رغم الأمطار.. اندلاع حريق مهول أتى على مساحات واسعة من غابة منطقة الزرقاء ضواحي تطوان

صدق أو لاتصدق.. الموز "البنان" يباع ب6 دراهم بميدلت

كدش تنظم مسيرة احتجاجية بالبيضاء ضد قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS

تطبيقات النقل تهدد مصدر عيشهم.. سائقو سيارات الأجرة بطنجة يناشدون السلطات لإنقاذ القطاع

مدرب صن داونز كاردوسو يبرر الهزيمة أمام الرجاء

ويليامز حارس صن داونز يتفاعل مع الهزيمة أمام الرجاء

بين الإسلامي والمسلم3

بين الإسلامي والمسلم3

سعيد المودني

تابع..

من جانب آخر، غني عن الإشارة أن تيارات "الاتجاه الإسلامي" متعددة، وعملها لم يعد يقتصر على "الدعوة" و"التربية" و"التكوين"، وإن كانت تلك أهداف فردية ووسائل جماعية لتحقيق المراد في الخلاصين الفردي(نجاة المسلم وفلاحه في الفوز بالآخرة) والجماعي(قوة الأمة) المرتبطين.. بل أصبحت التيارات تسعى أساسا لتحقيق الإصلاح المجتمعي،، وضمان تكريس واستمرار هذا الإصلاح، عبر إشراف المصلحين على شؤون المجتمع.. وهي تخوض من أجل ذلك معارك مفتوحة في كل مجالات الدعوة والتوعية ورفع اللبس وتكوين الرأي العام المرغوب... وأهم وسائل هذه المعارك، وأهم ميادينها هو الإعلام..

لكن، ولجمعهم بين المرجعيتين الحضارية التي تقض مضاجع الأعداء العقديين من جهة، والثورية على الاستبداد الداخلي من جهة ثانية، ولارتباط أصل دعواهم بعقيدة سائدة على الأقل مستوى الانتماء النظري الأدنى، فقد تحالف في محاربتها العدوّان معا، واستخدما في ذلك كل ما طال فكرهَما ويدهما من أمكر الأدوات وأخبثها، وبكل الأشكال والوسائل، من المباشر كالقتل والسجن والاختطاف والطرد والتشريد... إلى غير المباشر كالحصار والشيطنة والتشويه والكيد...

والمجال ليس مجال عرض مقتطفات وأمثلة على ذلك، لأن الحيز يضيق بذلك، ولأن الأعداء لا تعوزهم الذريعة.. هم يعلمون ما يصنعون، ولماذا،، ومصممون عليه، ما داموا قادرين، حتى يُغلبوا.. لكن سأعرض مثالين أو ثلاثة لما يردده البعض -بحسن نية- كقرائن على التشكيك في منهج "الاتجاه الإسلامي" من حيث المبدأ.. فيكون التعرض من باب التماس الأعذار، ما دام هؤلاء "النقاد" المشككون تظهر عليهم "البراءة" من الانخراط في الحرب المدروسة المصدَّرة.. أما المعارضون الوجوديون للظاهرة، سواء العملاء المندسون أو البلهاء المتطرفون، فلن يجدي معهم كلام، لأن المندسين لهم باعث مادي أو عقدي يقيدهم، والآخرون مصابون بعمى إيديولوجي مستورد..

من "الأبرياء" من يؤاخذ "الاتجاه" على أو بتعدد كياناته.. فيحاولون استعمال مسألة التعدد هذه قرينة على التشكيك في صواب الظاهرة ككل، ومن حيث الوجود.. والتعدد -هنا- هو نسل اختلاف الفهم.. والحال أن تعدد التصور واختلافه، وما يرتبط بذلك من صحة وبطلان، إنما يكون فارقا حينما يتعلق بالتشكيك الوجودي في صحة "الإطار العام"، "مجموعة التعريف" المبدئية ككل، بين مَن يُثبت ويتبنى ويؤيد، ومن ينفي ويعارض.. أما داخل الإطار أو المجموعة، فلم يشكل اختلاف المذاهب الفقهية، مثلا، أدنى "مشكلة عقدية" تشكك في الإسلام من أصله، على "حدّة" ما طال بعض جوانب ذاك الخلاف.. فالاختلاف لا يمكن أن يختفي.. بل هو أزلي أبدي الوجود ما دامت الدنيا دنيا، سواء بين أصليْ الصواب والخطأ، أو في فروع كل منهما.. لكن مجرد وجوده لا يمكن أن يصوّب خطأ، ولا أن يخطّئ صوابا..

ثم إن الاختلاف والتعدد والتفرع لم تسلم منه حتى النظريات الإنسانية، مع أنها بشرية المصدر، محدودة مجال الشمول والانتشار الجغرافي والعمر الزمني.. فما بالك بمحاولات فهم وتأويل وتنزيل نصوص غير إنسانية المصدر، تغطي كل مجالات الحياة، يعتقدها مآت الملايين، وسرمدية الوجود..

ومنهم من يَتهم الناس(الإسلاميين) بـ"الإقصائية"، ما داموا "ذوو منطلق شمولي".. والحق أن أغلب غالبية التيارات الإسلامية، وإن كانت تؤمن بشمولية الإسلام، وبأن الإسلام هو الحل،، لكنها مع ذلك تُجمع على ضرورة استشارة الشعب وأخذ رأيه.. لكنها تشترط توفير حرية الاختيار، ماديا وإعلاميا وقانونيا... لأنها تثق في مرجعيتها ثقة عقدية بأن الغلبة لها(العقيدة) لا لغيرها.. كما تثق في اختيار الناس متى توفرت الشروط الموضوعية المحايدة للتعبير والاصطفاف.. وإن كان الأمر قد يتحقق مع بعض التأخير، نتيجة رواسب زمن الانحطاط وتأثيرها على اختيارات بعض المغرر بهم..

ومنهم من يرميهم بـ"عدم تقبل الآخر".. والحق أن المسألة فيها قدر كبير من التحامل والتجني.. بل لعلها كلها تجن وتحامل.. ذلك أنه إذا كانت هناك مرحلة أو حالة تستدعي الحاجة إلى توطين النفس على تقبل الاختلاف، فلا أظنها تعني التيارات الإسلامية حاليا، لأنهم تجاوزوها عند اقتناعهم وتأكدهم من انفراط عقد المجتمع، وإيمانهم بضرورة التعامل مع المتواجد على أنه "متساكن/شريك"، يجب إيجاد أرضية لتدبير المشترك معه.. أما "نمذجة" المواطنين فهو مطلب لا يسعون إليه ولم يطرحوه ولا قِبل لهم به.. بل إنهم يطلبون من المتحكمين أن يعتبروهم فقط متساكنين، كضرورة لتعايش مرحلي، دون وصاية أو إقصاء من أي كان، وفي أي اتجاه كان، وعلى أي مستوى كان..

إن الأمر، وكما سبق، مجرد تعريض اختلطت فيه المؤامرة الخارجية، بالعمالة الداخلية، بالتغرب النخبوي، بالغفلة الشعبية... أسفرت تحاملا لا ينتهي، ولا حدود له، ليس آخرها أنه كلما صدر من "إسلامي" تصرفا لا يروق غيره، إلا وهرع هذا "الملائكي"(الغير) لرميه بالنفاق، والمروق،، وربما بالهرطقة والزندقة... قاصدا التشكيك بصفة عامة في صدق تدينه(وللأمانة، فإنه يشترك معه في لَبس هذه التهم الجاهزة "الفقيه" و"الحاج" وكل من "يفترض" العامة "كماله"، والذين يلبسون تلك التهم عند ارتكابهم أي "خطأ"، سواء كان الخطأ حقيقيا ارتكبوه بصفتهم البشرية، أو هو خطأ فقط في تقدير الآخر الذي يتولى التقييم.. ولعله تَمثل نفسي طوباوي، يبالغ في المأمول من هذه الفئات.. وفي هذه الحالة يكون شاهدا ومنْقبا لها)..

في المقابل، إذا سُمع "إسلامي" يفوه بالتشكيك في صدق شخص أو صواب فعله، فإن الأدنى أن يُقذف بادعاء علم الغيب، والاطلاع على ما في القلوب، والتألّه على الله سبحانه وتعالى والقيام مقامه... ولا يتعرض لذلك غيره الذي يظل يقذف الإسلاميين، وعلى "الهوية"، بالنفاق و"التجارة بالدين"...!!!.. مننتهى الازدواجية والانتقائية والتحيز والتعصب والكيل بمكاييل...

 

انتهى..

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات