته ونشر دينه وتحقيق شرعه وتحكيم شريعته... وتحمُّل المشاق في سبيل ذلك والتكاليف..

كما أن مقتضى الانتماء يفرض على المسلم أن يؤمن أيضا بضرورة الوفاء والإشعاع والنفع في النسبي والمطلق، وتقديم كل ذي بال ما أمكن، وأن يؤمن كذلك أنه وصي على الأمة، بل على الإنسانية جمعاء، في حدود المقدور عليه..

مقتضى الانتماء وواجب الدفاع ينفعنا نحن البشر، أما الله جل علاه فهو قوي عزيز، لا ينفعه شيء،، ولا يضره.. لكنه جل علاه يخلق ما يشاء ويحكم ما يريد.. وقد سن سننا للميْز والاصطفاء،، وقد أرسل طيورا تذود عن مقدساته عند انعدام المؤمنين المجاهدين.. وسنن الله ماضية..

إن الدين إنما جاء لمصلحة الخلق، أما الله سبحانه وتعالى فغني عنا وعن عبادتنا، لا تنفعه طاعتنا ولو كنا على قلب أتقى كائن، ولا تضره معصيتنا ولو كنا على قلب أفجر مخلوق..

جاء الدين لينظم حياتنا وعلاقاتنا ببعضنا،، أما علاقتنا به جل علاه فهي منزلة فردية يختلف السالكون فيها حسب الهمم والمدارك، لذا فقد فرض جل وعلا عتبة دنيا تروم الاعترافَ، وترَك الحد الآخر للاجتهاد والوجْد.. أما الأولوية، كل الأولوية، في كل تشريعات الإسلام فهي لحفظ النفس وكل ما ارتبط بها من مقومات الشخصية الضامنة للوجود والاستمرار والطمأنينة،، قد نعرف بعضها من خلال الحكمة من مشروعيتها الظاهرة، وقد نغفل أو نعجز عن الإحاطة ببعضها الآخر حتى حين.. لكن مفهوم الدين يقتضي التسليم الآني بمنتهى الحكمة المطلقة في كل تشريع محكم، قطعي، ثابت.. وذات المفهوم يقتضي أيضا الإيمان به حزمة واحدة، دون اجتزاء، أو انتقائية، أو تلاعب،، وأداء التكلفة عند الاقتضاء..

لكنا خُذلنا وخَذلنا وتخاذلنا.. وعاقبة التخاذل والخذلان نعاني منها نحن المسلمون بالدرجة الأولى، ثم غيرنا من المستضعفين، بما نعيش من ضياع وهوان وقهر واستباحة... ليس لها مثيل في المدى الموثق..

لكن، وإن كان الظلم قد بلغ مداه.. إلا أن العالم يعيش إرهاصات تذكر بتلك التي كانت تسبق ظهور الأنبياء والرسل عليهم السلام.. وأملنا في الله أكبر.. فنحن نثق في العدل الإلهي والحكمة الإلهية، وتهييئه للأسباب والمسببات، وتدرجها في تناغم مع مألوفات البشر، بعيدا عن التطبيع مع الخوارق والمعجزات، تحقيقا لغرض الإيمان بالغيب ومقصده..

نحن نؤمن أن العاقبة لهذا الدين، والتمكين لحُماته،، ولو بعد حين.. ونؤمن أن لكل شيء بداية، ولكل بداية نهاية، ودوام الحال من المحال.. ونؤمن أن أحجار الشطرنج تتداعى بمجرد سقوط أولها، وأن أكبرها حجما يسقط بتراكم ثقل صغارها.. ونؤمن أن شرارة عود ثقاب واحد يمكن أن تكون، وستكون، كافية لحرق كل الظلمة ومن والاهم بين ظهرانينا.. ونؤمن أن هذا يمكن أن تتظافر له عوامل وتتهيأ له أسباب.. ونؤمن أن هناك "Déclencheur" معينا موجودا بالقوة وينتظر فقط الإيجاد بالفعل.. ونؤمن أن المدبر حكيم، وأنه ينتصر للمستضعفين، وأنه بالغ أمره..

 

انتهى..

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات