مستجدات ملف إسكوبار الصحراء...اعتراف صادم يفضح خطة بعيوي لانتزاع أملاك زوجته السابقة!

الفردوسي وعبد الصادق يتفقدان أرضية العربي الزاولي بعد تحسينه من طرف صونارجيس

غلاء اللحوم يتحدى الاستيراد.. جزار يكشف عدم تأثير اللحوم المستوردة على الأسعار

حقوقي: مدونة الأسرة الجديدة مفيهاش حق من حقوق الرجل والمرأة تسيطر على كل شيء

جمالية "بلاصا طورو" تضفي سحراً على طنجة

حفيظ عبد الصادق: مباراة صن داونز اختبار مصيري في الموسم الحالي

القوة الناعمة بين الهمزة و القاف

القوة الناعمة بين الهمزة و القاف

يوسف بولجراف

مع إقتراب كأس العالم لكرة القدم ، لاحظت فقط في غضون هذا الشهر أكثر من عشر صفحات رياضية تقترحها المنظومة الفيسبوكية ، كلها صفحات أنشئت حديثا ، الغاية منها توجيه ذوق الجمهور ، يتحدثون فيها أغلبهم ، عن هذا اللاعب أو ذاك ، ولماذا يجب أن نستدعي هذا و لا داعي لدعوة الآخر ، و أخطاء المدرب قبل أن يقول ب اسم الله ! عرفت أن الصفحات من منبع واحد و الغاية واحدة ، و ربما هذا النوع من الإختراء ، عفوا فهذا المصطلح نقلته بصيغته الأصلية من فم محللة إستراتيجية في سياسة القوى الناعمة و عرفت أنها فقط تنطق الهمزة بدل القاف ، ربما لها أصول موريسكية " لالة لالة !لالة الغزالة ،جالسة في الصالة ،تضرب الآلة ، بالعكاكز و الطراقة، عندها راجل بركة ،يعيش و يبقى و يجيب النفقة من باب الزنقة ،لالة لالة " ، أنا كلما ظهرت لي صفحة من تلك الصفحات أمنع ظهورها عندي مجددا ! ثم تظهر أخرى ، ذنبي الوحيد هو استشعار منظومة الفيسبوك أني أنتمي لبلد تأهل لكأس العالم ! و لهذا و يجب أن أ نسى هذا العالم و أحداثه إلى حين يمر هذا الحدث العظيم ، يعني يجب أن أنسى كل مايهمني كمواطن ،أنسى الزيادات في الأسعار و أنسى الحد الأدنى للأجور ، و أنسى مطالبتي بالعطلة الشهرية و أنسى نفسي حتى و أعيش الحلم على إيقاع كل تلك الصفحات ، أي أنني يجب أن أحلم كباقي الناس في نتائج جيدة للمنتخب و كأني سافوز معه أيضا ، و كأنه إذا نجح هو ستحل كل مشاكلي بعدها ! و هذا هو الإختراء و هو فن إختيار الكلمات و وضعها في صميم جخ مخك لتقبلها تلقائيا و تنسى المعاناة أي تعرف كيف تخرجها و أين تضعها بغاية الوصول إلى تقبل الوضع بعد الاستئناس به ،لكن فعلا نسيت شيئا مهما ، و ماذا لو كان هذا الإختراء الذي يحصل لي و هم يقومون بعمليتهم هو فعلا حقيقة وصول المنتخب إلى نتيجة مهمة سيغير حياتي إلى الأفضل ،لكن حصل هذا من قبل و لم يتغير شيء ، اليوم مختلف عن أمس اليوم عندنا رئيس جامعة قوي جدا ، وتعرف إذا فرح كيف يكون سيفرح كثيرا رئيس الجامعة و سينشط و بما أنه أيضا مدير الميزانية في وزارة المالية سيصبح أكثر سخاءا معنا ، لن يشير برأسه ب لا ! و سوف يمضي على ، يوقع على ماذا !! بفف ذهبت بعيدا ، كم يلزمه من خبزة ولو كان بحر أمام كل جماهير المقاهي ،و التي هي أصلا تحتاج ذلك السخاء المعهود به ! ربما أقصى ما سيقوم به ،يوشوش لوزير الوظيفة ، ف يوافق على يومين عطلة عن كل إنتصار ، سيفرح كل الموظفين ، لكن ماذا عن الشعب الآخر و كله عطل ،، سيبرمج مشاريع ،أو تقدم الحكومة خدمات بالمجان ، أو تطلب من الشركات أن تفرق دانون و الحليب أسبوعا بالمجان ، كلها إقتراحات علاجية مرهم في العيون ١% لكنها ليست أدوية حقيقية للمرض الذي لم بنا ، لهيب الأسعار و إرتفاع البطالة و نقص الأجر ، و اغتناء الأغنياء أكثر ، أصلا الأغنياء لا يتابعون كرة القدم ، الطبقة المخملية هوايتها مختلفة ، أبسط هواية لديها مكلفة ، هذه هي ثقافة الطبقة المخملية كلما كان المنتوج مرتفع القيمة كلما كان هو المطلوب لديها و لو يكون ريشة ديك رومي ، المهم لا تآخذوني على هذه المقدمة لأني صراحة ما أثار إنتباهي أكثر هو المفهوم في حد ذاته و ما يعنيه ، مفهوم الإختراق ليس مصطلحا غريبا بل لديه أصول و نشأته قديمة قدم الزمن ! نقول مثلا بالدارجة : ما عرفت كيف دخلني !! أي كان غريبا و أصبح قريبا ، أو سمعت لقد تجاوز العظم و هو يسري الآن في الدم ، دخل في الأول كذبوس أو وخز إبرة لم أستشعر به ، بين الجلدة و اللحم ! و الآن ها أنت ترى ، مرضت يعني أو تشافيت ! لا يهم ، لكن المخترق سيحتفل ب إختراقه هذا ، من حقه يقول نجح الاختراق ههههه

أتذكر يوما ذلك السياسي كان يتباهى على أنصاره و هو يذكرهم بحالهم كيف تغير إلى الأفضل ، بعدأن نجح حزبه في الإختراق بشكل ديمقراطي عن طريق الإنتخابات ، الآن كلكم بخير ، كل واحد منكم هنا في هذه القاعة أصبحت حياته أفضل ! أ ليس كذلك !! كأنه يذكرهم أنه بفضله تحسنت وضعيتهم وفضله كبير عليهم ، و إستراتيجية إختيار هذه الكلمات أصلا ليمنع الإختراق ضده يوما ! أغلبكم لم يكن يملك حتى دراجة نارية وأفضلنا هاهو و يكذبنى كانت لديه سيارة مرسيديس أيام عز المرسيدس،،على فكرة هيتلر حين أعجب بها قالت له الجماهير ميرسي بالعشرة ، فاصبحت مرسي ديس ، تصفيق و ضحك ، و الكل يعرف أن الفكرة الأولى هي الحقيقة و التفاصيل مزحة ، من قال أن الشيطان يكمن في التفاصيل !! تلك المزحة التي بفضلها كانت له تلك المكانة و بفضلها ظل زعيما ! و الحقيقة الغائبة هي مامدى نجاعة هذه الزعامة ! و هل هذه هي السياسة ، لكل سياسي إستراتيجيته في النجاح ، نجاحه هو ! يقدم البرنامج الذي يجعله يصل لكن لا يحمل البرنامج محمل جد ، يكون البرنامج و هو المهم فقط غلاف إشهاري لنجاحه و بعد النجاح ،حين يذكره أحدهم بالبرنامج ، يدعي أنه قد طرأت مستجدات ،غرقت الصين و فاض واد الذئاب و انتهى مسلسل أرطغل و كل هذه الأسباب رفعت قيمة البترول و بفضلنا قد سقفناه في حدود دولار أو إرو للتر مهما إرتفعت أو نقصت قيمة الليرة ، لن يؤثر علينا أبدا السوق العالمي بفضل حمايتنا و دعمنا للأطفال المتخلى عنهم و الأرامل ! ندعو يفرجها عن كل مغبون ، كل هذه المستجدات هي السبب في عدم نجاح البرنامج و قد ثم تغييره بما هو أفضل ! و سنتزاوجها"لا تغيري الكلمة ضعيها هكذا " مادمت أتحدث عن الإختراق لا تخترق مقالي بتغيير المصطلحات ،القراء يفهمون أسلوبي " ؛ و نجاح البرنامج رهين بحنكته في تسيير المؤسسة الحكومية ، يصل بعدها إلى نقطة الإنتقاد يوجه الإنتقاد اللاذع لأعضاء الحزبالمشتت المعارض و أنهم هم أولى أسباب عدم تطبيق البرنامج و أنهم يشكلون خطرا على التنمية بل حتى على المؤسسة نفسها و أنهم يحاولون ما أمكن بتازر من مناصريهم بالهجوم على مكتسباتنا و هكذا وجب الرد عليهم و لا يجب السكوت و هنا رسالة يوجهها بشكل مباشر لفرسانه و التي أنشأت لهذا السبب مدعومة ب المال ، كان عندي يقين تسيرها إحدى المنتخبات من حزبه ،لأنها كان لديها عدد كبير من المتابعين في صفحتها، كل هذا العبث يحتاج الإمتيازات حتى يبقى دائما هو الزعيم الكريم و كلمته الأقوى ، ثم التصفيق ، ينتهي المشهد و ينتهي الجمع العام على هتاف كل الحضور يعيش يعيش الزعيم ، إلى الإمام سر، في المشهد الثاني و على الواجهة الأخرى ، يبدو الجو غائما و البحر هائجا إلى كثير الهيجان جمع آخر سياسي من جهة أخرى لكن هذه المرة يبدو الجمع قد تشتت و تبعترقبل أن يبدأ

الإجتماع ، و بدأت مناوشات صغيرة من هنا و هناك،

المنافس الأول قدم من الجنوب بمجموعة المشاة الغنائية الفرقة

 تلاتة سبايسية طبالة و واحدة عريشية غياطة و زقلة بمعنى ركلة ، المنافس الشرقي حظر بفرقة حسنين و محمدين للرزة المزدوجة ،أي أنه يبين كل فرد من عندنا فيه إثنان من عندكم ، و النتيجة أن الطرح قد سخن قبل أن يبدأ و قبل وجبة الغذاء المزمع أن تجمعهم جميعا ، و قبل أن تريب الحفلة ، تبادل إتهامات على شكل خيانات داخل الصف و ينتهي المشهد عند فترة الغداء حيث بدأت الجموع تتضارب ب الكراسي و تتقاذف الخبز الذي أصبح يتطاير في السماء كالصواريخ ..يا حرام ، شبعتم خبز !! كان هذا المشهد كافيا ليقول لم تعد هناك معارضة مستقبلا ، نجح الإختراق و استأصلت شوكته بالفن الكل يبكي عن زمن الحزب الماضي و أيام صانعيه و قد خلا الجو السياسيالآن نهائيا من معارضة قوية ذات صوت نضالي تدافع عن حقوق الشعب ! خلت الساحة السياسية لمن سيصبح رئيسا للحكومة ، أو من سينجح في المستقبل ، و لم ينته الكلام فقد بدأ للتو عصر سنكتشف بعض معاني مصطلحات سياسية جديدة لم نكن نعرفها من قبل ، لكنها مهمة هي التي تشكل روح السياسة الآن ! مصطلح الإختراق هذا ، ليس فكرة جديدة لكنه أهم مصطلح في الحياة السياسية الجديدة و هو الذي يشكل فكرة التغيير العميق دون الشعور به ! مفهوم الإختراق و لو أنه مفهوم قديم جدا إلا أنه يصعب إستعاب ثقله عندما نتحدث به ! فحين يتحدث السياسي عن الإختراق ، تكون الفكرة أصلا قد ثمت بنجاح و قد ثم الإختراق فعلا و أن هذا الإختراق كان في البداية ينتمي إلى المؤامرة ، و بفضله ثم كذا و كذا و لا نعرف متى بدء ب كذا و إنتهى بكذلك و...لمفهوم الإختراق أسباب عدة ، و منها على الأخص محاولة الوصول إلى الهدف المبتغى في مكان يعترض على وجودك أصلا و ليس هدفك فقط ، و لهذا يكون مبدأ الإختراق مكلف أكثر للوصول و النجاح ، و هو يتم بشكل غير مرئي غالبا و بشكل ناعم ما يصطلح عليه بالقوة الناعمة ! الإختراق السياسي هو أرقى أشكال الوصول إلى منابع القرارات بالوصول إلى النواة دون أن يثير الإنتباه ! فلا ينجح الإختراق إلا حين نفاجئ بالقرارات الجديدة و نشعر بالتغيير المفاجئ لشكل النواة و نعرف أن ما لم تكن تقبله النواة من قبل أصبح أكثر من مقبول ! و هكذا يبدأ التغيير لصالح المخترق !

ينجح الإختراق في تفكيك كل قطع الغيار و الأجهزة القديمة التي كانت ترفضه لتصبح مفرغة من محتوياتها الأصلية و راغبة في الجديدة المقترحة و أكثر ! بمعنى أن الإختراق هي فكرة نجاح بطرق خسيسة ! إستراتيجيات و مخططات محبكة و محكمة إستعملت كل الطرق الإيديولوجية المتعارف عليها للسيطرة و جعل الجهة المقابلة ضعيفة الإرادة لدرجة القبول في البداية ! أصعب مراحل الإختراق هو البداية لأنها تبحت عن المنطقة الضعيفة و الطريق الأقرب للوصول إلى النواة و محاولة فهم كل نقاط الضعف للتحكم فيها و في الطريق ، المال هنا يلعب دورا في هذا الإختراق و حين يستعصي ذلك دونه يتم باشكال غيره ، و إن لم ينفع المال يكون هناك إقناع نفسي بمحاولة تغير أفكارك و مبادئك و أن من تدافع عنه ليس صديقك أو أن ما تقوم به هو الصحيح و ليس خيانة ، تسريب معلومات أو ملفات ، تقدم أسرار دون تأنيب ضمير ...و هكذا ، حتى النهاية ... فيعلن في الأخير الفائز و بكل فخر عن نجاح الإختراق ! دون إشارة منه لشكل أو أشكال هذا الإختراق و كيف بدء وثم و أين إنتهى

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات