عبد اللطيف مجدوب
في زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدولة مالي ، صرح هذا الأخير بأن "أسرة ذات سبعة أو ثمانية أفراد بإفريقيا وبمقدورها استثمار المليارات ، فلن يغير شيئا منها [..] ، إن التحدي الذي تواجهه إفريقيا هو التحدي الحضاري" «Avec une famille qui a sept, huit enfants en Afrique, investissez des milliards, rien ne changera. (…) Le défi de l’Afrique est civilisationnel.»
فتلقى أمادو دونو Amadou Douno السوسيولوجي الغيني ؛ أستاذ بجامعة أمادو دينغ بالعاصمة كوناكري هذا التصريح بكثير من الاستهجان والغرابة ، فرد عليه بالنص التالي وباقتضاب:
“الأفارقة ليسوا بحاجة إلى حضارتك الفاجرة (civilisation de débauche ) ، لأن مع حضارتك يمكن للرجل أن يضطجع مع الرجل ، والمرأة يمكنها أن تضطجع مع المرأة ، والرئيس الأعزب يمكنه أن يتخذ له عشيقتين ، كما أن المرأة يمكنها أن تنام مع كلبها ، كما يجوز للطفل أن يهين أبويه دون مشاكل ، كذلك يمكن للطفل أن يسجن أباه وأمه.
“ مع حضارتك ؛ عندما يشيخ الوالدان يتم نقلهما إلى دار العجزة ، وأخيراً ؛ مع حضارتكم ؛ يمكن للشاب أن يعيش مع امرأة في سن أمه أو جدته ، ولا حرج ، وحالتك أفضل مثال . الأفارقة ليس لديهم درس في الحضارة ليتعلموا من أناس مثلك!
"وتعد إفريقيا ؛ إلى حد بعيد ؛ أغنى قارة في العالم بثرواتها المعدنية الهائلة ، ما يعوق هذه القارة هو النهب وعلى نطاق واسع لمواردها من قبل القوى العظمى ، وفرنسا في الصدارة!"
"كل مصائب إفريقيا تأتي من هذا البلد [فرنسا] الذي يحقق طموحاته على ظهور الأفارقة ؛ بتواطؤ هؤلاء الخونة الذين لا يترددون في التضحية بأجيال كاملة بتسليم بلادهم إلى القوة الإستعمارية السابقة ، وقد عُهد ، وبجميع القطاعات الرئيسية لاقتصادياتها إلى فرنسا ، في الواقع هم ينفذون الاستراتيجية السياسية أو الرؤية التي أرادها المستعمر السابق ، وهذا يساهم في دفع سكانها إلى البؤس والفقر المدقعين . هذا هو سبب الانقلابات والحروب الأهلية والإبادة الجماعية والمجاعات ، مع وجود طغاة على رأس هذه البلدان ؛ تحتفظ بهم فرنسا في السلطة ، لأن هذه الأخيرة تلبي جميع مطالبهم "
“فرنسا لا شيء بدون إفريقيا! اليوم الذي تدير فيه الدول الإفريقية ظهورها لفرنسا ستغرق هذه الأخيرة في الفوضى! وطالما أن البلدان الإفريقية لا تخرج عن هيمنة القوى الاستعمارية السابقة لها ، فإن ؛ من خلال تولي زمام مصيرها ؛ كما فعلت الدول الآسيوية ؛ سيكون من الصعب عليها الخروج من الهاوية.
“التحدي الذي يواجه إفريقيا هو التخلص من فرنسا ، لأنها ليست الحل لتخلف هذه البلدان بل هي [فرنسا] صلب المشكلة "
A.D