نجاة حمص
عقب أحداث الشغب وبعد كل مظاهرة، يلاحظ استهداف ممتلكات المنتخبين بالحرق والهدم والنهب، إضافة إلى كتابات جدارية تطالب برحيل أسماء معينة، أسماء بارزة على الصعيد الجهوي والوطني..
هؤلاء المستهدفون هم نفس الذين يتباهون بأحقيتهم وشرعية مناصبهم، بناء على نتائج صناديق الإقتراع، التي اقتيد إليها المصوتون بمبالغ مالية تختلف حسب عمق توغل المنتخب داخل جيوب الدولة المالية، وبتهديدات بالطرد من دروس التنمية البشرية وعرضيات المطلقات والأرامل..
وعلى الرغم من تهافت الساكنة على "المال السايب"، طيلة يوم الانتخابات، بفتوى جواز الإستفادة من صنبور المال العام الذي يفتح مرة كل خمس سنوات، وتصويتهم على خصوم المتبرعين، إلا أنهم وفي كل مرة يصدمون بنتائج فرز الأصوات..
وهكذا وبعد انتهاء العرس الديموقراطي، يطير أغلب المنتخبين إلى خارج الجهة للإستقرار والعلاج والدراسة، وتبقى الساكنة غارقة في مشاكل : البطالة، الصحة، أزمة السكن ولگراير..
هنا.. يبدأ الإحتقان ويتأزم الوضع، حتى إذا قدر الله وانفجر، عمد المتظاهرون الغاضبون إلى حرق مكاتب وإقامات وممتلكات الذين جادوا عليهم بعظمة بائسة في الانتخابات، وطار المنتخبون إلى الجهة عائدين، ليظهروا في اللوحة السريالية وفي وسائل الإعلام المشتراة ذممها، حتى لا يتهموا ببعد عن المشهد أو تقصير في المهام.
سنوات والوضع كما هو، محلك سر، نفس السيناريو يتكرر، لم تتعلم الساكنة الإستغناء عن "المال السايب" المؤقت، ولم يتعلم المنتخب الطريقة الصحيحة لطرح البرنامج الانتخابي، ولا كيفية أداء المهام الموكلة إليه بتفان وإخلاص.. ووطنية.