رغم الأمطار.. اندلاع حريق مهول أتى على مساحات واسعة من غابة منطقة الزرقاء ضواحي تطوان

صدق أو لاتصدق.. الموز "البنان" يباع ب6 دراهم بميدلت

كدش تنظم مسيرة احتجاجية بالبيضاء ضد قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS

تطبيقات النقل تهدد مصدر عيشهم.. سائقو سيارات الأجرة بطنجة يناشدون السلطات لإنقاذ القطاع

مدرب صن داونز كاردوسو يبرر الهزيمة أمام الرجاء

ويليامز حارس صن داونز يتفاعل مع الهزيمة أمام الرجاء

حفيظ دراجي وسياسة التفاهة!

حفيظ دراجي وسياسة التفاهة!

الصادق بنعلال

يعد الواصف الرياضي الجزائري حفيظ دراجي من ضمن الأوجه الإعلامية المعروفة في المشهد الكروي العربي، والمشهور بتعليقاته الوجدانية العاطفية الحافلة بالصياح والبحث اللامحدود عن الإثارة والمبالغة والحشو غير اللازم، وهو ينقل للمشاهدين المباريات الفنية، بل إنه قد يدفعه الحماس النزق إلى اقتراف خطايا قيمية وإشعال الفتن بين جماهير ودول بريئة كما حصل ذلك في منافسات كأس العرب، ومعلوم أن التعليق الرياضي المتعارف عليه أمميا يستلزم قدرا كبيرا من الرزانة والموضوعية والحياد، وتجنب اقتفاء سبيل التعصب والنعرات القبلية والعرقية والدينية .. والاقتصار على نقل أطوار اللقاء الرياضي بكلمات أقل، واحترام أكثر لكل النوادي والجماهير الممثلة لشعوب ومجتمعات، من المفروض أن نسعى إلى نشر قيم المحبة والأخوة والمساواة للمساهمة في مد جسور التواصل بينها، وهذا نراه بجلاء في الوصف الرياضي الرفيع للبطولات الكروية الغربية.

لكن قد نتفهم اندفاع السيد دراجي في "معمعة" وصف محموم لمقابلة رياضية محكومة في الزمان والمكان، لأنه بتعليقه الشعبوي الهائج قد يجد لنفسه مكانا في "قلوب المشجعين الشباب"، لكن أن يمارس نفس اللعبة في سياق آخر أكبر منه كثيرا وأبعد من مجاله المستباح، فهذا يتطلب التوقف عنده مليا والنظر إليه بروية. سبب نزول هذا الكلام تلك التغريدة التي "وشح" بها صفحته على موقع التواصل الاجتماعي التويتر، والتي تضمنت إشارة بالغة الخطورة والرعونة والتهافت. يطلعنا حفيظ دراجي يوم 27 مارس الماضي عما يلي: "صحيفة يديعوت احرنوت تحتفي هذا الصباح بوزراء خارجية أربع دول عربية سيأتون في آن واحد إلى الأراضي المحتلة لحضور قمة النقب والتآمر على فلسطين والأمة الإسلامية! اجتماع النقب المحتل يشبه اجتماع قبائل قريش للتآمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم. يا رب". وكما يبدو فالإحالة هنا تعود إلى وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب، الذين شاركوا في اجتماع النقب برئاسة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بدعوة من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، بهدف تشكيل تحالف مشترك في المنطقة لمواجهة إيران.

 

تبدو التغريدة "الدراجية" ببطانتها الوجدانية ولغتها البيانية البكائية و"محتواها" الأجوف سهل النقض والهدم، فهي تحمل في طياتها عناصر الفناء والعدم والتناقض بالغ الغرابة، الخبر أوردته جل الوسائل الإعلامية العربية والدولية، فلماذا تم الاستشهاد بصحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائلية، لماذا يتم تكذيب ورفض كل ما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي، وقبول ما يرونه مناسبا لخرجاتهم البهلوانية؟ من قال بأن مسعى هؤلاء الوزراء هو التآمر على فلسطين والأمة الإسلامية، والحال أن كل الدول العربية من دون استثناء ترى أن بيان قمة بيروت هو البرنامج السياسي الذي يرسم معالم طريق التعاطي مع القضية الفلسطينية المقدسة، هذا البيان الذي أكد على "مطالبة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقبول بحل عادل لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين مرتكز على القرار 194 وقيام الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".فهل هناك نظام سياسي عربي يزايد على آخر في هذا المطلب؟ وأين هي الدول العربية العسكرية التوتاليتارية "المناضلة"، التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بكونها "مدافعة" عن فلسطين ظالمة أو مظلومة؟ لماذا غابت في الزحام والصمت و انخرطت في التآمر على استقرار وأمن ووحدة الأقطار العربية الأخرى؟ وأين هي أوجه المقارنة بين سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وبين فلسطين، فهذه الأخيرة أرض مقدسة ضمت بين جوانحها عربا ومسيحيين ويهود، نسعى إلى أن نضمن فيها حق الفلسطينيين المشروع في دولتهم الحرة المستقلة، في إطار حل الدولتين طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة، أما النبي الكريم فهو رسول البشرية جمعاء وقائدها في الخير والعدل والصدق والصلاح، لقد صدق من قال (لا وجود مع الفارق)! والأغرب في هذه التغريدة العجائبية انتهاؤها بدعاء بالغ الخسة والانحطاط والهبوط الأخلاقي الحر: "اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم يا رب". إلى هذه الدرجة أصبح الساقطون سهوا على الساحة الإعلامية العربية يتمنون دمار بلدانهم بغباء استثنائي، والحال أن المعني بالأمر يشتغل في مؤسسة إعلامية قطرية، ودولة قطر الشقيقة لا تخرج عن الصف العربي القومي ومشترك التوافقات العربية !!


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات